تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 08:58 م]ـ

حكاية الخفاش ومليكة الفراش

مرت على الخفاش = مليكة الفراش

تطير بالجموع = سعياً إلى الشموع

فعطفت ومالت = واستضحكت فقالت:

أزريت بالغرام = يا عاشق الظلام

صف لي الصديق الأسودا = الخامل المجردا

قال: سألت فيه = أصدق واصفيه

هو الصديق الوافي = الكامل الأوصاف

جواره أمان = وسره كتمان

وطرفه كليل = إذا هفا الخليل

يحنو على العشاق = يسمع للمشتاق

وجملة المقال = هو الحبيب الغالي

...

فقالت الحمقاء = وقولها استهزاء

أين أبو المسك الخصي = ذو الثمن المسترخص

من صاحبي الأمير = الظاهر المنير؟

إن عد فيمن أعرف = أسمو به وأشرف

وإن سئلت عنه = وعن مكاني منه

أفاخر الأترابا = وأنثني إعجابا

...

فقال: يا مليكه = وربة الأريكه

إن من الغرور = ملامة المغرور

فأعطني قفاك = وامضي إلى الهلاك

...

فتركته ساخره = وذهبت مفاخره

وبعد ساعة مضت = من الزمان فانقضت

مرت على الخفاش = مليكة الفراش

ناقصة الأعضاء = تشكو من الفناء

فجاءها منهمكا = يضحكه منها البكا

قال: ألم أقل لك = هلكت أو لم تهلكي

رب صديق عبد = أبيض وجه الود

يفديك كالرئيس = بالنفس والنفيس

وصاحب كالنور = في الحسن والظهور

معتكر الفؤاد = مضيع الوداد

حباله أشراك = وقربه هلاك؟

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:01 م]ـ

الأسد ووزيره الحمار

الليث ملك القفار = وما تضم الصحاري

سعت إليه الرعايا = يوماً بكل انكسار

قالت: تعيش وتبقى = يا دامي الأظفار

مات الوزير فمن ذا = يسوس أمر الضواري؟

قال: الحمار وزيري = "ماذا رأى في الحمار؟ "

وخلفته، وطارت = بمضحك الأخبار

حتى إذا الشهر ولى = كليلة أو نهار

لم يشعر الليث إلا = وملكه في دمار

القرد عند اليمين = والكلب عند اليسار

والقط بين يديه = يلهو بعظمة فار!

فقال: من في جدودي = مثلي عديم الوقار؟!

أين اقتداري وبطشي = وهيبتي واعتباري؟!

فجاءه القرد سراً = وقال بعد اعتذار:

يا عالي الجاه فينا = كن عالي الأنظار

رأي الرعية فيكم = من رأيكم في الحمار!

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:04 م]ـ

النملة والمقطم

كانت النملة تمشى= مرة تحت المقطم

فأرتخى مفصلها من= هيبة الطود المعظم

وانحنت تنظر حتى= أوجد الخوف وأعدم

قالت اليوم هلاكى= حل يومى وتحتم

ليت شعرى كيف أنجو =ان هوى هذا واسلم؟

فاسرعت تجرى وعيناها= ترى الطود فتندم

سقطت فى شبر ماء= هو عند النمل كاليم

ثم قالت وهى أدرى= بالذى قالت واعلم

ليتنى لم اتأخر= ليتنى لم اتقدم

صاح لا تخش عظيما= فالذى فى الغيب اعظم

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:09 م]ـ

الغزال والكلب

كانَ فيما مَضى مِنَ الدَهرِ بَيتٌ = مِن بُيوتِ الكِرامِ فيهِ غَزالُ

يَطعَمُ اللَوزَ وَالفَطيرَ وَيُسقى = عَسَلاً لَم يَشُبهُ إِلّا الزُلالُ

فَأَتى الكَلبَ ذاتَ يَومٍ يُناجي =هِ وَفي النَفسِ تَرحَةٌ وَمَلالُ

قالَ يا صاحِبَ الأَمانَةِ قُل لي = كَيفَ حالُ الوَرى وَكَيفَ الرِجالُ

فَأَجابَ الأَمينُ وَهوَ القَئولُ الصا =دِقُ الكامِلُ النُهى المِفضالُ

سائِلي عَلى حَقيقَةِ الناسِ عُذراً = لَيسَ فيهِم حَقيقَةٌ فَتُقالُ

إِنَّما هُم حِقدٌ وَغِشٌّ وَبُغضٌ = وَأَذاةٌ وَغَيبَةٌ وَاِنتِحالُ

لَيتَ شِعري هَل يَستَريحُ فُؤادي =كَم أُداريهِم وَكَم أَحتالُ

فَرِضا البَعضِ فيهِ لِلبَعضِ سُخطٌ = وَرِضا الكُلِّ مَطلَبٌ لا يُنالُ

وَرِضا اللَهِ نَرتَجيهِ وَلَكِن =لا يُؤَدّي إِلَيهِ إِلّا الكَمالُ

لا يَغُرَّنكَ يا أَخا البيدِ مِن مَو =لاكَ ذاكَ القَبولُ وَالإِقبالُ

أَنتَ في الأَسرِ ما سَلِمتَ فَإن تَم =رَض تُقَطَّع مِن جِسمِكَ الأَوصالُ

فَاِطلُبِ البيدَ وَاِرضَ بِالعُشبِ قوتاً = فَهُناكَ العَيشُ الهَنِيُّ الحَلالُ

أَنا لَولا العِظامُ وَهيَ حَياتي = لَم تَطلُب لي مَعَ اِبنِ آدَمَ حالُ

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:13 م]ـ

الثعلب والديك

برز الثعلبُ يوماً =في شعار الواعِظينا

فمشى في الأرضِ يهذي=ويسبُّ الماكرينا

ويقولُ: الحمدُ لل=ـهِ إلهِ العالمينا

يا عِباد الله، تُوبُوا=فهمواَ كهفُ التائبينا

وازهَدُوا في الطَّير، إنّ ال=عيشَ عيشُ الزاهدينا

واطلبوا الدِّيك يؤذنْ=لصلاة ِ الصُّبحِ فينا

فأَتى الديكَ رسولٌ=من إمام الناسكينا

عَرَضَ الأَمْرَ عليه=وهْوَ يرجو أَن يَلينا

فأجاب الديك: عذراً=يا أضلَّ المهتدينا!

بلِّغ الثعلبَ عني=عن جدودي الصالحينا

عن ذوي التِّيجان ممن=دَخل البَطْنَ اللعِينا

أَنهم قالوا وخيرُ الـ=قولِ قولُ العارفينا:

" مخطيٌّ من ظنّ يوماً=أَنّ للثعلبِ دِينا "

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[04 - 04 - 2008, 09:17 م]ـ

النعجة وأولادها

اِسمَع نَفائِسَ ما يَأتيكَ مِن حِكَمي = وَاِفهَمهُ فَهمَ لَبيبٍ ناقِدٍ واعي

كانَت عَلى زَعمِهِم فيما مَضى غَنَمٌ = بِأَرضِ بَغدادَ يَرعى جَمعَها راعي

قَد نامَ عَنها فَنامَت غَيرَ واحِدَةٍ = لَم يَدعُها في الدَياجي لِلكَرى داعي

أُمُّ الفَطيمِ وَسَعدٍ وَالفَتى عَلفٍ = وَاِبنِ أُمِّهِ وَأَخيهِ مُنيَةِ الراعي

فَبَينَما هِيَ تَحتَ اللَيلِ ساهِرَةٌ = تُحييهِ ما بَينَ أَوجالٍ وَأَوجاعِ

بَدا لَها الذِئبُ يَسعى في الظَلامِ عَلى = بُعدٍ فَصاحَت أَلا قوموا إِلى الساعي

وَضاقَ بِالذِئبِ وَجهُ الأَرضِ مِن فَرَق= فَاِنسابَ فيهِ اِنسِيابَ الظَبيِ في القاعِ

فَقالَتِ الأُمُّ يا للفَخرِ كانَ أَبي = حُرّاً وَكانَ وَفِيّاً طائِلَ الباعِ

إِذا الرُعاةُ عَلى أَغنامِها سَهِرَت = سَهِرتُ مِن حُبِّ أَطفالي عَلى الراعي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير