دون أن يشرَقَ الحجازُ ونجد= والعراقان بالقنا والشآمُ
وأنشد أبو علب القالي في نوادره:
فما آعتاضَ المعارفَ من حبيب = ولو يُعطى الشاَم مع العراق
وقال أبو الحسن المدائني افترض أعرابي في الجند فأرسل في بعث إلى الشام ثم إلى ساحل البحر. فقال:
أأنصرُ أهل الشام ممن أكادهم= وأهلي بنجد ذاك حرص على النصر
براغيثُ تؤذيني إذ الناس نوم = وليل أقاسيه على ساحل البحر
فإن يكُ بعث بعدها لم أعُد له =ولو صلصلوا للبحر منقوشة الحمر
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 02:05 ص]ـ
وهذا خبر زامل كان نازلاً في أخواله كلب فأغار عليهم بنو القَين بن جسر فأخذوا ماله فاستنصر أخواله فلم ينصروه فركب جملاَ وقصد الشام فنزل في روضة فأكل من نجمها وعقل بعيره واضطجع فما انتبه إلا وحسَ فارسأ قد نزل قريباً منه فقال له الفارس: من أنت فانتسب له وقص عليه قصته فقال له الفارس يا هذا هل عندك من طعام فإني طاو منذ أمس فقال له أتطلب الطعام وهذا اللحم المعرض ثم وثب فنحر جمله واحتاش حطباً وشوى وأطعم الفارس حتى اكتفى فما لبث أن ثار العجاجُ وأقبلت الخيل إلى الفارس يحيونه بتحية الملوك فركب وقال دونكم الرجل أردفوه فأردفه بعضهم فإذا هو الحارث الأكبر الغساني فأمر خدمه بإنزال الطائي وغفل عنه مدة فخاف زامل أن يكون قد نسيه فقال لحاجبه أحب أن تبلغ هذه الأبيات إلى الحارث. فأنشد:
أبلغ الحارث المردد في ال = مكرمات والمجد جداً فجدا
وابن أرباب واطىء العَفر والأر= حب والمالكين غوراَ ونجمَا
أنني ناظر إليك ودوني = عاتقات غاورن قربا وبعدَا
آزل نازل بمثوى كريم = ناعم البال في مراح ومغدَا
غير أن الأوطان يجتنب المر= ءَ إليها الهوى وإن عاش كدَا
وتأبى بالشآم مفيدي =حسرات يقددن قلبي قدا
ليس يستعذب الغريب مقاماً= في سوى أرضه لان نال جدا
فلما بلغت الأبيات الحارث قال واسوَأتاه كَرُم ولَؤمنا وتيقظ ونمنا وأحسن وأسأنا ثم أذن له فلما رآه قال والله ما يدحض عارها عني إلا أن أعطيك حتى ترضى ثم أمر له بمائة ناقة وألف شاة وعشرة عبيد وعشر إماءٍ وعشرة أفراس من كرام خيله وألف دينار وقال يا زامل أما إن الأوطان جواذب كما ذكرت فهل لك أن تؤثر المقام في مدينتنا تكنفك حمايتنا ويتفيأ لك ظلنا وتسبَل عليك صلتُنا فقال أيها الملك ما كنت لأوثر وطني عليك ولا ألقي مقاليدي إلا إليك ثم أقام بالشام.
ـ[عفاف صادق]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 03:19 م]ـ
آه يا شام كيف أشرح ما بي ****** وأنا فيك دائماً مسكون
سامحيني إن لم أكاشفك بالعشق ****** فأحلى ما في الهوى التضمين
نحن أسرى معاً وفي قفص الحب ****** يعاني السجانُ والمسجونُ
يا دمشقُ التي تقمصتُ فيها ****** هل أنا السروُ .. أم أنا الشربينُ؟
أم أنا الفلُّ قي أباريق أمّي ****** أم أنا العشبُ والسحابُ الهَتون
أم أنا القطة الأثيرةُ في الدار ****** تلبي إذا دعاها الحنينُ؟
نزار قباني
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 09:47 م]ـ
لكم الشكر الجزيل إخوتي الأعزاء " الباحثة عن الحقيقة " , " رسالة الغفران " , " عفاف صادق " ,, على التواصل والمشاركات العذبة.
بوركتم.