[الفوائد المنتقاة من (الرسائل المتبادلة بين الرافعي وأبي رية)]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 02:59 م]ـ
كتاب: الرسائل المتبادلة بين الرافعي وأبي رية
جمع وترتيب (محمود أبو ريّة).
طبع في القاهرة دار إحياء الكتب العربية
عيسى البابي الحلبي عام 1369هـ
من الكتب الممتعة التي تذكرك بمتعة قراءة (صيد الخاطر) ونحوه.
ومن فوائده أنه يطلعك على حقبة مهمة من التاريخ في مصر، وفيه من الفوائد والخبايا والأسرار ما لا يكاد يعرف من كتب التاريخ ولا كتب الأدب ولا غيرها.
انتقيتُ لكم بعض الفوائد التي قيدتها من هذا الكتاب.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 03:02 م]ـ
15
إنك تريد امتلاك (ناصية الأدب) كما تقول فينبغي أن تكون لك مواهب وراثية تؤديك إلى هذه الغاية وهي ما لا يعرف إلا بعد أن تشتغل بالتحصيل زمنا فإن ظهر عليك أثرها وإلا كنت أديبا كسائر الأدباء الذين يستعيضون من الموهبة بقوة الكسب والاجتهاد. فإذا رغبت في أقرب الطرق إلى ذلك فاجتهد أن تكون مفكرا منتقدا وعليك بقراءة كتب المعاني قبل كتب الألفاظ وادرس ما تصل إليه يدك من كتب الاجتماع والفلسفة الأدبية في لغة أوربية أو فيما عرب منها. واصرف همك من كتب الأدب العربي بادئ ذي بدء إلى كليلة ودمنة والأغاني ورسائل الجاحظ وكتاب الحيوان والبيان والتبيين له وتفقه في البلاغة بكتاب المثل السائر وهذا الكتاب وحده يكف لك ملكة حسنة في الانتقاد الأدبي وقد كنت شديد الولوع به.
16
ورأس هذا الأمر بل سر النجاج فيه أن تكون صبورا وأن تعرف أن ما يستطيعه الرجل لا يستطيعه الطفل إلا متى صار رجلا، وبعبارة صريحة إلا من انتظر سنوات كثيرة.
17
وأما هذه الكتب التي وعدت الناس بها فالنية معقودة عليها وحسبك من جهتي أنا صحة النية. ولكن ماذا أصنع والناس عندنا ما تعلمون تخاذلا وتقصيرا وبخلا بالدراهم القليلة ينفقونها على الأدب وكيف لي أن أملأ الأسواق بكتبي ويدي فارغة ... ؟
21
أما لفظة (المستلم) فقد وقعت خطأ .. وقد طلب أحدهم إلى أبي عبيدة أن يكتب له كتابا يستشفع به إلى رجل من الأمراء فأملى أبو عبيدة على كاتب وقال له اكتب والحن فإن اللحن مجدود أي محظوظ صاحبه ...
... وساعة المواعيد في مصر لا ضبط لها ولا يمكن أن تضبط إلا في يد نبي مصري إن ظهر في مصر نبي آخر ..
22
اقرأ كل ما تصل إليه يدك فهي طريقة شيخنا الجاحظ وليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة وفكر واسع وملكة تقوى على الابتكار
فكل كتاب يرمي إلى إحدى هذه الثلاث فاقرأه
24
وهنا أشياء أخرى لا أريد أن أبوح بها، ولكنها في الجملة أشياء أساعد بها رِفدا فينتحلها أهلها وينشرونها بأسمائهم وأنا بذلك راض مسرور. وليت الزمن يهيئ لي أسباب التفرغ للكتابة والشعر ويغنيني عن التكسب من الوظيفة التي أنا فيها – وهي في المحكمة الأهلية هنا – ولكن ماذا أصنع والأمة خاملة كما ترون، فلا تكاد تقوم بعيش أديب واحد ليخدمها مدة عمره.
26
... وفي الثلاثة أشهر الأخيرة ...
26
وأما ذكرى أبي العلاء، فلم أقرأه إلى الآن ولا أنا أميل إلى قراءته ولكني اطلعت على فصلين قصيرين، أحدهما عن بغداد في المقطم والثاني عن نشأة المعري في مجلة فتاة الشرق، فإن كان كل ما في الكتاب على هذا النمط فليس في الكتاب إلا ما بين المعري وطه حسين ... [يشير إلى العمى] فإن فصل بغداد منقول ببعض التصرف عن معجم ياقوت، ومع ذلك ففيه خطأ كثير لأن (ياقوت) وصف أمورا تتعلق ببغداد في مواد مختلفة من معجمه وقصر طه في الاطلاع عليها ومن هنا تطرق إليه الخطأ. والفصل الآخر حشف وسوء كيلة كما يقال لأن آراء المؤلف ضعيفة واهية، ويخيل إلي أن أكبر غرضه في هذا التأليف أن يجيء بكلام كثير يخرج في مجلد ضخم فهو يزن الكلام بالرطل
27
فإني لا أكتب عندما أريد ولكن يضطرني الموضوع نفسه إلى الكتابة فيه.
28
أما كتب المنطق فلا فائدة منها إلا تفتيق الذهن، وهذه الفائدة على أتمها في كتب الكلام العربية كالمقاصد والمواقف وغيرهما، على أن ذلك لا يمنع من قراءة المنطق العربي اليوناني. ولكن المتأخرين جعلوا هذا الفرع من العلم غاية في الترتيب والسهولة والفائدة، وأريد بالمتأخرين علماء الأفرنج. ومن أجزاء الفلسفة النظرية جزء خاص في المنطق.
¥