[قراءة بيانية للحذف في القرآن الكريم]
ـ[د. أبو عائشة]ــــــــ[30 Jun 2007, 05:09 ص]ـ
[قراءة بيانية للحذف في القرآن الكريم]
عسى أن تذكرونا بدعاء صالح بظهر الغيب
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 Jul 2007, 01:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عامر مهدي صالح العلواني ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لدراسة الحذف بهذه الطريقة العلمية المتميزة، و إن كنت أرى أن للموضوع تتمات و ذيولا يتعين استكمالها. و ذلك ما نتمناه على فضيلتكم إتماما للفائدة في مثل هذه الموضوعات اللغوية والبلاغية التي قلما يعرض إليها الباحثون.
و قد عنت لي بعض الملاحظات و أنا بصدد قراءة بحثكم يمكنني إجمالها في ما يلي:
1 - إن التحليل اللغوي ـ من حيث المنطلقات التأسيسية، و الأدوات الإجرائية ـ في المدرسة الوصفية، ليس هو التحليل نفسه في المدرسة التوليدية التحويلية، و من ثم فإنه لا يجوز لنا القول بتخطئة من يتبنى مدرسة معينة مخالفة للمدرسة التي نتبناها في تحليلنا للنصوص و الخطابات اللغوية. و العمدة عندنا تكامل النموذج مما يجعل منه منظومة متكاملة قادرة على التوصيف العلمي، و وضوحه و بساطته و اقتصاد المجهود من جهة. و قابليته للتطبيق من جهة أخرى. كما أن كفاءته و كفايته تتمثل في قابليته للنقد بل النقض.
2 - إن إرجاع الجملة إلى أصلها ـ البنية العميقة ـ مع رصد التحويلات الطارئة عليها، وصولا إلى البنية السطحية، هو في تصوري تمييز بين مستويين:
أ ـ المستوى النحوي التركيبي.
ب ـ المستوى البلاغي الجمالي.
ومن ثم فإن عمل النحاة و اللغويين و البلاغيين العرب هو مساهمة جادة لفهم الطريقة التي تشتغل بها اللغة في مسيرتها لإنجاز الخطاب اللغوي الرفيع " الأدبي "، و من ثم فهي عملية ربط بين المبنى و المعنى و الجمال. مع استحضار أبعاد تداولية يمكننا حصرها في إرادة المتكلم، و إرادة المخاطب، و ذاتية الخطاب، و ما يؤطر ذلك كله من ظروف إنتاج الخطاب، و ظروف تلقيه.
و لعلكم استدركتم ذلك في آخر بحثكم عندما بينتم أن الأثر الفني يكمن في التركيب الذي تمثله البنية السطحية، التي كانت بنية عميقة و طرأت عليها تحويلات.
3 - إن نقض النموذج لا يمكن أن يتم بالاستناد إلى مثال أو أمثلة محدودة، بل ذلك ما يؤكده، فمعلوم أن الشذوذ يؤكد القاعدة و لا يخرمها، و من ثم فإن الدليل العقلي المعتمد من قبل اللغويين و البلاغيين العرب لتأويل بعض الظواهر اللغوية، هو منسجم مع المنطلقات التأسيسية للمدرسة اللغوية العربية باعتبارها مدرسة عقلية، وواقعية، و تأويلية، فهي تعمل على تفسير الظواهر اللغوية بناء على واقع اللغة، و ما يقتضيه الاستعمال اللغوي في علاقته بصاحب الخطاب و المتلقي و الخطاب في حد ذاته. علما أن إنتاج الخطاب و تلقيه يتمان في إطار معرفة مشتركة يصطلح عليها ب " معرفة العالم ". هذا الأمر يتعلق بالخطابات البشرية العادية، أما الخطاب القرآني فإنه يمتاز بصفة الإطلاق مما يجعل معرفة المتلقي جزءا من معرفة صاحب الخطاب، فالقرآن مطلق و الإنسان نسبي و لا يمكن للنسبي أن يحيط علما بالمطلق، و من ثم فإن الإخبارات القرآنية المتعلقة بالصفات يعرفها صاحب اللسان العربي بدليل قدرته على التمييز بينها، فالاستواء ليس هو العلم، و البصر ليس هو القدرة، و السمع ليس هو اليد، فهو يعرفها و لكنه لا يدركها، لأنه لا يملك صورة عن حقيقتها الخارجية، و من ثم ذهب ابن تيمية ـ رحمه الله ـ إلى أن هذا هو ما استأثر الله تعالى بعلمه، ومن ثم يتعين معالجة قضية المتشابه في إطار المحكم (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). (الشورى: من الآية11) نثبت لله ما أثبته لنفسه، و ننفي عليه ما نفاه عن نفسه، فالمنهج الحق هو الجمع بين النفي و الإثبات.
4 - إنني لم أفهم لماذا تم استعمال مصطلح التناظر بديلا عن المصطلح المتداول في الدراسات القرآنية و البلاغية ألا و هو مصطلح التناسب؟.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول خالص تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.