أقول لركب ينتحي طرق السرى = ويخبط في جنح من الليل مزبد
تهادا مطاياه التهائم والربى = ويرمي به غور الفلاة إلى نجد
وقد أخلف الغيث السكوب ديارها = وأفضى بها هزل السنين إلى جد
ولم يبق منها الأزل غير حشاشة = تنازعها اللاواء في العظم والجلد
أريحوا فقد يممتم حضرة الندى = وأوردتم في مورد الرفق والرفد
بحيث بلوغ القصد ليس بنازح = لراج ولا باب الرجاء بمنسد
ولذتم من الدهر الظلوم بناصر = يرد شباة الدهر مفلولة الحد
به جمع الله القلوب على الهدى = وأذهب ما تخفي الصدور من الحقد
وأحيى رسوم الفضل وهي دوارس = وأطلع من نور الهداية لمن يهدي
فما روضة بالغور عاهدها الحيا = وحلت حبا الأنواء في ذلك العقد
وحجبها عن ناظري الشمس فانثنت = تستر في ظل من الغيم ممتد
وبث نسيم الروض فيها تحية = قريبة عهد باجتياز على الهند
وفض فتيت المسك في جنباتها = فأرعف آناف الشقائق والورد
بأعطر عرفا من أريج ثنائه = إذا نشرت آثاره صحف الحمد
أناصر دين الله وابن نصيره = على حين لا يغني نصير ولا يجدي
طلعت على الدنيا بأيمن غرة = أضاء بها نور السعادة في المهد
وكم رصدت منا العيون طلوعها = فحقق نصر الله في ذلك الرصد
ولما عرت هذه الجزيرة روعة = وأصبح فيها الرعب ملتهب الوقد
وأوجف خوف الكفر شم هضابها = تداركت منها كل واه ومنهد
هززت إلى إعزازها كل ذابل = وقدت إلى إصراخها كل ذي لبد
وشمت سيوف الحق والله ناصر = وجهزت قبل الجيش جيشا من السعد
وقلت لنفس العزم هبي وشمري = وهذا أوان الشد في الله فاشتدي
ولو لم تقد جيشا كفتك مهابة من الله تغني عن نصير وعن جند
ولكن جنبت الجرد قبا بطونها = فأقبلن أسرابا كمثل القطا تردي
وما راع ملك الروم إلا طلوعها بوارق تدعى بالمطهمة الجرد
وغابا من الخطي تحت ظلاله = أسود من الأنصار تفتك بالأسد
فلما استفز الذعر منك فؤاده = وحقق معنى الفضل في ذلك الحد
وما برحت والله ناصر دينه قضاياه في عكس لديك وفي طرد
رمى بيد الإذعان للسلم رهبة = وخاطب يستدعي رضاك ويستجدي
فرحمى لحيى لم تجره فإنه = فريد وإن أضحى من القوم في عد
وأصرخ نصر الله دعوة صارخ = طويت له تحت الدجى شقة البعد
وبشرى لأرض قد سلكت بأهلها = من السنن الأرضي على واضح القصد
جمعت بها الأهواء بعد افتراقها = فأصبح فيها الضد يأنس بالضد
ويهنيك هذا العيد أسعد وافد = أتاك مع النصر العزيز على وعد
طوى البعد عن شوق وحط ركابه = ببابك باب الجود في جملة الوفد
فأوليتنا في ظله كل نعمة = هي القطر لا يحصى بحصر ولا عد
وفاضت بهتان الندى منك راحة = هي البحر لا ينفك حينا عن المد
ودونكها من بحر فكري لآلئا = تقلد في نحر وتنظم في عقد
يسير بها ركب النسيم إذا سرت = سراع المطايا في ذميل وفي وخد
تقوم بآفاق البلاد خطيبة = تترجم عن حبي وتخبر عن ودي
كأن العراقيين عند سماعها = وقد غص حفل القوم نحل على شهد
يقولون إن هبت من الحمد نفحة = فليس لهذا الند في الأرض من ند
سقى الله قطرا أطلعتك سماؤه = وبورك في مولى كريم وفي عبد
أهديها لأخي العزيز محمد سعد.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:46 ص]ـ
هدية مقبولة أخي رعد، ونطمع بالمزيد، لا عدمنا اطلالتك
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 02:10 ص]ـ
هدية مقبولة أخي رعد، ونطمع بالمزيد، لا عدمنا اطلالتك
بارك الله فيكم أخي الأستاذ محمد سعد وسامحنا ... ودمتم بود وخير.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 12:10 م]ـ
وفي نجد قال سيد شعراء الغزل صاحب الحجازيات، أمير العشاق (الشريف الرضي)
أيا جبلي نجد أبينا سقيتما=متى زالت الأضعان يا جبلان
أناديكما شوقا، وأعلم أنه=وإن طال رجع القول لا تعيان
أقول وقد مد الظلام رواقه=وألقى على هام الربى بجران
نشدتكما أن تضمراني هنية=لعلي أرى النار التي تريان
قفا صاحبي اليوم أسأل ساعة=ولا ترجعا سمعي بغير بيان
هل الربع بعد الظاعنين كعهده=وهل راجع فيه علي زمانِ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 03:49 م]ـ
نحن أدرى وقد سألنا بنجدٍ = أطويل طريقنا أم يطولُ
وكثير من السؤال اشتياقٌ = وكثير من رده تعليلُ
للمتنبي
ـ[محمد سعد]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 10:51 م]ـ
سعدنا بمرورك الطيب أخي أحمد
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[19 - 04 - 2008, 11:43 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذمحمد وفي جهودكم
وحمداً لله على سلامتك
ولعل هذه النافذة الجميلة تحتاج لقصيدة دعد التي ورد فيها ذكرنجد
ولك وللجميع تحياتي
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 12:34 ص]ـ
أبو مسلم البهلاني
هو العلامة المحقق والشاعر الكبير أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي العماني.
يقول الشاعر:
وأين من آل بدر سادة نجد = مبادرون الى الخيرات سرعان
أين الحواسنة النجب الكرام فما = عهدي لهم في كفاح الحرب أقران
وأين عنها عواديها بنو عمر = فان جانبهم بالفخر عمران
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[20 - 04 - 2008, 12:59 ص]ـ
جزء من قصيدة للشاعر ابن حميدس.
يقول الشاعر:
أمسكَ الصبا أهدتْ إلي صبا نجدِ = وقد ملِئَتْ أنْفاسُهُ لِي بالوجدِ
رماني بحرّ الشوق بردُ نسيمها = أحدثتَ عن حرّ مذيب من البردِ
وما طابَ عرفٌ من سراها وإنما = تطيبُ في جنح الدجى بِسُرَى هند
حدا بالأسى شوقي رواحل أدمعي = فكم خدّدَ الخد الذي فوقه تَخْدِي
ولي ذمّة ٌ مرعيّة ٌ عند عَبْرَة = ٍ تواصل ودي في فراق ذوي الود
أُحِبُّ حبيباً نَجْلَ أوْسٍ لِقَوْلِهِ: = "فيا دمعٌ أنجدني على ساكني نجد"
¥