تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء ترجى حين تحتجب)

ـ[مُسلم]ــــــــ[04 - 05 - 2008, 05:15 م]ـ

شاعر مبدع، لأنه عرف معنى الإبداع دون أن يرمي من ورائه إلى الوصول، وجد له من المحبين والمستمتعين بشعره أكثر مما كان يتوقع عرفوه ولم يعرفهم

وهذا رائعة من روائعه

ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب = وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب

بيض الصفائح أهدى حين تحملها = أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب

وأقبح النصر ... نصر الأقوياء بلا =فهم .. سوى فهم كم باعوا ... وكم كسبوا

أدهى من الجهل علم يطمئن إلى = أنصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا =شيئاً .. كما أكلوا الإنسان أو شربوا

ماذا جرى ... يا أبا تمام تسألني? = عفواً سأروي .. ولا تسأل .. وما السبب

يدمي السؤال حياءً حين نسأله = كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب)

من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم؟ = كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا

اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة =وموطنُ العَرَبِ المسلوب والسلب

ماذا ترى يا (أبا تمام) هل iكذبت = أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟

عروبة اليوم أخرى لا ينم على = وجودها اسم ولا لون ولا لقب

تسعون ألفاً (لعمورية) اتقدوا =وللمنجم قالوا: إننا الشهب

قبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا = نضج العناقيد لكن قبلها التهبوا

واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا =نضجاً وقد عصر الزيتون والعنب

(حبيب) وافيت من صنعاء يحملني = نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب

ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟ = مليحة عاشقاها: السل والجرب

ماتت بصندوق» وضاح «بلا ثمن = ولم يمت في حشاها العشق والطرب

لكنها رغم بخل الغيث ما برحت = حبلى وفي بطنها» قحطان «أو» كرب «

وفي أسى مقلتيها يغتلي» يمن «= ثان كحلم الصبا ... ينأى ويقترب

» حبيب «تسأل عن حالي وكيف أنا؟ = شبابة في شفاه الريح تنتحب

كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية) = أما بلادي فلا ظهر ولا غبب

أرعيت كل جديب لحم راحلة = كانت رعته وماء الروض ينسكب

ورحت من سفر مضن إلى سفر = أضنى لأن طريق الراحة التعب

لكن أنا راحل في غير ما سفر = رحلي دمي ... وطريقي الجمر والحطب

إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا = في داخلي ... أمتطي ناري واغترب

قبري ومأساة ميلادي على كتفي = وحولي العدم المنفوخ والصخب

» حبيب «هذا صداك اليوم أنشده = لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟

ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ = إني ولدت عجوزاً .. كيف تعتجب؟

واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني =والأربعون على خدّي تلتهب

كذا إذا ابيض إيناع الحياة على =وجه الأديب أضاء الفكر والأدب

وأنت من شبت قبل الأربعين على = نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب

وتجتدي كل لص مترف هبة =وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب

شرّقت غرّبت من (والٍ) إلى (ملك) = يحثك الفقر ... أو يقتادك الطلب

طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت = فيك الأماني ولم يشبع لها أرب

لكن موت المجيد الفذ يبدأه =لادة من صباها ترضع الحقب

» حبيب «مازال في عينيك أسئلة = تبدو ... وتنسى حكاياها فتنتقب

وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ =من رهبة البوح تستحيي وتضطرب

يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا =ونحن من دمنا نحسو ونحتلب

سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا =يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟

ألا ترى يا» أبا تمام «بارقنا = (إن السماء ترجى حين تحتجب)

بارك الله فيك اخى .... رحمه الله ...

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 06:14 م]ـ

ماشاء الله أخي الحارث! عودة قوية مع شاعرنا الأديب الأريب البردوني رحمه الله .. سننتظر إشراقاتكم على هذه الصفحة الطيبة.

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 08:09 م]ـ

سلمت يداك أخي محمد

أستاذي احمد الغنام إنما أنا طويلب في منتدى الفصيح وأحد تلامذتك

ـ[الحارث السماوي]ــــــــ[05 - 05 - 2008, 08:17 م]ـ

قلبه المستهام ظمآن عاني= يحتسي الوهم من كؤوس الأماني

قلبه ظاميء إليك فصبّي فيه =عطر الهوى و ظلّ التداني

واذكري قلبه الحبيس المعنّى =وامتلئي الكأس من رحيق الحنان

إنّه عاشق و أنت هواه= إنّه فيك ذائب الروح فانّي

أنت في همسة مناجاة أوتا ر= و في صمته أرقّ الأغاني

إنّه في هواك يحرق بالحبّ =و يدعوك من وراء الدخان

سابح في هواك يهفو كفكر= شاعر يرتمي وراء المعاني

أين يلقاك أين ماتت شكاوا ه= و جفّت أصداؤه في اللّسان

إنّه ظاميء إلى ريّك الحا ني= مشوق إلى الظلال الحواني

تائه في الحنين يهوى كروح= ضائع يسأل الدجا عن كيان

ظاميء يشرب الحريق المدمّى= و يعاني من الظمأ ما يعاني

أنت في قلبه الحياة و كلّ الحـ= ب كلّ الهوى و كلّ الغواني

فيك كلّ الجمال فيك التقى الحسـ= ن و فيك التقت جميع الحسان

لم يهب قلبه سواك و لكن= لم يذق منك غير طعم الهوان

فامنحيه يا واحة الحبّ ظلّا و= انفضي حوله ندى الأقحوان

و اسكبي الفجر في دجاه وزفّي= في شقا حبّه رفيف الجنان

إنّه هائم يعيش و يفنى= بين جور الهوى و ظلم الزمان

ميّت لم يمت كما يعرف النا س= و لكن يموت في كلّ آن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير