[تعريف التأويل]
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2007, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
[تعريف التأويل]
لغة: أصله من الأَوْل، وهو الرجوع إلى الأصل،ومنه المآلُ: الموضع الذي يرجع إليه، ومن معانيه: العاقبة والعود والمصير، وكلها متقاربة الدلالة.
ويستخدم التأويل بمعنى رد الشيء إلى الغاية المرادة منه سواء كان الشيء علماً أو فعلاً، ففي العلم
نحو قوله تعالى: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ? [آل عمران:7].أي ولا يعلم المراد الحقيقي مما تشابه من آيات القرآن إلا الله.
وفي الفعل نحو قوله تعالى:?هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ? [الأعراف:53]، أي يوم يأتي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه.
ويأتي بمعنى التفسير والبيان،"فكأن التأويل: جمعُ معان مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه، قال الليث (التأوّل والتأويل: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه) ".
وبهذين المعنيين ـ أي المآل والعاقبة والمصير،ومعنى التفسير ـ استخدم التأويل في السنة كما في دعائه صلى الله عليه وسلم لابن عباس (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)،أي التفسير.
وفي تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:? قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ? [الأنعام:65]، قال صلى الله عليه وسلم: (أما أنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد)، أي مصيرها و مآلها وحصولها في الواقع.
ويأتي بمعنى التدبير والتقدير، يقال: تأول الكلام تأويلاً وتأوله: دبره وقدره.
وقيل أصله من الإيالة وهي السياسة فكأن المؤول للكلام ساسه ووضع المعنى فيه موضعه.
التأويل اصطلاحاً:
اختلفت تعريفات العلماء للتأويل،وأشهر هذه التعريفات:
هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل؛ لولاه ما ترك ظاهر اللفظ، وهذا تعريف الأصوليين واختيارهم.
ومفاد التعريف هو الخروج من معنى النص القريب إلى مجازه بقرينة أو بدليل لولاه ما جاز هذا الخروج، أو هو الخروج من الحقيقة إلى المجاز بدليل.
وعرفه آخرون: رد واحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر، وهذا التعريف أقرب إلى اصطلاح اللغويين.
بينما يرى بعضهم أن تعريف التأويل هو: صرف اللفظ إلى ما يمكن أن يتحمله من معنى
وفي تعريف آخر: أنه بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد والنظر الدقيق.
وللترجيح بين التعريفات السابقة لا بد من إلقاء نظرة سريعة لمعنى التأويل في القرآن، فقد تكررت كلمة التأويل في القرآن في أربع سور، مرة واحدة في كل سورة منها، وهي: النساء والأعراف ويونس والإسراء، وتكررت في سورة يوسف في ثمانية مواضع، وفي سورة الكهف مرتين،وبدراسة لمعاني التأويل الواردة في الآيات السابقة " نجد أن لفظ التأويل لم يستعمل إلا بمعنى المآل والمرجع والمصير، أو العاقبة والجزاء،أو مآلاً لأحاديث الناس وتعبيراً لرؤياهم ".
أي في المعنى الحقيقي للشيء والأثر الواقعي فيه،وفي الأمور الدقيقة الخافية التي لا تظهر إلا لخواص الناس كما في تعبير الأحلام. وهذا أحد المعاني اللغوية الأساسية للتأويل.
" وإنما قرن القرآن استعمال هذه المادة بالآيات المتشابهات وبالرؤى والأحلام، ثم بالمصير المجهول؛لأن الألفاظ الدالة على المعاني في هذه المواضع الثلاثة لم تعد أن تكون إلا رموزاً تحتاج إلى الرقة البالغة في بيان ما وراءها "
وبذلك نجد أن تعريف التأويل الأخير (أنه بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد والنظر الدقيق)؛ أرجح التعاريف لمقاربته للمعاني اللغوية، ومعنى التأويل في القرآن، ولا يمنع ذلك من استخدام التأويل بمعنى التفسير، إذ التعريف يحتمله ضمناً. والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2007, 03:46 م]ـ
لم تظهر حاشية المراجع مع المشاركة ولذلك أرفقت هنا ملفاً فيه المشاركة مع الحواشي