تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خضرة أي ناضرة كقول النبي (ص): "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها "، وحفت بالشهوات كأن الشهوات مستديرة حولها كما يحف الهودج بالثياب أو أطافوا به.، وتحبب بالعاجلة: أي تحبب الناس بكونها لذة عاجله، والنفوس مغرمة مولعة بحب العاجل، وقوله راقت بالقليل أي أعجبت اهلها، وإنما اعجبتهم بأمر قليل ليس بدائم، وتحلت بالآمال من الحلية، أي تزينت عند أهلها بما يؤملون منها، وتزينت بالغرور أي تزينت عند الناس بغرور لا حقيقة له، والحبرة السرور والحائلة: متغيرة،ونافذة: فانية، بائدة: منقضيه، وأكّاله:قتاله، وغواله: مهلكه.

ثم قال إذا هي تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضا عنها- أن تكون كما قال الله تعالى: ?كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا? فاختلط: أي فالتلت بنبات الأرض، وتكاثف به، أي بسبب ذلك الماء ونزوله عليه، ويجوز أن يكون تقديره: فاختلط بنبات الأرض لأنه لما أنماه وغذاه فقد صار مختلطاً به ولما كان كل واحد من المختلطين مشاركاً لصاحبه في مسمى الإختلاط جاز "فاختلط به نبات الأرض" والهشيم: ما تهشم وتحطم وتذروه الرياح تطيره، وقوله ولم يلق من سرَّائها بطن إلا منحته من ضرائها إنما خص السراء بالبطن والضّراء بالظهر لأن الملاقي لك بالبطن ملاقي لك بالوجه، فهو مقبل عليك، والمعطيك ظهره مدبر عنك، وطلله السحاب، إذا أمطر عليه مطرا قليل، وقوله حريّ أي جدير وخليق، واعذوذب صار عذبا، واحلولى صار حلواً ومن هنا أخذ الشاعر قوله:

ألا إنما غضارة أيكة = إذا خضر منها جانب جف جانب

فلا تكتحل عيناك منها بعبرة = على ذاهب منها فإنك ذاهب

وقوله وأمَرّ الشيء أي صار مراً، والرغب مصدر رغبت، أي أردت، وقوله: أرهقته من نوائبها تعبا:يقال:أرهقه إثما، حمّله وكلّفه، وسبب اختصاص الامن بالجناح والخوف بالقوادم، لأن القوادم مقاديم الريش، والراكب عليها بعرض خطر عظيم وسقوط قريب، والجناح يستر ويقي البرد والأذى، قال أبو نواس:

تغطيت بدهري بظل جناحه = فصرت أرى دهري وليس يراني

ولو تسأل الأيام ما إسمي لما دَرَت = وأين مكاني ما عرفن مكاني

وقوله توبقه: تهلكه، والأبهه الكبر والرنق بفتح النون أي تكدر، أجاجا: ماء أجاج قد جمع المرارة والملوحه، والصبر: هذا النبات المرّ نفسه، ثم سمي كل مر صبراً، والسمام جمع سم لهذا القاتل، والجمع سمام وسموم، ورمام باليه، اسبالها: احبالها، موفورها: ذو الوفرة والثروة منها، والمحروب المسلوب.

ثم أخذ قوله تعالى " وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال " فقال: الستم في مساكن من كان أطول منكم اعماراً وتم نصب أطول لانه خبر كان، وقد دلنا الكتاب الصادق على أنهم كانوا أطول أعمارا بقوله " فلبث فيهم الف سنة إلا خمسين عاماً " وثبت بالعيان أنهم أبقى آثاراً فإن من آثارهم الأهرام والإيوان ومنارة الإسكندرية، و الفوادح: المثقلات، فدحه الدين أثقله، وضعضعت البناء: أي اهدمته، كقول الشاعر ابراهيم العاملي:

وبسيفه الإسلام قام فركنه = حتى القيام بناه لا يتضعضع وقوله وقد رأيتم تنكرها لمن دان لها أي أطاعها ودان لها أيضا: ذل، وأخلد لها: مال، قال تعالى "ولكنه أخلد إلى الأرض "، و السغب: الجوع، ومعنى قوله:او نورت لهم الظلمه أي لم تسمح لهم بالنور بل بالظلمه، والضنك: الضيق. ثم قال: فبئست الدار وحذف الضمير العائد اليها وتقديره "هي " كما قال تعالى " نعم العبد"، وتقديره هو.، ومن لم يتهمها أي لم يسؤ ظناً بها، والأكنان جمع كن وهو الستر، قال تعالى:"وجعل لكم من الجبال أكنانا " والرفات العظام البالية والمندبة: الندب على الميت وقحطوا أي اصابهم القحط.

المصادر:

العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي.

البيان والتبيين للجاحظ.

شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد المعتزلي.

ـ[ناجى أحمد اسكندر]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 01:22 م]ـ

بوركت أخى الفاضل رسالة الغفران فشرحت فأوفيت ونقلت فأشملت لك منى كل الود والشكر على ماتقدمه للمنتدى، كما يحضرنى فى المقام شكر الدكتور مروان.

ـ[الدكتور مروان]ــــــــ[13 - 04 - 2008, 04:30 م]ـ

من أخبارهم التي أوردها ابن قتيبة الدينوريّ؛

في كتاب المعارف:

شبيب الخارجيّ:

هو شبيب بن يزيد بن نعيم من شيبان ويكنى أبا الصحارى، وكان مع صالح بن مسرح رأس الصفرية فمات بالموصل فأوصى إلى شبيب وقبر صالح هنالك لا يخرج أحد منهم إلا حلق رأسه عند قبره، فخرج شبيب بالموصل وبعث إليه الحجاج خمسة قواد فقتلهم واحداً بعد واحد منهم:

موسى بن طلحة بن عبيد الله وخرج من الموصل يريد الكوفة، وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة، وطمع شبيب أن يلقاه قبل أن يصل إلى الكوفة فأقحم الحجاج، خيله الكوفة فدخل قبله، ومر شبيب بعتاب بن ورقاء فقتله شبيب، ومر بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فهرب منه وقدم الكوفة فلم يصل إلى الحجاج، ثم خرج يريد الأهواز فغرق في دجيل وهو يقول ذلك تقدير العزيز العليم.

وغزالة التي طلبت الحجاج هي امرأته وهو منهزم،

قال الشاعر في الحجاج:

أسد عليّ وفي الحروب نعامة = فتخاء تنفر من صفير الصافر

هلا كررت على غزالة في الوغى = بل كان قلبك في جناحي طائر

قال أبو محمد:

حدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال:

حدثني العباس بن محمد الهاشمي، قال:

حدثني من رأى شبيباً دخل مسجد وعليه جبة طيالسية

عليها نقط من أثر مطر،،،

وهو طويل أشمط جعد آدم فجعل يرتج له.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير