تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكان يقول: ذهبت اليمن بجيد الشعر في قديمه وحديثه، امرؤ القيس في الأوائل وأبو نواس من المحدثين.

وكان يُقال: شعراء اليمن ثلاثة: امرؤ القيس، وحسان بن ثابت، وأبو نواس.

وقال أبو عبيدة: أبو نُواس في المحدثين مثل امرئ القيس في المتقدمين، فتح لهم هذه الفطن، ودلهم على المعاني، وأرشدهم إلى الطريق والتصرف في فنونه.

قال ميمون بن هارون:سألت يعقوب بن السكيت عما يختار لي روايته من أشعار الشعراء، فقال: إذا رويت من الجاهليين لامرئ القيس والاعشى، ومن الإسلاميين لجرير والفرزدق، ومن المحدثيين لأبي نواس فحسبك.

قيل للعتبي: من أشعر الناس؟ قال: أعند الناس أم عندي؟ قال: قلت: عن الناس، قال امرؤ القيس قال قلت فعندك؟ قال أبو نواس.

قال عبيد الله بن محمد بن عائشة: من طلب الادب فلم يرو شعر أبي نواس فليس بتام الأدب.

قال ابراهيم بن عباس الصولي: إذا رأيت الرجل يحفظ شعر أبي نواس علمت أن ذلك عنوان أدبه ورائد ظرفه.

سئل حبيب بن أوس، عن شعر أبي نواس، كيف هو عنده فقال: أبو نواس ومسلم، واللات والعزى، وانا اعبدهما.

وكان أبو نواس يقول عن نفسه: سَفُلتُ عن طبقة من تقدمني من الشعراء، وعلوت عن طبقة من معي ومني يجيء بعدي فأنا نسيج وحدي.

حدث جماعة من الرواة، ممن شاهد أبا نواس، قال: كان أقل ما في أبي نواس الشعر، وكان فحلا راوية عالما.

قال سليمان بن أبي سهل: قلت لأبي نواس: ما الذي استجديت من أجناس شعرك؟ فقال: أشعاري في الخمر، لم يُقل مثلها، وأشعاري في الغزل فوق أشعار الناس، وأجود شعري، إن لم يزاحم غزلي ما قلته في الطَّرَد.

وكان أبو نواس يقول: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب منهن: الخنساء، وليلى، فما ظنك بالرجال! وإني لأروي سبعمائة أُرجوزة ما تعرف.

وكان قد استأذن خلفاً الأحمر في نظم الشعر، فقال: لا آذن لك في عمل الشّعر إلى أن تحفظ ألف مقطوعة للعرب، ومائة أرجوزة، قصيد ومقطوع، فغاب عنه مدة وحضر إليه، فقال له: قد حفظتها، فقال: انشدها، فأنشده أكثرها في عدة أياك، ثم ساله أن يأذن له في نظم الشعر، فقال له: لا آذن لك إلى أن تنسى هذه الألف أرجوزة كأنك لم تحفظها، فقال: هذا أمر يصعب عليّ: فإني قد أتقنت حفظها، فقال: لا آذن لك أن تنساها، فذهب إلى بعض الديرة وخلا بنفسه، وأقام مدة حتى نسيها، قم حضر إليه فقال: قد نسيتها حتى كأن لم أكن حفظتها قط، فقال: الآن فانظر الشعر

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[02 - 05 - 2008, 09:34 م]ـ

هذه الرواية للجميع عامة ولأحمد بن يحيى خاصة:)

همسة بأذنك أخي احمد: أين أنت طال الترقب؟

قيل لأبي تمام: أيّما أشعر: أنت أم أبو نواس؟ فقال: سبحان الله! إني لأستحي من ذكر هذا! اليس هو الذي يقول:

ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم = وأسمت سرح اللهو حيث أسامُوا

وهو القائل:

يا تاركي نضواً بغير فؤاد

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[15 - 05 - 2008, 03:30 ص]ـ

أقدّم أبا نواس ... قال أبو علي الأصفر، وكان من رواة أبي نواس، أنشدني أبو نواس هذه القصيدة فما بلغ إلى قوله:

وَإِذا مَجَّ القَنا عَلَقاً = وَتَراءى المَوتُ في صُوَرِه

راحَ في ثِنيَي مُفاضَتِهِ = أَسَدٌ يُدمى شَبا ظُفُرِه

تَتَأَيّا الطَيرُ غُدوَتَهُ = ثِقَةً بِالشَبعِ مِن جَزَرِه

قلت له: أحسنت والله! وجاوزت الإحسان! هذا والله ما لا يحسنه أحد.

فلما أنشدني:

كيف لا يدنيك من أملٍ = من رسول الله من نفره

علمت أنه كلام رديء موضوع في غير موضعه، وانه مما يعاب به، لأن حق سيدنا رسول الله:- أجدر أن يضاف إليه ولا يضاف هو إلى أحد، فرأى ذلك في وجهي، فقال لي: ويلك! إنما أردتُ رسول الله:- من القبيل الذي هو منه كما قال حسان بن ثابت:

وما زال في الإسلام من آل هاشم = دعائم عز لا ترام ومفخر

بهاليل منهم جعفر وابن أمه = عليٌ ومنهم أحمد المتخيّر

فقالَ: منهم، كما قلت من نفره، أي: من النفر الذين العبّاس منهم، فما تعيب من هذا؟ قال: فعلمت أنه ضرب من الاحتيال، ولكن قد أحسن المخرج منه قال: فقلت له: أرأيت قولك:

كمن الشنآن فيه لنا = ككمون النار في حجره

قال: رددت التذكير إلى النّور، ومثل هذا في أشعارهم كثير إن فتشته.

قال فعلمت: أنه لا يقول شيئا إلا عن علم وحجة بما يقوله.

وقال أبو العباس: انما اراد، في حجره، رده إلى القادح، وجودوا هذا التأويل

وقال قوم: إنما رد الحجر إلى الكمون، وكيف كان، فقد أحسن فيه. ومثل هذا ما أنشده الفراء:

لكل دهر قد لبست أثوُبا = من ريطة واليمنة المعصّبافجعل "المعصبا" نعتا لليُمنة، وهي مؤنثة في اللفظ، لأن "اليُمنة "، ضرب وصنف من الثياب الوشي، فذهب إليه، ومثل ذلك قراءة يحيى بن وثاب " ذو القوّة المتين " بالكسر صفة للقوة ومعناه: الحبل.

يتبع ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير