3 - ومنهم في العصر الحديث الأب أنطون الصالحاني وقد سمى كتابه ((رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني)) في ثلاثة أجزاء اختارها من كتاب الأغاني وقسمه إلى ثلاثة أجزاء، الأول في الروايات الاُدبية، والثاني في أخبار المغنين والشعراء، والثالث في أيام وحروب العرب في الجاهلية والإسلام، وقد جرده الأب أنطون الصالحاني من الأسانيد والأغاني وأبقى الروايات على حدة.
والكتاب مطبوع في المطبعة الكاثوليكية في بيروت سنة 1888 و 1908 م.
4 – وما قام به الشيخ محمد الخضري الأستاذ بالجامعة المصرية، وهو لم يختصر الكتاب الأغاني على النحو الذي مرّ ذكره، ولكنه في الواقع هذب الكتاب وصنع منه شيئا آخر، وهو لذلك سماه ((تهذيب الأغاني)) وجعله في سبعة أجزاء وخصص جزءاً أضافه إلى السبعة ضمنه الفهارس والملاحظات، وقد فصل الشيخ الخضري بين الغناء
والشعر، ورد الأشعار إلى أصولها طبقا لروايتها الصحيحة وليس تبعا لما
غناه المغنون أو المغنيات وأتم القصائد المبتورة، وجعله في قسمين:
- في القسم الأول الشعراء.
- وفي القسم الثاني المغنون.
ورتّب الشعراء ثلاث طبقات:
الأولى طبقة الشعراء الجاهلين ...
والثانية طبقة الشعراء الاسلاميين ...
والثالثة طبقة الشعراء المُحْدَثين ...
وجعل المخضرمين بين كل طبقتين مع الأولى منهما.
ونظم في سلكٍ شعراء كل قبيلة من كل طبقة، فبدأ بشعراء قحطان، ثم ثنّى بشعراء عدنان، وبدأ الأولين بشعراء حمير، وأثنى بشعراء كهلان، وبدأ الآخرين بشعراء ربيعة وأثنى بشعراء مضر.
وقد طبع الكتاب في ثمانية أجزاء:
الأول والثاني في الطبقة الأولى من الشعراء الجاهليين والمخضرمين.
والثالث والرابع في الطبقة الثانية من الشعراء الإسلاميين ومخضرمي الدولتين.
والخامس والسادس في الطبقة الثالثة من الشعراء المُحْدَثين.
والسابع في المغنين، وفيه مقدمة في الغناء العربي.
والثامن فيه الفهارس والملحوظات.
وأخيراً .... ومهما كان الأمر فإن كتاب الأغاني بكل ما فيه من غث وسمين، وبكل ما اشتمل عليه من حسن وقبيح، وبكل ما ضمه من درر ٍ وبحص ٍ، يعتبر حتى الآن قمة التأليف في الأدب العربي، ولا يزال نسيج وحده منهلا للأدباء، وموردا سائغاً للدارسين.