تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وكيف هزمناهم فَولَّوْا كأننا = وإياهم أسد الشَرى تَطرد الحُمرا

وكم قد نثرنا بالسيوف جماجماً = نظمنا بها فوق الثرى للعدى شعرا

وما جزعي للحرب يَحمَى وطيسها = ولكن لأرواح بها أزهقت صبرا

لك الله يا قتلى طرابلس التي = بها حكَّم الطليان أسيافهم غدرا

أداموا بها قتل النفوس نكايةً = إلى أن اصاروا كل بيت بها قبرا

ولما أحاط المسلمون بجيشهم = فعاد الفضاء الرحب في عينه شِبرا

تقهقر يبغي في الديار تحصُّناً = فقرَّبها من خشية الموت واستذرى

وأصبح ينكي أهلها من تغيُّظ = فيقتلهم صبراً ويُرهقهم عسرا

فأوسعهم بالسيف ضرباً رقابَهم = وآنافَهم جَدعاً وأجوافهم بَقرا

وما ضرّ كانيفا اللعين لو أنه = تقحمّ في الهيجاء عسكرنا المجرا

أيُحجم عنا هارباً بعُلوجه = ويبغي بقتل الأبرياء له فخرا

وهل حسِبوا قتل النساء شجاعة = وقد تركوا عند الرجال لهم ثأرا

لقد شجُعوا والموت ليس له يد = ولم يَشجُعوا والموت يطعنهم شزرا

يعِزّ على أسيافنا اليوم أنها = تقارع قوماً قرعهم بالعصا أحرى

ولم تك لولا الحرب تعلو سيوفنا = رءوسا نرى ملء القحوف بها عهرا

ومن مبكيات الدهر أو مضحكَاته = لدى الناس حرٌّ لم يكن خصمه حرا

لئن أيها القتلى أريقت دماؤكم = فما ذهبت عند العدى بعدكم هدرا

سنثأر حتى تسأم الحرب ثأرنا = ونقتل عن كل امرئ أنفساً عشرا

وإني لتغشاني إذا ما ذكرتكم = لواعج حزن ترتمي في الحشا جمرا

على أن قرص الشمس عند غروبها = يذكرني تلك الدماء إذا احمرّا

فأبكي تجاه الغرب والبدر لائح = من الشرق حتى أُبكي الشمس والبدرا

ويا أهل هاتيك الديار تحيّةً = توفّيكم الشكر الذي يرأس الشكرا

فقد قمتم للحرب دون بلادكم = تذودون عن أحواضها البغي والنُكرا

وثرتم أسوداً في الوغى يعرُبيّةً = غدا كل سيف في براثنها ظُفرا

تراها لدى الحرب العوان مُشيحةً = تُهَمهم حتى تُنطق الفتكة البكرا

ولو أن كَفّي تستطيع تناوُشاً = فتبلغُ في أبعادها الأنجم الزُهرا

لرتّبت منها في السماء قصيدة = لكم واتخذت البدر في رأسها طُغرى

وخلّدتها آياً لكم سَرمديّةً = مدائحها تستوعب الكون والدهرا

يقولون إن العصر عصر تمّدن = فما باله أمسى عن الحق مُزورا

إلى الله أشكو في الورى جاهليّة = يَعدّون فيها من تمدّنهم عصرا

أتتنا بثوب العلم تمشي تبختُراً = إلى الخير لكن قد تأبّطت الشرا

فلا تلتَمِظ في مدحها متمطِّقاً = فإن أظهرت حلواً فقد أبطنت مرا

لقد ملك الإفرنج أرض مراكش = وقد ملكوا من قبلها تونس الخضرا

ففاجأنا الطليان من بَعد مُلكهم = لكي يسلبونا في طرابلس الأمرا

وقالوا ألم تأت الفرنجة تونسا = وهذي جيوش الإنكَليز أتت مصرا

فخلُّوا لنا ما بين هذي وهذه = وإلاّ قسرناكم على تركها قسرا

فقلنا لهم إنا أحقّ بمُلكها = فقالوا ولكن زند قُوّتنا أورى

أهذا هو العصر الذي يدّعونه = فسحقاً له سحقاً ودفراً له دفرا

معروف الرصافي

ـ[عفاف صادق]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 07:32 م]ـ

عظمت صيحة الفداء وعزّت=أن توارى في دامس الظلماء

هي في غضبة الملايين تهوي=فوق جلادها سياط ازدراء

وهم المجرمون لن يطفئواالش=مس بإرهاب غيمة سوداء

تتحداهمالسجينة بالصم=ت رهيبا و البسمة الزهراء

تتحداهم صخورك يا أوراس=أن يوقفوا زئير القضاء

موجة تحمل العروبة فيها=من جديد مقدسات السماء

سليمان العيسى

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 11:45 م]ـ

قام يختال كالمسيح وئيدا =يتهادى نشوانَ، يتلو النشيدا

باسمَ الثغر، كالملائك، أو كالط= فل، يستقبل الصباح الجديدا

شامخاً أنفه، جلالاً وتيهاً =رافعاً رأسَه، يناجي الخلودا

رافلاً في خلاخل، زغردت تم= لأ من لحنها الفضاء البعيدا

حالماً، كالكليم، كلّمه المج= د فشد الحبال يبغي الصعودا

وتسامى، كالروح، في ليلة القد=ر، سلاماً، يشِعُّ في الكون عيدا

وامتطى مذبح البطولة مع راجاً،= ووافى السماءَ يرجو المزيدا

وتعالى، مثل المؤذن، يتلو= كلمات الهدى، ويدعو الرقودا

صرخة، ترجف العوالم منها =ونداءٌ مضى يهز الوجودا

اشنقوني، فلست أخشى حبالا= واصلبوني فلست أخشى حديدا

.

وامتثل سافراً محياك جلا =دي، ولا تلتثم، فلستُ حقودا

واقض يا موت فيّ ما أنت قاضٍ= أنا راضٍ إن عاش شعبي سعيدا

أنا إن مت، فالجزائر تحيا،= حرة، مستقلة، لن تبيدا

قولةٌ ردَّد الزمان صداها= قدُسِياً، فأحسنَ الترديدا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير