تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من هم أهل الذكر في النحل والأنبياء؟]

ـ[محب]ــــــــ[30 Jul 2007, 12:01 ص]ـ

سؤال:

قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) في سورة النحل والأنبياء.

فمن هم أهل الذكر المشار إليهم؟ هل هم:

== علماء أهل الكتاب على العموم.

== مؤمنو أهل الكتاب.

== العلماء على العموم.

== أهل القرآن.

وأيًا كان التفسير: فهل يتضمن مدحًا لأهل الذكر المقصودين؟

وهل للسلف تفسير مشهور لأهل الذكر؟

أفيدونا مشكورين.

ـ[الكشاف]ــــــــ[30 Jul 2007, 01:25 ص]ـ

تفاسير بعض السلف لأهل الذكر أنهم أهل الكتاب أي أهل التوارة والإنجيل، وهم العلماء بها وبما فيها لأن المقصود من السؤال وهو الجواب لا يتحقق إلا منهم دون سائر أهل الكتاب.

وهذا تفسير ابن عباس، وتلميذه مجاهد بن جبر، وسياق الآيات يساعدهم على اختيار هذا القول فيما يبدو لي.

وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم يذهب إلى أن أهل الذكر هم علماء المسلمين، حيث قال: نحن أهل الذكر، ثم استشهد لصحة تفسيره بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقرأ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ) ... الآية. وذهب كثير من المفسرين المتأخرين إلى هذا القول.

لكن الآيتان مكيتان، وقريش لن تصدق المسلمين فيما يقولون لو سألوهم وأجابوهم، فالذي يظهر أن قول ابن عباس ومجاهد هو الصحيح في تفسير هذه الآية. وهو أن المقصود بأهل الذكر هم علماء أهل الكتب السابقة.

غير أنه يصح الاستدلال بهذه الآية على أن أهل العلم بعلمٍ من العلوم يجب أن يرجع إليهم في ذلك العلم، وهي من هذا الوجه أشبه بقاعدة قرآنية، لكن السؤال عن المقصود بها في هذه الآية ابتداءً عندما خوطب به قريش حين نزوله والله أعلم.

وقد كتبت هذا دون مراجعة للتفاسير على سبيل المدارسة.

ـ[محب]ــــــــ[30 Jul 2007, 08:32 م]ـ

جزاك الله خيرًا على الاهتمام والإجابة.

وأرجو تكرمًا ممن لديه زيادة علم ألا يبخل بها.

ـ[محب]ــــــــ[01 Aug 2007, 10:29 م]ـ

الرأي المذكور هو رأي كثير من المفسرين بالفعل إن لم يكن رأي أكثرهم.

لكن الإشكال حاصل فيه من جهتين:

الأولى - أن وصف (أهل الذكر) فيه نوع مدح لا يخفى، فكيف يمدح القرآن علماء الكتب السابقة وفيهم مكذبون بالنبي عليه الصلاة والسلام؟

والأخرى - أنه ليس من عادة القرآن الإحالة على علماء الكتب السابقة هكذا بإطلاق، بل عادته الغالبة الإحالة على المؤمنين منهم فقط، والاستشهاد بهم وحدهم دون المكذبين منهم.

ـ[محمد كالو]ــــــــ[02 Aug 2007, 01:58 ص]ـ

يبدو لي أن أهل الذكر في هاتين الآيتين هم أهل التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى كما قاله ابن عباس والحسن والسدي وغيرهم.

إذ كيف يقنع كفار أهل مكة بخبر المسلمين في ذلك وليسوا بأصدق من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم وهو عليه الصلاة والسلام المشهور فيما بينهم بالأمين.

فالأوجه أن يكون المراد: من لم يسلم من أهل الكتاب لأنهم الذين لا يتهمون عند أهل مكة في أخبارهم بأن الرسل عليهم السلام كانوا رجالاً، وفي ذلك إلزام لهم، وخاصة أن كفار مكة أرسلوا بعد نزول هذه الآية إلى أهل يثرب يسألونهم عن ذلك، والله تعالى أعلم.

ـ[محب]ــــــــ[03 Aug 2007, 09:28 م]ـ

جزى الله خيرًا من أجاب.

ولكن الإشكال ما زال دون إجابة.

يبدو لي أن أهل الذكر في هاتين الآيتين هم أهل التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى كما قاله ابن عباس والحسن والسدي وغيرهم.

لكن هل أراد ابن عباس والحسن والسدي من (أهل التوراة والإنجيل) علماءهم عامة بما فيهم من كافرين؟

بالنسبة للسدي مثلاً، فالظاهر والله أعلم، أنه لم يقصد إلا (مؤمني أهل الكتاب) خاصة، كما روي عنه في تفسير (يحيى بن سلام). وفي تفسير (ابن أبى زمنين) عند آية النحل قال: ({وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر} يقوله للمشركين {إن كنتم لا تعلمون}. وأهل الذكر: عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا في تفسير السدي).

ويتأكد الإشكال أكثر بأنا نعلم أن مشركي مكة سألوا أهل الكتاب بالفعل: آلّذي هم عليه خير أم الذي عليه محمد؟ (عليه الصلاة والسلام)، فأجابوهم بالإجابة الفاجرة، فأنزل الله تعالى من سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}. فكيف يُقال إن القرآن أحال إلى الذين يؤمنون بالجبت والطاغوت الذين لعنهم الله؟

كيف يقنع كفار أهل مكة بخبر المسلمين

من آمن من علماء آهل الكتاب ليسوا كباقي المسلمين. فهل تسقط حجية شهادتهم - وهم الأحبار - لمجرد إسلامهم؟ هل تسقط حجية من أسلم من علماء الطب - في علم الطب - بمجرد إسلامهم؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير