نُكَتٌ وفَوائِدٌ ومُلَحٌ مِنْ أَخْبَارِ المفَسِّرِين (طبقات السيوطي)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Aug 2007, 09:17 م]ـ
نُكَتٌ وفَوائِدٌ ومُلَحٌ مِنْ أَخْبَارِ المفَسِّرِين
(طبقات الإمام السيوطي رحمه الله)
الحمد لله، وبعد ..
هذا الكتاب الأول في باب طبقات المفسرين للإمام الحافظ السيوطي رحمه الله؛ وكان الأجدرُ أنْ يُقَدَّم على كتاب تلميذِه الدَّاودي، ولكنَّه كان بعيداً عني في مكتبتي الخاصة بالشرقية؛ فشرعتُ في طبقات التِّلْمِيذ لحين حضور كتاب الشَّيخ؛ فلمَّا منَّ الله عليَّ بحضوره ومطالعته؛ قيَّدتُ منه ما استفدته، وعلَّقت عليه في نسختي؛ فرمْتُ نفع الأحبة الفضلاء، والمشايخ النبلاء، وأنا المتطفِّلُ عليهم.
فجزاهم الله خيراً؛ على صبرهم عليَّ وعلى تطفُّلي الثقيل، ولكن عَلِمَ الله مني إرادة النفع والفائدة؛ ولأجله أتينا، والتقينا؛ فاللهمَّ لا تحرمنا أجره يا أكرم الأكرمين.
وبما أن الكتاب لطيف، وتراجمه يسيرة (136) ترجمة مختصرة، واللهَ أسألُ أن ينفع بها، إنه سبحانه خير مسؤول.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
1_ (3) أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطَّالْقانِي القَزْوِيني الشافعي، رَضِيُّ الدين (512 - 590)
1_ للذِّكْرِ قوة في البدن:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وكان كثير العبادة والصلاة، دائم الذكر، دائم الصوم، له كل يوم ختمة ...
قال الموفق عبد اللطيف: كان يعمل في اليوم والليلة ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر) (12) بتصرف يسير
قال مقيده غفر الله له:
لله بلاده ما أعجبه؛ فمن كان دائم الذكر، يُمنحٌ قوة في بدنه، وشاهد ذلك ما يلي:
أولاً: قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} هود: 52
وثانياً: من السنة: حديث علي وفاطمة رضي الله عنهما حين وصَّاهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقولا قبل النوم: سبحان الله (33) والحمد لله (33) والله أكبر (34) ثم قال: فذلكما خير لكما من خادم.
وثالثاً: قال ابنُ قيِّم الجوزية رحمه الله في الوابل الصيب؛ معدِّداً فوائد الذكر:
(الحادية والستون: أنَّ الذِّكْرَ يعطي الذاكر قوة؛ حتى إنَّه ليفعل مع الذِّكْر مالَمْ يظن فعله بدونه، وقد شاهدتُ من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه، وكلامه، وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً؛ فكان يكتب في اليوم من التَّصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعه وأكثر.) (106) وطالع بقية كلامه و الفوائد هناك.
والسِّر في ذلك: ما نُقِل عنه في الفائدة السابعة عشرة: (و حضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرَّةً، صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريبٍ من انتصاف النَّهار، ثم التفتَ إليَّ وقال: هذه غَدْوَتِي! ولو لَمْ أتغدَّ الغداء سقطت قوتي، أو كلاما قريبا من هذا) (63)
فرحمهم الله تعالى، وألحقنا بهم، ورزقنا علماً وعملاً مثلهم. آمين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:12 ص]ـ
جزاك الله خيرأ يا أبا العالية على هذه الوقفات ..
وقد سبق أن كتبت في الملتقى عن طبقات المفسرين للسيوطي تحت العنوان:
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2879&highlight=%E1%ED%E1%C9+%D8%C8%DE%C7%CA+%C7%E1%E3%D D%D3%D1%ED%E4)
وكنت عازماً على الوقوف مع كتاب الداودي، ولعل في ما ذكرتم فائدة، وإن تيسر طرحت ما عندي وفقكم الله لكل خير ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 10:55 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ماشاء الله تبارك الله، جزاك الله خيراً يا شيخ فهد، تالله إنك أسعدتني كثيراً
وسأسجِّل ما قيدته أنت من الفوائد على نسختي (وبعضها تشاركنا فيه؛ فالحمد لله؛ فهذا إشارة إلى بعض حسن فهم عندي بدلالة فهمكم الكبير؛ فالحمد لله)
وهكذا أصبح لي على نسختي فهمان، وصيدان.
بل أذكر ما عندك هنا وهناك، ولعلَّنا نكمل بعضنا، لا حرمنا خيركم.
محبكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 11:09 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
¥