تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و ممّا زاد الطين بلّة ان جميع شقائق زوجي انجبن ... و انين فلذات اكبادهم لا تفتر عن مناداتهم يا ماما .... و يا بابا ....

اصعب كلام نطق به الاطفال ... و من ذاق طعم الحرمان ادرك مراراته!!!

و تناثرت عُقَد حبّات الؤلؤ و اكتمل تناثرها عندما تفوّهت بكلام اللا ارادي: انتِ طالق ....

و مرة اخرى لا تلومنني فانني ملام!!!!

و لم يرد الله الا عودة الامور الى مجاريها الصافية .... و عدنا بفضل الله تعالى ... كاحسن زوج ... كافضل راع .....

و تناسينا الماضي و هفواته و كبواته .... و جددنا العهد مع الله تعالى و قطعنا شوطا كبيرا ... و تولىّ الشيطان بحزبه خاسرا ذليلا ....

و صرتُ اداعب الاطفال و استأنس بقربهم و طارت تلك القيود .... و ابدلنا البشاشة مكان العبوس و المزاح مكان الجلوس ....

و مرت ايامنا و كانت حبلى بما هو سرّ ابيه و الولد سرّ ابيه ....

عاود الحمل مجددا .... و ذهب على غرة من الامل ..... و بكينا فرحا و لم نبك حزنا ....

و هذا هو الرضى و بكاء النبي صلى الله عليه و سلم على ابراهيم هو اكمل و الافضل ....

و لكن من بكى كبكائي بكاء الجزع فلا خير فيه ....

و لم يمض شهرا و نيفا على التسليم بالرضى جاءت البشرى مجددا ....

و قبلها كنتُ الاعبُ عبد الرحمن ... و اناديه ... و اناظره يتعثّر امامي ... فابتسم تارة و احزن اخرى ....

قبّلته كثيرا بين عينيه ... و حملته اكثر على ظهري ... فكيف به عندما يُصبح الخيال واقعا!!!!

و مرت الشهور الاولى و بقيّ الحمل مستقرا .... علمتُ عندها ان الله اراد ان يكافئني ... فيا لله ما اروعك من رب حليم عظيم كريم ....

و بدأ الملك بنفخ الروح فدعوت كثيرا و سألته صالحا ....

و بدأ قلبه ينبض و اناملي تلامس هذا ... انه ابني .... انه املي .... انه حياتي ...

و غمرتني السعادة .... و التحفتُ بها ....

كنتُ انتظره بفارغ الصبر .... و بدأتُ اخطط له اولية طلب العلم .... القرآن اولا ... ثم احاديث المصطفى صلى الله عليه و سلم ثانيا .... و المتون العلمية و المنثور منها و المنظوم ليكون عالما تقيّا بارعا .....

تجرعتُ العلم متأخرا, و ضاعت عليّ الاوهام, فلا اريد ان يتكرر تاريخي العقيم لعبد الرحمن ....

و جاء الخبر المُحزن من حيث الغاية لا الاصل .... و لطالما قرأتُ متدبرا و معلّما ( ... و اذا بشّر احدهم بالانثى ظلّ وجهه مسودا و هو كظيم)

انها عائشة .... ابنتي ... لا عبد الرحمن .... فلا تلومنني فانني ملائم!!!!

اعرف فضل الاناث و رعايتهم و القيام بشؤونهم .... و هو اي الفرح بالذكورية كفرح ذكريا بقوله (خفت الموالي من ورائي .... فهب لي من لدنك وليا) (يرثني و يرث من ال يعقوب و اجعله رب رضيا)

فاردفت ذلك قائلا لزوجي: (لا ضير ... ساجعل منها_باذن الله_ رجلا)

و اصبحت ابنتي مارية هو الاسم المتفق عليه, و اخذتُ اتحسسُ مكان تواجدها و الاحقه من مكان الى مكان ... و لم تفتر_حماها الله_ من ركلة و ضربة .... مُوجعة زوجي مُدخلة على قلبي الفرح السرور,,,,

هيّأتُ لها مكانها الخاص .... غرفتها ... سريرها .... مهدها .... لُعَبِها .... ك ُتُبها ....

لم يبق الا اياما دون الشهر .... حتى تأتينا بكدّها و سعدها ....

اسألونني عن وزنها؟؟؟ اسألونني عن طولها ... عن طبيعة نومها .... وقت اسيقاظها؟؟؟؟ فقد عرفته و هي في بطن امّها ....

ساترك الاجابة عن هذا و ذاك لها لتخبركم باذن الله .... و اُترجم انينها لكم ....

اسال الله ان يجعلها راعية واعية سالمة .... و ان يرزق كل محروم ... اللهم آمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير