تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لقد اتكأ الشاعر على ضمير (الأنا) حيث أسندت الأفعال إلى ضمير المتكلم (ركبت، أعرض، أنصب، أسري) حتى يبرز نفسيته التي تنزع للمعالي وتطمح إلى المطالب المبنية على العز ومن هنا جاءت الصفات متعددة (العذافر، قلق الضفور) و (الرماح، صم) و (القمر منير) وهذه الصفات تظهر معاناة الشاعر وحتى يؤكد انه يتحمل المشاق ويصبر عليها مخاطرا بنفسه.

التراكيب

يلحظ أن أبا الطيب في هذه الأبيات قد ابعد الأصوات المفردة وركز على التراكيب لأن المقام يتطلب السرد.ومن هنا بدأت ب (ركبت) وأتبعه بمشمرا وهي حال وكأنه حمل الماضي صفة الدوام والتعبير قلق الضفور من كثرة السعي وراء المطامح، وما مجيء لفظة (أوانا) و آوانة لا ليركز على الزمن الذي يحمل الدوام أيضا.

لقد استخدم الشاعر الأفعال المضارعة (أعرض، أنصب، أسري) وهي من ملازمات الاستمرار والدوام، وحتى يمعن الشاعر في تفرده استخدم الفعل (أسري) وهو فعل فيه من المشقة الشيء الكثير واتبعه بـ (وحدي).

فقل في حاجة لم اقض منها = على شغفي بها شروى نقير

ونفس لا تجيب إلى خسيس = وعين لا تدار على نظير

وكف لا تنازع من أتاني = ينازعني سوى شرفي وخيري

وقلة ناصر جوزيت عني = بشر منك يا شر الدهور

عدوي كل شيء فيك حتى = لخلت ألأكم موغرة الصدور

فلو أني حسدت على نفيس = لجدت به لذي الجد العثور

ولكني حسدت على حياتي = وما خير الحياة بلا سرور

وفي البيت السابع فقد استهل بالفعل (قل) وهو فعل طلبي والتراكيب التي تلي هذا الفعل هي: حاجة لم اقض منها / نفس لا يجيب إلى / عين لا تدار على / كف لا تنازع من / فهي تحمل المقابلة بين نفس الشاعر المتعالية لأن مطلب الذات (شرف) والعبارة المشهورة (شروى فقير) تحمل أيضا اكثر من دلالة أتدل على الحقارة والتفاهة أم الشدة والصعوبة،مما يزيد الأمر غموضا قوله "قلة ناصر". لقد استخدم الشاعر في الأبيات السابقة أساليب متعددة،مثل الدعاء في قوله: "يا شر الدهور" والمخاطبة في قوله:"جوزيت عني" والتأكيد"في قوله:"لخلت ألاكم والشرط في قوله: " فلو أني حسدت على نفيس "والاستدراك في قوله: " ولكني حسدت " والتعجب في قوله: " وما خير الأمور بلا سرور " وهذا حمل النص توترا رغم ما معاناة الشاعر وترحله والمطالب التي اغرم والشرف الذي ميزه عن غيره مما احدث هذا التوتر والانفجار لان المعادلة فاسدة وفسادها جاء من فساد الدهر وأذى حساده وهذا الأسى لا يعلل ومن هنا جاءت النهاية بالشكوى والتي تناغمت مع مطلع القصيدة "عذاري " فالصرخة لان الحياة بلا سرور.

محمد احمد سعد

والله ولي التوفيق

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 09:37 م]ـ

ما شاء الله تحليل تطرب له النفس أخي محمد زدنا منه بارك الله لك.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 10 - 2007, 10:14 م]ـ

أخي أحمد هذه إحدى أعمالي في التحليل الأدبي أيام الجامعة. وعندى بعض التحليلات سأنشرها غن شاء الله

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير