تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في مستهل الشهر الكريم: كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟]

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 07:21 ص]ـ

الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان بمنّه وكرمه

فيا لها من نعمة عظيمة تستحق من العبد كل الشكر والامتنان لخالقه ومولاه.

اختص الله تبارك وتعالى هذا الشهر بخصائص عديدة، من أجلها وأعظمها هو القرآن الكريم، حيث أنزله فيه، وكان هو الشهر الذي يتدارس فيه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مع جبريل، كما أنه الشهر الذي تجتهد فيه الأمة كلها لتنال نصيبها من القرآن: قراءةً وتدبرا وسماعا وحفظا ... الخ.

وبهذه المناسبة -ونحن نرى الناس بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم وأعمالهم يقبلون على كتاب الله- يحق لنا أن نتناصح في أحسن سبيل للانتفاع بالقرآن الكريم.

إن الإقبال على تلاوة كتاب الله مطلب مهم، لكن الأهم هو الوصول إلى الغاية من هذا، ألا وهو التأثر بالقرآن الناتج عن تدبره وفهمه، كما قال تعالى: (كتب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) قال ابن مسعود: (لقد أنزل الله القرآن ليُعمَل به، فاتخذوا تلاوته عملا) وقال الفضيل بن عياض: (إنما أنزل القرآن ليُعمَل به، فاتخذ الناس قراءته عملا).

فمن هذا يتبين لنا أن أعظم ما يجب أن نصرف إليه انتباهنا هو السعي وراء تحقيق هذه الغاية: (الانتفاع بالقرآن والتأثر به).

ولقد اطلعت في هذا الشأن على مجموعة من الرسائل المفيدة، من تأليف: مجدي الهلالي، احتوت على جملة طيبة من التوجيهات والتنبيهات والإضاءات الهامة والجيدة، حاول المؤلف من خلالها أن يدل القارئ على الطريق إلى التأثر بالقرآن والانتفاع به، وكيف حدث هذا التأثر للجيل الأول الذي عاصر التنزيل، وكيف أنه كان السبب الذي ارتقى بهم على الأمم أجمعين، وأنه هو السبيل كذلك لنا إذا أردنا العودة إلى سابق عزنا ومجدنا، لذا فالمعجزة الكبرى للقرآن -في نظر المؤلف- هي: قدرته على التأثير والتغيير -بإذن الله- وبث الروح والحياة الحقيقية، وتوليد الطاقة فيمن يحسن الإقبال عليه.

لذا ارتأيت أن أنقل هنا جملة مما ورد في هذه الرسائل باختصار، راجيا من الله تعالى أن ينفعني وإخواني بما فيها إنه ولي ذلك والقادر عليه ..

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 01:44 م]ـ

لا يخفى على أحد الواقع المرير الذي تعيشه أمتنا في هذا العصر، فلقد تكالبت عليها الأمم، بعد أن أصبحت بلا قيمة ولا اعتبار.

وهذا الأمر دفع المخلصين من أبنائها إلى البحث عن سبل لنهضتها وخروجها من النفق المظلم الذي تعيش فيه.

وتعددت الأطروحات والمقترحات حول نقطة البداية لمشروع النهضة، فمن قائل: نأخذ بأسباب التقدم العلمي كما أخذ بها الغرب فنصير مثلهم، ومن قائل: بل وجودنا كقوة اقتصادية تفرض نفسها على الجميع هو الحل الأمثل لعودة مجدنا مرة أخرى ...

هذه وغيرها أمثلة للرؤى التي تطرح اليوم، وهي على أهميتها إلا أنها تدفعنا للسؤال: هل سبيل نهضتنا حقا هي هذه السبيل؟ هل نتفق نحن والأمم الأخرى في سبل النهضة؟ أم أن هناك أسبابا وطرقا أخرى نختص بها وتكون هي سبيل نهضتنا؟

هذا ما سيأتي الجواب عنه في السطور القادمة ...

ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 03:00 م]ـ

خلق الله عز وجل الأرض، وجعل القانون الذي يحكمها وينظمها هو قانون السببية، فلكي نحصل على نتيجةٍ ما، لا بد من اتخاذ أسباب بعينها تؤدي إليها.

والأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى حدوث نتائج تنقسم إلى قسمين: مادية ومعنوية.

فالمادية نتائجها في الغالب معروفة ومحددة، كشرب الماء للعطشان، وركوب الدابة للوصول إلى المكان المراد، أما الأسباب المعنوية فمثل الاستغفار والدعاء وغيرهما، ليس لها علاقة ظاهرية بالنتائج التي تحدثها، لكن من شأنها أن تؤدي إلى نتائج مادية محسوسة كما أخبر سبحانه: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) والتمثيل على مثل هذا يطول.

والله تعالى قد خلق كلا النوعين من الأسباب، وأمرنا باتخاذ كليهما، حتى نكوّن الستار الذي لا بد منه لنزول الأقدار، والأسباب بذاتها لا تُحدِث القَدَر، وإنا تهيء لنزوله.

هذا الستار يبدأ بالأسباب المادية أولاً لأنها متاحة للجميع .. المؤمن والكافر، وبالتالي يمكن لأي إنسان أن يحصل على النتائج من خلالها.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير