صيد المصنَّفات من (المحرر في علوم القرآن د. الطيار)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Jul 2007, 06:39 م]ـ
صيد المصنَّفات من المحرر في علوم القرآن.
الحمد لله، وبعد ..
اكتحلت عيناي في سفري بالشيخ الحبيب الدكتور مساعد الطيار حفظه الله ونفع به، وكعادته أسبغ عليَّ كريم كَرَمه، ولطيف لُطْفه؛ وحِلْم عِلْمه؛ فأهداني بعض كتبه القيِّمة، ومنها (المحرر في علوم القرآن) في طبعته الأولى، وَ (شرح مقدمة التفسير) في طبعته الثانية، وكان قد أرسل لي طبعته الأولى من قبل؛ فغمرني، وأسرني بِفضْله وكَرَمه، وبتُّ عاجراً ومقصِّراً في حقه، والله المستعان.
وفي طريق عودتي نظرتُ في المحرَّر، وكان الشَّوقُ يلتَهِبُ نحوه؛ فقلت في الطريق الذهن مصحوبٌ بكَدر! و لا يصلح النظر فيه، والتأمَّل، والتفكُّر، وعرضه على العلم!
ولكن أهل العلم كانوا يتناولون في سفرهم ما لا يحتاج إلى كدِّ الخاطر، وإشغال الذهن، وإعمَال الفِكْر، وإنما هي المُلَح، والأخبار، والسِّير، وبعض فنون الأدب، وما يُذهب تعب الطريق، وسآمة السفر.
فقلتُ إذن أحاول أن أتصوَّر هيكل الكتاب العام، واستعرضه، وحين الاستقرار أُفرِغ له وقتاً مناسبا ً، وأُكِدُّ الخاطر في مسائله، وعلومه، وفوائده؛ فأنتفع أيَّما انتِفاع كما انتفعتُ بمصنَّفاته الأُخر؛ كالفصول، والمقالات، والمصطلحات، والشَّرْح .. وهلُمَّ جرَّاً جرَّاً؛ فزاده الله توفيقاً وبسطة في العلم والعافية في الدين والدنيا.
وشرعتُ في تشوُّقٍ مُمتِع؛ فرَاق لي جملة من الفوائد، والفرائد، وأعجبني حُسْن العَرْض، والتقسيم المميَّز؛ فلله درُّ الشيخ فقد فتح الله عليه بحظٍّ وافر.
ومن جملة ما راق لي؛ ذِكْرهُ للمسائل العلمية التي بحاجة لمزيد بحثٍ، وفيها اسْتِحْثُاثٌ، وحضٌّ لِلْهِمَمِ؛ وقد يفتح الله على عبدٍ بسبب هذه الإشارات؛ فينفع المسلمين، والفضل يعودُ للشيخ وفقه الله.
بل والأحلى _ ولكلِّ حُلْوُهُ _من ذلك:
(نُصْحه في خَاتِمةِ كلِّ فَصلٍ بالدِّلالة على أَنْفَع الكُتُبِ وأحسنِ الْمُصنَّفاتِ في الباب)
وهذه مِيزةٌ جِدُّ نافعة، ومِرْقاةٌ للوصول إلى العلم النَّافع المبارك، ودِلالةٌ سديدةٌ مفيدة، وإذا أتتك الفائدة من صاحب الاختصاص؛ فاشْدُدْ بها، وعُضَّ عليها بالنَّواجِذ؛ فكيف إن كانت من شيخٍ كريمٍ مِفْضَالٍ، وصاحب علمٍ مُتَميِّزٍ بل واختصاص، لله درُّك أيها الشيخ الحبيب.
ومن هنا، أحببتُ جمع هذه المصنَّفات المتفرِّقة في الفصول، وتَبْوِيبها على كلِّ عِلْمٍ من علوم القرآن؛، وأرْدفْتُها بِقَالات الشَّيخِ عن كلِّ كتاب، وحرصتُ في ذلك لأمور:
أولاً: نفع نفسي في معرفة الكتب المصنفة في كل فنٍّ، واستحضار أحسن المصنَّفات في المسائل، والأبواب للرجوع والاستزادة من مسائله، أو للإشارة لمن يسأل فنكسب أجر الدِّلالة.
ثانياً: معرفة الكتب المميَّزة التي تُغني عن الرجوع لكتب ليس فيها كبير نفع أو فائدة؛ فيُخْتَصَرُ الوقت للنفيس المفيد.
ثالثاً: لِيحرِص طالبُ العِلْمِ _ والتَّفسير خاصة _ على تَكْوِين المكتبة العلمية في كافة أبوابِ علوم القرآن؛ فيقْتَنِى الأنفس الأنفع (ولا تنس الأهمَّ فالمهم) سيَّما والمكتبة من أعظم ما يُؤثِّر على مَلَكَةِ طالب العلم وتَمَكُّنِه في العلوم
وانظر: ما كتبه العلامة عبد الله كنون رحمه الله تحت عنوان: (هل للمكتبة أثر في تكوين المثقف؟ في مجلة معهد المخطوطات (مج 9 /جز 1 / ص 47) ونشره الشيخ الدكتور محمد موسى الشريف من جديد في كتابه النفيس (الاختيارات من مجلة معهد المخطوطات (62)
الرابع: لتفيد من رام الكتابة في عِلْمٍ من علوم القرآن؛ فيعرف بعض مراجع كل باب على حِدَه، ويعرف أيُّها أوعب، وأوفى لمسائله من باقي أمَّات الكتب الآخرى.
وأياً كان؛ فهذا ما راق لي وقد ذكرتُ سببه، وقد يروق لغيري ما لَمْ يَرُق لي، والفضل في الأول والأخر بعد الله للشيخ المؤلِّف جزاه الله خيراً.وهذا أوان الشروع في المقصود.
1_ باب نشأة علوم القرآن، انظر:
- دراسات في علوم القرآن. أ. د فهد الرومي.
- علوم القرآن بين البرهان والإتقان. د. حازم حيدر (احرص على الطبعة الثانية).
¥