[ما التعريف المناسب لمصطلح " العلو "؟ وما الفرق بينه وبين (العزة)؟]
ـ[إيمان]ــــــــ[20 Aug 2007, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد تناول القرآن الكريم موضوع العلو و العزة في مواضع كثيرة ومتفرقة، والمراد بالعزة عند أهل اللغة: القوة والشدة والغلبة، وعرف مفهوم العزة بأنه: «حالة مانعة للإنسان من أن يغلب»، ومن الآيات القرآنية التي جاء فيها النص على ذلك قوله جل جلاله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) [المنافقون: 8].
أمَّا بالنسبة للعلو فالمراد به عند اللغويين: السمو والارتفاع، و الآيات التي تناولت معنى العلو جاءت على معنيين:
1 - أن يكون معنى العلو فيها ممدوح: كما جاء في وصفه سبحانه وتعالى في قوله عزوجل: (سبح اسم ربك الأعلى) [الأعلى: 1]، وقال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) [لقمان: 30] وكما جاء في صفة عباده الصالحين، قال سبحانه وتعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادتً والعاقبة للمتقين) [القصص: 83].
2 - أن يكون معنى العلو فيها مذموم: كما قال عزوجل في وصف فرعون: (وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين) [يونس: 83]، وقال جل جلاله: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) [النمل: 14].
فالعلو لا يتوجه إليه مدح ولا ذم، وإنما بحسب ما يرد في سياق الآية، فالذم والمدح متعلق بما يأتي بالنص.
بيدَّ أن السؤال الذي يطرح نفسه:
ما التعريف المناسب الذي يمكن أن نعرف به مصطلح " العلو "؟
وهل يوجد فرق بين مصطلح " العلو " و " العزة "؟ وهل هناك قواسم مشتركه بينهما؟
أم أن المصطلحين لهما نفس المعنى ولا فرق يذكر بينهما؟
فضلاً لا أمراً آمل من السادة الأعضاء والمشرفين المختصين في هذا الملتقى المبارك أن يجلو لي هذه المسألة التي بحثت فيها وقتاً طويلاً فلم أصل فيها إلى ما أبتغيه وحبذا ذكر مراجع هذه المسألة ... و جزاكم الله خيراً .......
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[21 Aug 2007, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر السائل الكريم على هذا السؤال وأقول وبالله تعالى التوفيق:
الحق أن الجواب عن مثل هذا السؤال يتطلب بحثا خاصا؛ وذلك لأن تعريف اللفظ في القرآن الكريم يستلزم استجماع سماته الدلالية من سائر نصوصه بمختلف سياقاتها في القرآن الكريم. غير أني أريد أن أسهم بما تيسر في الجواب والتعليق على السؤال بما يلي:
1) أن إدراج قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) [القصص: 83 مثالا في المعنى الممدوح، غير صحيح؛ لأن ما مدح به الصالحون هو كونهم لا يريدون علوا في الأرض. والعلو في الأرض مذموم وهؤلاء قد اجتنبوه.
2) أن المحققين من العلماء قرروا عدم الترادف في القرآن الكريم، أقصد التطابق التام بين الألفاظ في المعنى؛ فهناك فروق بين الألفاظ قد تظهر وقد تخفى، والبحث في ذلك قائم على تتبع السياقات.
3) أن من أهم المراجع في هذا المقام كتاب المفردات للراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى، وذلك لكونه يعتني بالدلالة اللغوية لألفاظ القرآن مع التنبيه على خصوصية الدلالة القرآنية. وقد يفيد في هذا المقام مقال لصاحب هذه الكلمات منشور في هذا الملتقى المبارك تحت عنوان "نظرات مصطلحية في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني".
4) أن تساؤل السائل الكريم بقوله: "أم أن المصطلحين لهما نفس المعنى ولا فرق يذكر بينهما؟ " غير وارد لكون لفظي العلو والعزة مختلفين بمجرد النظرة الأولى في آيات القرآن الكريم. ويبقى السؤال قائما فعلا فيما يتعلق بالتعريف والفروق.
ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه
ـ[إيمان]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل مصطفى وجعل ما بينته في ميزان حسناتك ....
ولا زلت أنتظر ردود المشرفين على الملتقى فآمل منهم إجابتي عن هذا التساؤل .......
ـ[إيمان]ــــــــ[31 Aug 2007, 11:54 ص]ـ
ياجماعة الخير ...... يا أهل هذا الملتقى المبارك ......... ما عهدتكم إلا سباقين للخير ولإفادة المستفتين والسائلين .... فمن منكم ينبري لهذه المسألة العلمية ويجبنا عليها إجابة كافية شافية، ويقول:
أنا لها؟!
¥