تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإخلاص في تلاوة القرآن]

ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[19 Jul 2007, 10:16 ص]ـ

نشرت في منتدى فتيات الإيمان بمنتدى البحوث والدراسات القرآنية

[الإخلاص في تلاوة القرآن]

الترهيب من الرياء في تعلم القرآن الكريم والعلم وتعليمه ووجوب الإخلاص في ذلك لله عز وجل

? إن الشيطان ليفسد على ضعاف النفوس عبادتهم وطاعتهم، فيبعدهم عن الغاية بما يوسوسه في صدورهم، وبما يزرعه في قلوبهم، من حب الشهرة والظهور، ومراءاة الناس بما حفظوه وبما عملوه وبما جادوا به، فيحبط أعمالهم، فلنكن على حذر من شراكه وحبائله ومصائده، وثَمَّ النجاح والنجاة ? عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ! حدِّثْنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد فأُتي به فَعَرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرئٌ، فقد قيل. ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلَّمت العلم؛ ليُقَال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئٌ، فقد قيل. ثم أُمر به، فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله. فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل. ثم أمر به، فسحب على وجهه، ثم أُلقي في النار) [مسلم: (3/ 1513و1514) كتاب الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والحديث برقم (152)]. وناتل أهل الشام: هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي: من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه (ا. هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم 3/ 1513). ولقد علق الشيخ: محمد فؤاد عبد الباقي (رحمه الله) على هذا الحديث بقوله: (قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد، وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار، دليل على تغليظ تحريم الرياء، وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال، كما قال الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (سورة البينة: الآية الكريمة / 9) وفيه أن العمومات في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصا، وكذلك الثناء على العلماء، وعلى المنفقين في وجوه الخيرات، كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى، مخلصا) (ا. هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم: 3/ 1514).

الدنيا مواقف: قصة في الإخلاص لله

? روى لنا شيخنا المُعَمَّر، المقرئ، الشيخ: أبو منير؛ محمد السيد إسماعيل (1) ـ حفظه الله وأمد في عمره ـ: (أن السلطان: عبد الحميد العثماني، جمع كبار القراء من أقطار العالم الإسلامي، وذلك في قصر يلدز، (وهو قصر الخلافة العثمانية في استنبول) وطلب السماع منهم، وكان آخرهم قراءة المقرئ الشيخ: حسين موسى شرف الدين المصري الأزهري (وهو أحد مشايخ شيوخ الشيخ محمد راوي القصة؛ والذي يرد ذكره في شجرة القراء وكان مجاورا في المدرسة البادرائية بدمشق) وبعد أن أتم القراءة. صفقت زوجة السلطان من وراء الستارة: أن يقرأ آخر مقرئ مرة أخرى. ولما طلب السلطان من الشيخ إعادة القراءة؛ غضب الشيخ وأبى قائلاً: (قرأنا لله؛ ولا نقرأ لفلان، وفلان)

? أقول: كان هذا من الشيخ رحمه الله: بمثابة بيان عملي؛ أن القرآن إنما أنزل للتدبر والتفكر، وأن القارئ عليه أن يبتغي بتلاوته وجه الله، فيتقرب به إليه سبحانه وتعالى، لا إلى أحد سواه، ولا يطلب الأجر والمكافئة إلا منه سبحانه وتعالى. خاف الشيخ رحمه الله من العجب، وخاف من الرياء، وخاف من الشهرة والسمعة، كما أنه خاف أن تكون القراءة لغير الله؛ ومن أجل فلان أو فلانة من الناس؛ وهو المقرئ المجيد الذي اختاره الشيخ المقرئ: حافظ باشا من بين قراء الشام ليكون أول من يتلقى عنه القراءآت العشر الكبرى في

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير