تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عام 2005 م الذي رحل، حمل بين دفاتره مرور مائة عام على ميلاد الشاعر الفلسطيني المعروف إبراهيم طوقان.

مائة عام لشاعر الأرض والحب، الشاعر الشاب الذي رحل مبكرا، وحظي بمكان متميز له في ساحة الأدب الفلسطيني بوقت مبكر أيضا. بعد أن نزف شعره للوطن، وبحت صرخاته الأدبية باستغاثة الأرض، ولوعة الشعب المحاصر بين بنادق الاحتلال البريطاني وخناجر العصابات الصهيونية.

· نبض شعري صادق:

في خزانة الأدب الفلسطينية، استطاع الشاعر إبراهيم طوقان خلال ستة وثلاثين عاما فقط أن يترك ثروة أدبية متميزة، لم تحفظها الأجيال الفلسطينية فحسب، بل انتشرت على شفاه الأمة العربية، وهذا ما سنأتي على ذكره بعد قليل.

فإذا كانت الذاكرة الثقافية تحتفظ بقصيدة " سنعود " لأبي سلمى، و" عائدون " لهارون هاشم رشيد، وإذا كانت " سأحمل روحي على راحتي " جواز الشعر الأدبي الذي حلق بعبد الرحيم محمود في فضاء الوطن، وإذا كانت صرخة محمود درويش " سجل أنا عربي " لا يزال يتردد صداها في نفوس الناس، وعشرات القصائد الأخرى، إذا كان كل هذا قد حدث وقد حدث فعلا، فإن إبراهيم طوقان قد ترك من قبلهم " الثلاثاء الحمراء " و " الفدائي " و " الشهيد "، بالإضافة إلى قصائد أخرى عن سماسرة الأرض،بل إن قصيدته عن وعد بلفور فكأنها تصف بالقلم ما نراه في انتفاضة الأقصى هذه الأيام حين يقول:

اِخسأ بوعدك لن يضير الوعدُ شَعباً هبَّ ناهِضْ

لا تنقضِ الوعْدَ الذي أبرَمتهُ فَلَهُ نواقض

ويلٌ لوعْدِ الشَّيخِ منْ عزمات آسادٍ روابضْ

أتضيعُ يا وطني وهَا عِرقُ العروبةِ فيَّ نابضْ

فلأذهبنَّ فداءَ قومي في غمار الموت فائض

كل هذا الإرث الأدبي الثمين جعل من إبراهيم طوقان رمزا أدبيا فلسطينيا وعربيا لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال. وما عليك إلا المرور سريعا على موسوعة الأدب الفلسطيني لسلمى خضراء الجيوسي، والأدب الفلسطيني المعاصر لكامل السوافيري، وحياة الأدب الفلسطيني لعبد الرحمن ياغي،والكنوز " ما لم يعرف عن إبراهيم طوقان " للمتوكل طه،وعشرات الدراسات والمؤلفات، وآلاف المقالات التي كتبت عنه.

كل هذا جعل من مقالنا وقفة وفاء، وإن كان لنا من أسئلة على أعتابها فهي من قبيل الغيرة على العمل الثقافي، وغيرتنا عليه، ورغبتنا أن يكون دائما في أفضل أحواله،

وهو أيضا حب لكل الأقلام المبدعة والمؤمنة بحقها والمتشبثة به رغم كل الويلات. والشاعر إبراهيم من صفوة هذه الأقلام.

منقول عن "منتديات الجزيرة توك "

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[22 - 05 - 2008, 01:43 م]ـ

ملائكة الرحمة - لإبراهيم طوقان

بِيضُ الحَمَائِمِ حَسْبُهُنَّهْ = أَنِّي أُرَدِّدُ سَجْعَهُنَّهْ

رَمْزُ السَّلاَمَةِ وَالوَدَا = عَةِ مُنْذُ بَدْءِ الخَلْقِ هُنَّهْ

في كُلِّ رَوْضٍ فَوْق َ دَا = نِيَةِ القُطُوفِ لَهُنَّ أَنَّهْ

وَيَمِلْنَ وَالأَغْصَانَ مَا = خَطَرَ النَّسِيمُ برَوْضِهنَّهْ

فَإذَا صَلاَهُنَّ الهَجـ = ـيرُ هَبَبْنَ نَحْوَ غَدِيرِهنَّهْ

يَهْبِطْنَ بَعْدَ الحَوْمِ مِثْـ = ـلَ الوَحْيِ لاَ تَدْرِي بهِنَّهْ

فَإذَا وَقَعْنَ عَلَى الغَدِيـ = ـرِ تَرَتَّبَتْ أَسْرَابُهُنَّهْ

صَفَّينِ طُولَ الضِّفَّتَيْـ = ـنِ تَعَرَّجَا بِوُقُوفِهنّهْ

كُلٌّ تُقَبِّلُ رَسْمَهَا = في المَاءِ سَاعَةَ شُرْبهِنَّهْ

يُطْفِئْنَ حَرَّ جُسُومِهِنَّ = بغَمْسِهِنَّ صُدُورَهُنَّهْ

يَقَعَ الرَّشَاشُ إذَا = انْتَفَضْنَ لآلِئَاً لِرُؤُوسِهِنَّهْ

وَيَطِرْنَ بَعْدَ الإِبْتِرَادِ = إِلى الغُصُونِ مُهُودِهِنَّهْ

تُنْبيكَ أَجْنِحَةٌ تُصَفِّقُ = كَيْفَ كَانَ سُرُورُهُنَّهْ

ويُقرُّ عينَكَ عَبْثُهُنَّ = إذا جثمنَ، بريشِهنَّه

وَتَمِيلُ نَشْوَانَاً - وَلاَ = خَمْرٌ - بعَذْبِ هَدِيلِهِنَّهْ

وَتَخَالُهُنَ بلاَ رُؤُوسٍ = حِينَ يُقْبِلُ لَيْلُهُنَّهْ

أَخْفَيْنَهَا تَحْتَ الجَنَاحِ = وَنِمْنَ مِلْءَ جُفُونِهِنَّهْ

كَمْ هِجْنَنِي ورَوَيْتُ = عَنْهُنَّ الهَدِيلَ … فَدَيْتُهُنَّهْ

* * *

المُحْسِنَاتُ إلى المريضِ = غَدَوْنَ أشباهاً لَهُنَّهْ

الروضُ كالمُستشفياتِ = دَواؤُها إيْناسُهُنَّهْ

ما الكَهْرَباءُ وطِبُّهَا = بأَجَلَّ من نَظَرَاتِهِنَّهْ

يَشْفي العليلَ عناؤُهُنَّ = وعَطْفُهُنَّ ولُطْفُهُنَّهْ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير