تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وأنت يماني الأصول ويانع الفروع =وزكي الأم والأب والجد

ثم ذكر عبد العزيز الفشتالي الأم قائلاً:

يا مولداً وبهِ الأيام قد عُقمت =وهي الولائد عقم الأم بالولدِ

كذلك قال عنها عبد الغني النابلسي:

لم يُدنس لهُ نسب بكفرٍ =إذا ما الأم تظهر تزدرِيه

ثم أشد محمد الصفاقسي قائلاً:

فتعطاه بنت الأم إن تكُ حيَّة =وإلاّ فللّزوج المعصّب ذي الولا

في العصر الحديث

نختتم أشعار الأم التي ذكرها الشعراء خلال العصور الأدبية، وفي القرون الماضية، بما كتبه شعراء العصر الحديث عن الأم الحنون، نحو: أبو القاسم الشابي، وأحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، وخليل مطران، وعلي الجارم، وعلي محمود طه المهندس، ومصطفى الغلاييني، ومصطفى صادق الرافعي، ومعروف الرصافي، وناصيف اليازجي، ونبدأ بنماذج شعراء هذا العصر بقول الشاعر أبي القاسم الشابي:

الأمُ تلثم طفلها وتضمه =حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس

وقوله الآخر عنها:

فخرّت الأم حول =الصبيّ تصرخ ويلي

أما الشاعر أحمد شوقي فقال في حق الأم:

يسيرُ على أشلاء والده الفتى =وينسى هناك المرضع الأم والأبِ

أو قوله عنها:

فيقالُ الأم في موكبها =ويُقال الحرم العالي المَصُون

كما قال:

وَصُن لغة يحق لها الصِيان =فخير مظاهر الأم البيان

وذكرها بقوله:

فأشتغل القلب عليه وأشتغل =وسارت الأم به على عجل

ثم قال شوقي أيضاً:

فناحت الأم وصاحت واهاً =إنّ المَعالي قتَلت فَتَاها

كذلك أشاد الشاعر حافظ إبراهيم بمنزلة ومكانة الأم في المجتمع في قصيدته المشهورة ومنها قوله فيها:

الأمُ مدرسة إذا أعدَدْتَها =أعدَدْتَ شعباً طيبَ الأعراقِ

الأمُ روضٌ إن تعهده الحيا =بالريِّ أورَق أيمّا إيرَاقِ

الأم أستاذ الأساتذة الأُلى =شغَلَت مآثرهم مَدى الآفاقِ

وقال خليل مطران:

نعمت الأمُ أنجبت خيرة الأولاد =للبِّرِ والنَدى والوفاءِ

وقال أيضاً:

رأينا كمالَ الأم والبيت عندهم =وحكمة فتيان وعفة خرد

أو قوله عنها:

الأمُ شمس والثريا لكم =أخت وما منكم سوى بدر

ثم قال:

وأحنُو عليها حنية الأمِ مُشفِقاً =وهيهات تحميها من البينِ أضلعي

أما الشاعر علي الجارم فقال:

هل أُفكر في الأمِ تندب حظها =والزّوج يسكت والهين يتامى

وقوله الآخر عنها:

نسيتُ به أهلي وياربّ صاحب =أبَرّ مِن ابنِ الأمِ قلباً وأنفعُ

كما كتب علي محمود طه المهندس عن الأم بقوله:

دَعا فَلَبُوهُ صوت من عروبتهم =كما يُلبي هتاف الأم أبنَاءُ

وكتب مصطفى الغلاييني قائلاً:

وأطيعُ الأم دوماً =فهي روض البركات

أو قوله أيضاً:

قالت الأم يابُني وعضّت =بإكتآب أدرى الفتى ما تريد

وللأديب مصطفى صادق الرافعي قوله عن الأم:

تودعُك الدُنيا وتستقبل الدُجى =كما ودّع الأم الرحيمة أطفال

ثم قال الشاعر معروف الرصافي:

إن خدمنا فلا تريد جزاء =ومِن الأمِ هل يُرادُ جزاء

وقوله عنها:

فحضن الأمِ مدرسة تسّامت =بتربية البنين والبناتِ

أو كقوله الآخر:

فعاش عيش الأم لم يوَفِه =مَلبَسه ولا مطعمه

وختام حديثنا عن أشعار الأم في الشعر العربي أبيات للشاعر ناصيف اليازجي منها قوله:

ألِف هذي الحياة جدد في الأم =نفس أنسابها فطالها الحنين

ثم قوله:

المالُ يُفرِّقُ بين الأم والولد فذاك =أدنى نسيب عند كلِ يد

وقوله أيضاً:

هي الأم التي ضمّت بَنِيها =إلى أحشائِها ترجو الثوابا

وأخيراً قوله عنها وهو:

يا أيّها الأم الحزينة أجملي صبراً =فإنّ الصّبر خير طبيب


* لا أعرف لماذا جعل المعري فاطميّ العصر!
** نرى بأن الكاتب عاد مرة أخرى وذكر صفي الدين الحلي في العصر المملوكي، وقد ذكره سالفا في العصر الأيوبي وهو أحق ان يكون في المملوكي

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[29 - 08 - 2008, 09:42 م]ـ
شكراً أخي رسالة الغفران على هذه القصائد التي أتحفتنا بها والتي تدل على حسن الاعتراف بالجميل فلا يعرف فضل الأم وقدرها إلا طيب المحتد عريق الأصل
واسمح لي أخي أن أشاركك في هذه الأبيات للشاعر محمد عبد المطلب:

تكشفت للأحداث بعدك يا أمي = فيا طول ما ألقى من الحزن والهم
لي اللَه يا أماه ما أنا بالذي = تعود أن يقوى على الحادث الجم
تلمست حزمي في المصاب فعزني = لقد غاب عني في الثرى مصدر الحزم
فقدت التي كانت إذا شط بي النوى = تسائل عني في الدجى ساري النجم
وإن ترمني الأقدار منها بحادث = تلقفه عني على الروح والجسم
وإن تربت كفي تجود بروح = مخافة مالم أحتمله من العدم
وإن مسنى سقم ثوت عند مرقدي = لزاماً فلم تبرحه إلا مع السقم
على أنها والسقم يبري عظامها = تحاول أن تخفيه عني بالكتم
ولو أنها اسطاعت لدى الموت خفيه = لأخفته إشفاقاً علي من الغم
فيا رحمتا للفاقدي أمهاتهم =من الناس مثلي أو من الطير والبهم
فإن الحنان الحق في الأم وحدها= وغير حنان الأم ضرب من الوهم
هي الأم سر لست تعرف كنهه =وإن خلتها في صورة الدم واللحم
يقولون فانظر رسمها بعد موتها= فقلت لهم في الرمس أمي أمي لا الرسم
فإن فاتني ذاك الحنان التمسته =على حسرة من ذاك القبر باللثم
دفنت به من لاين إن دعوته = إلى معاشر صم إذا مادعوا بكم
فإن قلت يا أماه أغناني اسمها= عن الأب والأبناء والخال والعم
عصامية كانت على حين أنها =لها نسب فوق النقيصة والذم
وأمية كانت ولكن رأيها = لدى وعضلات المرفوق ذوي العلم
فقدت أبي طفلاً فلم أدر ما الأسى= وأفقدتها كهلاً فأدهى الأسى عظمي
سلوني أحدثكم عن اليتم بعدها = فإن اليتيم الكهل أعرف باليتم
فياليت أيام الحياة وقفن بي = لدى موضعي منها من اللثم والضم
وياليت لم يقطع بنا الدهر شوطه = فإن خطاه للقطيعة والصرم
سرى لي ياأماه طيفك في الكرى =مناب خيال الأم عن زورة الأم
وأني لي السلوى وقد حال دونها = مثالك في عيني وطيفك في حلمي
سأخضع يا أمي لقلبي ومدمعي = على رغم ما أسديت من نصحك الجم
وأبكيت بالقلب الذي تعرفينه = وللدمع شأن غير قلبي في الحكم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير