[أجوبة أسئلة اللقاء العلمي حول (التفسير الموضوعي للقرآن)]
ـ[د. مصطفى مسلم]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:06 ص]ـ
14 شعبان 1428 هـ
27/ 8/2007 م
الأخ الكريم الدكتور / عبد الرحمن الشهري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه إجابات أسئلة اللقاء العلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8743) ومعذرة للتأخير في إرسالها، لانشغالي في الإجازة بالأسفار ولقاء الأحبة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدكم علماً وفضلاً وأن يكتب جهودكم وجهود إخوانكم في الملتقى لخدمة كتاب الله في صفحة أعمالكم. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
مصطفى مسلم
إجابات أسئلة اللقاء العلمي
س1 - العصر الحديث أَطلق عليه بعض العلماء (عصر التفسير الموضوعي)، ويدعون إلى التوجه نحو هذا النوع من التفسير باعتباره يحقق الغاية من تفسير القرآن، وهي إصلاح الواقع على هدي القرآن ومنهجه. أما التفسير التحليلي أو التقليدي الذي يقوم على تفسير القرآن سورةً سورةً حسب ترتيب المصحف فيرون أنه لا يخدم هذا الهدف، ولا يَصْلُح لهذا العصر. هل توافقونهم هذا الرأي؟
ج1 - ليس الأمر بهذا الإطلاق، وإنما يساهم التفسير الموضوعي في تكوين رؤى عامة حول موضوعات حديثة، أو موضوعات تناولها المفسرون بشكل مجزء في تفاسيرهم.
أما القول بأن التفسير التحليلي لا يصلح لهذا العصر، فهو قول مرفوض لا يقوله أحد، فالتفسير الموضوعي لا يستغني عن التفسير التحليلي، بل هو المادة الأولية للتفسير الموضوعي.
س2 - متى نشأ التفسير الموضوعي كعلم؟ وكذا كاصطلاح؟ وهل الصحيح أنه اصطلاح حادث؟
ج2 - كانت مادة (التفسير الموضوعي) تدرس في الأزهر في الستينات من القرن الماضي، وقد درسناها في كلية أصول الدين في الأزهر عام 1966م على يد الشيخ أحمد الكومي رحمه الله تعالى، وهو أول من كتب مذكرة لطلابه سماها (التفسير الموضوعي) وطبعت في كتيب في السبعينات مع تلميذه محمد القاسم.
وأحيل الأخوة إلى مقال قيّم كتبه أحد أبنائنا: الدكتور عبد السلام اللوح، بعنوان (وقفات مع نظرية التفسير الموضوعي) نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بغزة. فقد تناول –بإسهاب- ظهور مصطلح التفسير الموضوعي والمؤلفات التي ظهرت وتناولت المنهج وعرف بمنهج أهم المؤلفين فيه.
س3 - هل هناك منهجية لعلم التفسير الموضوعي لاتخرجه إلى علم آخر (كما وجد من بعض الباحثين في مواضيع في القرآن)؟
ج3 - حاول المؤلفون الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي تحديد معالمه إلا أنهم لم يتفقوا على منهج واحد للآن.
س4 - هل كان المفسرون يفرقون تفريقاً عملياً بين التفسير التحليلي والموضوعي؟
ج4 - الكاتبون المعاصرون الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي يفرقون بينهما، وخاصة عند تناول السورة في التفسير. وبطبيعة الحال فإن تناول الموضوع القرآني يختلف في المنهج عن منهج التفسير التحليلي.
س5 - هل ثَمَّة شروط خاصة _ مزيدة _ لمن يريد أن يكتب في التفسير الموضوعي، أم يكتفى بالشروط العامة بالمفسر؟
ج5 - في رأيي لا توجد شروط خاصة لمن يبحث في التفسير الموضوعي غير الشروط العامة في المفسر.
وينبغي أن يكون المفسر على قناعة بهذا النوع من التفسير، على اطلاع بمناهجه.
س6 - يذكر بعض من كتب في التفسير الموضوعي، أن نشأته _ كلَبِنة وبذرة أولى _ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويستشهدون مثلاً بآية الظلم، وتبيين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بها بالشرك لآية لقمان. ومعلوم أن من منهج التفسير الموضوعي؛ أن تُتَتَبَّع الكلمة في جميع سور القرآن، وتفسرها موضوعياً بإظهار وإبراز المقاصد القرآنية من خلال الآيات. في حين هنا الاقتصارعلى موطن واحد فقط دونما تتبع، وحسب هذا المثال لمفردة وجذر (ظلم) في سائر القرآن. وأيضاً يشترطون أن لا تفسر تحليلياًً وفي الخطوات يذكرون دراسة الآيات دراسة وافية من التفسير التحليلي، ومعلوم أن التحليلي فيه تفسير بالقرآن، والتفسير النبوي، وتفسير بالسنة؛ فكيف يكون هذا؟ ألا تُعَدُ هذه الأمثلة التي يُستشهد بها؛ قاصرة في الدلالة على النشأة؛ سيَّما أن كل أو جُلَّ ضوابط التعريف للتفسير الموضوعي لا تنطبق علي ما أوردوه من أمثلة. ويكتفى بالقول أن ما يذكر إنما
¥