22. ويدعو إلى قراءة "حوار" لا قراءة "استيعاب" لشعرنا القديم, أي أن "نجعل من الذات القارئة ذاتا منفعلة لا فاعلة". (23)
23. "إن مفهوم القراءة المعاصرة مقترن بالاكتشاف وإعادة إنتاج المعرفة, وهو لذلك مفهوم خصب يمتد من "التفسير" إلى "التأويل" ويؤكد أن الذات القارئة لا تقل أهمية عن الموضوع المقروء, ويكشف بوضوح باهر عن أهمية طبيعة المعرفة التي تصل القارئ بالنص. وفي ضوء هذا المفهوم تكون النصوص الشعرية ( ... ) "نصوصا مفتوحة" قابلة لمستويات متعددة من القراءة تختلف باختلاف الذات القارئة وشروطها التاريخية, وهذا يؤكد صفة "النسبية" في القراءة التي تناقض صفة "الموضوعية" إذا اشترطنا للقراءة الصحيحة جملة من الشروط, ولعل أهم هذه الشروط أن نحاول فهم معاني كلمات النص فهما تاريخيا أولا ( ... ) وهذا الشرط (الثاني) هو التحليل التاريخي, أي ربط النص بسياقه التاريخي, فمعرفة هذا السياق بأبعاد السياسية والثقافية والاجتماعية ... ضرورية لفهم النص. وهذا يعني أن للمرحلة الأولى من القراءة –وهي مرحلة التفسير- جناحين, الأول "لساني" يقوم على الخطإ والصواب في معرفة معاني الكلمات, والثاني "تاريخي" يجعل المعرفة صحيحة بمعرفة السياق التاريخي الخاص. وثالث هذه الشروط يقتضي أن تسبق مرحلة "التفسير" مرحلة "التأويل", وهي المرحلة التي يدخل فيها القارئ ونصه في حالة "الحوار", وكل فهم عميق للنص هو التقاء بين خطابين –بين خطاب الذات القارئة المضمر وخطاب الموضوع المقروء- أي هو حوار بينهما. ويرى كثير من النقاد المعنيين بشؤون القراءة ومشاكلها أن "التأويل" شرط لبقاء الخطاب المقروء وشرط لبقاء الخطاب الحالي. وينبغي أن نذكر أن ليس ثمة قراءة بريئة أو قراءة تبدأ من درجة الصفر, وليس هنالك قراءة مكتملة تامة الوفاء, بل هنالك قراءات بعضها أوفى من بعضها الآخر, وأن الاختلاف بين القراءات –أو التأويلات- هو خلاف في "الدرجة" ولا في "الصفة"." (24 - 25)
24. العلاقة النص والقارئ والتفاعل بينهما مردهما إلى نظريات "التلقي" الحديثة. وهي نظرية لسانية. غير أن الأدب ليس نظاما رمزيا أوليا مثل اللغة, بل هو يستعملها, فلذلك فإن قضايا الأدب تختلف عن قضايا اللغة. (24 - 25)
25. يمكن حصر قضايا التحليل الأدبي –أو قراءة الأدب- في ثلاثة أمور هي "المظهر اللفظي في النص, والمظهر التركيبي, والمظهر الدلالي". (25)
26. لا يمكن عزل النص عن الظواهر الاجتماعية الأخرى لأنه "ليس بنية معزولة ولكنه بنية لها خصوصيتها التي لا بد من الكشف عنها وتحديدها لنقيم الصلات بينها وبين البنى الاجتماعية الأخرى". (25)
27. يعرف الكاتب النص الشعري: النص الشعري ليس إلا شعرا, لا أكثر ولا أقل. و"شعريته" هي التي جعلته "شعرا", وتنحصر هذه الشعرية وتتجلى في استخدام اللغة استخداما كيفيا خاصا يختلف عن استخدام الآخرين من غير الأدباء لها. وقد يحمل النص الشعري مواد سياسية أو اجتماعية, ولكن هذه المواد لا تمنح النص شعريته, بل تغدو عناصر شعرية فيه. فالشعر "بنية لغوية معرفية جمالية". (25)
28. إن النص الشعري ينتمي إلى نظام الفن وليس إلى علوم الاجتماع والنفس والتاريخ. (25)
29. "إن وحدة النص الشعري لا تقبل التجزئة أو التحليل إلى شكل ومعنى, فالمعنى شكل تحول إلى معنى, والشكل معنى تحول إلى شكل". (25)
30. "الشعر مركب كثيف تنصهر فيه عناصر شتى, وليس في استطاعتنا أن نكشف عن ثرائه وخصوبته وأن نضيء عالمه إلا إذا استخدمنا أدوات معرفية ونقدية متطورة ومرهفة ومتنوعة. إن تحليل بنية اللغة الشعرية تحليلا دقيقا ومرهفا يسمح لنا بالكشف عن حيازة الشاعر للعالم جماليا, أي يسمح لنا الربط بين "البنية والرؤية", ويمكننا من الربط بين الظاهرة الأدبية في خصوصيتها وبقية الظواهر الاجتماعية الأخرى." (26)
ـ[ضاد]ــــــــ[21 - 04 - 2008, 10:50 م]ـ
نبهوني إلى أي خطإ بارك الله فيكم.
أنتظر ملخصاتكم, حتى نبدأ النقاش, لأن هذا الجزء عامر بالمشاكل والطروحات.
ـ[غير مسجل]ــــــــ[22 - 04 - 2008, 01:25 ص]ـ
1. نقدنا عجز عن مواجهة المذاهب النقدية المعاصرة ولكنه خدع نفسه وعدها جزءا من هذه المذاهب. (5)
2. أصبح النقد في عصرنا مختصا بالنخبة فقط. (5)
3. نقدنا اليوم غير منضبط. (5)
¥