ـ[عفاف صادق]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 10:59 م]ـ
شعب الجزائر مسلم =وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله=أو قال مات فقد كذب
أو رام إدماجا له=رام المحال من الطلب
يا نشأ أنت رجاؤنا=وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها=وخض الخطوب ولا تهب
وارفع منار العدل والإ=حسان واصدم من غضب
واقلع جذور الخائنين=فمنهم كلّ العطب
وأذق نفوس الظالمين=سمّا يمزج بالرهب
عبد الحميد بن باديس
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 11:33 م]ـ
هو النصر معقود برايتنا الحمرا = على أنه في الحرب آيتنا الكبرى
حليفان من نصر مبين وراية = به وبها نعلو على غيرنا قدرا
لئن أدبر الطليان عند كفاحنا = فإن لهم في بطش شُجعاننا عذرا
فإنا لقوم إن نهضنا لحادث = من الدهر أفزعنا بنهضتنا الدهرا
ندُك هضاب الأرض حتى نثيرها = غُباراً على أعدائنا يكثح الذعرا
ونأكل مُرّ الموت حتى كأننا = نَلوك به ما بين أضراسنا تمرا
فسل جيش كانيفا بنا كيف قَوَّمت = شِفار مواضينا خدودهم الصُعرا
وكيف هزمناهم فَولَّوْا كأننا = وإياهم أسد الشَرى تَطرد الحُمرا
وكم قد نثرنا بالسيوف جماجماً = نظمنا بها فوق الثرى للعدى شعرا
وما جزعي للحرب يَحمَى وطيسها = ولكن لأرواح بها أزهقت صبرا
لك الله يا قتلى طرابلس التي = بها حكَّم الطليان أسيافهم غدرا
أداموا بها قتل النفوس نكايةً = إلى أن اصاروا كل بيت بها قبرا
ولما أحاط المسلمون بجيشهم = فعاد الفضاء الرحب في عينه شِبرا
تقهقر يبغي في الديار تحصُّناً = فقرَّبها من خشية الموت واستذرى
وأصبح ينكي أهلها من تغيُّظ = فيقتلهم صبراً ويُرهقهم عسرا
فأوسعهم بالسيف ضرباً رقابَهم = وآنافَهم جَدعاً وأجوافهم بَقرا
وما ضرّ كانيفا اللعين لو أنه = تقحمّ في الهيجاء عسكرنا المجرا
أيُحجم عنا هارباً بعُلوجه = ويبغي بقتل الأبرياء له فخرا
وهل حسِبوا قتل النساء شجاعة = وقد تركوا عند الرجال لهم ثأرا
لقد شجُعوا والموت ليس له يد = ولم يَشجُعوا والموت يطعنهم شزرا
يعِزّ على أسيافنا اليوم أنها = تقارع قوماً قرعهم بالعصا أحرى
ولم تك لولا الحرب تعلو سيوفنا = رءوسا نرى ملء القحوف بها عهرا
ومن مبكيات الدهر أو مضحكَاته = لدى الناس حرٌّ لم يكن خصمه حرا
لئن أيها القتلى أريقت دماؤكم = فما ذهبت عند العدى بعدكم هدرا
سنثأر حتى تسأم الحرب ثأرنا = ونقتل عن كل امرئ أنفساً عشرا
وإني لتغشاني إذا ما ذكرتكم = لواعج حزن ترتمي في الحشا جمرا
على أن قرص الشمس عند غروبها = يذكرني تلك الدماء إذا احمرّا
فأبكي تجاه الغرب والبدر لائح = من الشرق حتى أُبكي الشمس والبدرا
ويا أهل هاتيك الديار تحيّةً = توفّيكم الشكر الذي يرأس الشكرا
فقد قمتم للحرب دون بلادكم = تذودون عن أحواضها البغي والنُكرا
وثرتم أسوداً في الوغى يعرُبيّةً = غدا كل سيف في براثنها ظُفرا
تراها لدى الحرب العوان مُشيحةً = تُهَمهم حتى تُنطق الفتكة البكرا
ولو أن كَفّي تستطيع تناوُشاً = فتبلغُ في أبعادها الأنجم الزُهرا
لرتّبت منها في السماء قصيدة = لكم واتخذت البدر في رأسها طُغرى
وخلّدتها آياً لكم سَرمديّةً = مدائحها تستوعب الكون والدهرا
يقولون إن العصر عصر تمّدن = فما باله أمسى عن الحق مُزورا
إلى الله أشكو في الورى جاهليّة = يَعدّون فيها من تمدّنهم عصرا
أتتنا بثوب العلم تمشي تبختُراً = إلى الخير لكن قد تأبّطت الشرا
فلا تلتَمِظ في مدحها متمطِّقاً = فإن أظهرت حلواً فقد أبطنت مرا
لقد ملك الإفرنج أرض مراكش = وقد ملكوا من قبلها تونس الخضرا
ففاجأنا الطليان من بَعد مُلكهم = لكي يسلبونا في طرابلس الأمرا
وقالوا ألم تأت الفرنجة تونسا = وهذي جيوش الإنكَليز أتت مصرا
فخلُّوا لنا ما بين هذي وهذه = وإلاّ قسرناكم على تركها قسرا
فقلنا لهم إنا أحقّ بمُلكها = فقالوا ولكن زند قُوّتنا أورى
أهذا هو العصر الذي يدّعونه = فسحقاً له سحقاً ودفراً له دفرا
حليفان من نصر مبين وراية = به وبها نعلو على غيرنا قدرا
لئن أدبر الطليان عند كفاحنا = فإن لهم في بطش شُجعاننا عذرا
فإنا لقوم إن نهضنا لحادث = من الدهر أفزعنا بنهضتنا الدهرا
ندُك هضاب الأرض حتى نثيرها = غُباراً على أعدائنا يكثح الذعرا
ونأكل مُرّ الموت حتى كأننا = نَلوك به ما بين أضراسنا تمرا
فسل جيش كانيفا بنا كيف قَوَّمت = شِفار مواضينا خدودهم الصُعرا
¥