مُرُّ الدَّواءِ بفيكَ حُلْوٌ = من عُذوبَةِ نُطْقِهِنَّهْ
مَهْلاً فعندي فارِقٌ = بينَ الحَمَامِ وبَيْنَهُنَّهْ
فَلَرُبّما انقطَعَ الحَمَائِمُ = في الدُّجَى عن شَدْوِهِنَّهْ
أمّا جَمِيلُ المُحْسِنَاتِ = ففي النَّهَارِ وفي الدّجَنَّه
ْنظم إبراهيم طوقان قصيدته «ملائكة الرحمة»، في 19/ 10/ 1924 أثناء مكثه في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 10:03 م]ـ
ربما كان طوقان مشهوراً بالشعر بمختلف أغراضه من غزل ووصف ووطنية ورثاء، ولكني سأعرض جانباً من أدبه وهو النثر وأذكر هنا ماقاله الدكتور محمد حسن عبدالله في كتابه
إبراهيم طوقان
حياته و دراسة فنية في شعره
"
نستعير صياغة العبارة من رواية إبراهيم عبد القادر المازني، وكان إبراهيم طوقان به معجباً، وكان يشبهه في أمر آخر، يشبهه وليس يقلده، لأن "الكاتب" لا يحرز استحقاقه لمجرد القدرة على التقليد، وهذا الأمر: امتلاك ناصية اللغة، والقدرة على الملاءمة بين أقدار الحالات وما يناسبها من التعبير، وهذا بدوره يرتكن على الخبرة بالنفوس والأمزجة، مع قدرة استيعابية على متابعة ما يجري في البيئة المحدودة، والوطن، والأمة، والعالم، متابعة المتأمل والناقد. ليس هذا تزيدًا في وصف إمكانات إبراهيم طوقان، فهكذا كان
ونتأمل كيف يستهل مقالته: "أركيلة .. " لندرك التصور التشكيلي الذي يساند عملية الكتابة، ويمدها بمفرداتها، وسياقها .. "
كر كر كر ... بف!
تفضل اقعد نعبئ لك أركيلة .. الأركيلة في بلادنا مرض عضال من أمراضنا الاجتماعية، ولعلك ترى معي يا سيدي القارىء أن (القعود) من ضروريات الأركيلة، وأنه يستحيل عليك أن تدخنها إلا قاعداً، ... ليس للوقت الثمين قيمة عند الأركيلة، كما أنها أنانية لا حد لأنانيتها، فهي ترغمك على أن تصرف شيئاً من وقتك على كل قطعة من أجزائها:
(الراس) يجب أن يكون كل ثقب فيه نافذا ًنظيفاً، (القلب) يجب أن يكون لماعاً مجلواً مشدود الوسط بخرقه رطبة على مقدار حلق الجوزة (الجوزة) هذه يجب أن يشف جسمها المنتفخ عن الماء الصافي، ولا بأس من حبة بندورة أو حبتين (تتشقلبان) فيها كلما قرقر الماء. عندئذ يصح لمغرم الأركيلة أن يطرب ويقول: بف، عاقدًا لواء الظفر، ولكنه لواء (مع الأسف) من دخان (والبربيش) أسخف قطعة في الأركيلة .. ". تمضي اللوحة في
استكمال المشهد، الذي يبدأ يتحرك برصد (التناقض) بين مكونات المكان وطبيعة مجلس تدخين هذه الأركيلة، ثم تبدأ الخطوة الثالثة: يتحرك المشهد، ببدء التدخين، ومعه عبارات "طقوسية" لازمة:
كر .. كر .. كر
1 - يا فلان - للخادم - البربيش لا يسحب. هات غيره!
2 - التنباك مبلول كثير .. اقطع عصيره!
3 - النار (شحرت) هات ولعة!
ويستمر المشهد في تصاعده نحو قمة الاكتمال، في التلذذ بالدخان ومنظر النار .. إلخ، ولكن مفاجأة لابد أن تحدث، يعثر أحدهم بالبربيش، أو تهتز الأركيلة لأي سبب أو يختل وضع الجمرات .. المهم أن الجذوة تسقط على السجاد العجمي الفاخر فيقفز القوم في عصبية عنيفة يلتقطون النار بأطراف أصابعهم فإذا كوتهم لعقوها بألسنتهم.
هذه مقدرة خاصة في تشكيل مشهد، بوصف أطرافه، وترتيب مراحله، وبث الحياة ممتدة في كل مرحلة، مع الوصول بالمتلقي إلى نقيض ما بدأ به، دون أن يغير من طبيعة الأسلوب الساخر، الدقيق، فلا يتحول إلى موعظة، ولا يتجهم حتى عندما تستدعي اللحظة شيئاًً من التجهم، إنه يستطيع أن يحتفظ للقارئ بابتسامته التي بدأ معها القراءة، ومع هذا يوصله إلى الجانب "النقدي" في تلك الصورة الساخرة، مثل أي رسام كاريكاتيري متميز.
ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 10:23 م]ـ
وهنا إخوتي الفصحاء يروق لي أن أشرككم بما استمتعت به من قصة قصيرة لطيفة لطوقان وهي صورة من أسلوب "الكوميديا" الهزلية الذي تميز به طوقان ولكن أتمنى ألا تكون هذه القصة مأخذاً على كل بنات جنس حواء فكما يوجد من هذه الفئة وبهذه الأهتمامات السخيفة المسفة توجد فئة أخرى أترك صفاتها لتقديراتكم ..
البرلمان النسائي - الجلسة الأولى
¥