تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الفوائد المنتقاة من (فهم القرآن) للحارث المحاسبي]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Aug 2007, 09:44 م]ـ

كتاب (فهم القرآن) للحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله

يقول المتخصصون في علوم القرآن إن هذا الكتاب هو أول كتاب مصنف في علوم القرآن.

ذكر ذلك شيخنا الشيخ مساعد الطيار في كتابه (المحرر في علوم القرآن)، وكذلك ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري في محاضراته الماتعة على الألوكة (شرح ألفية الشيخ عبد الله فودي في علوم القرآن).

وهو ليس من كتب علوم القرآن بالمعنى الشائع؛ فإنه لم يتعرض إلا لمباحث يسيرة جدا من علوم القرآن، ومعظم ما فيه يتعلق بمباحث النسخ في القرآن، ولكنه يحتوي على فوائد مهمة، تبين بعض النواحي التاريخية لتطور الكلام في علوم القرآن.

ومن المعروف أن الحارث قد اتجه اتجاه ابن كلاب في مسائل الاعتقاد، وهذا لا يهمنا الآن بقدر ما يهمنا دراسة إشاراته ومباحثاته لمسائل أصول التفسير، وخاصة في النسخ.

وهناك فائدة رائعة أيضا في هذا الكتاب، وهو أنه يحكي عددا من الإجماعات المتنوعة في التفسير وغيره، فمنها إجماعات مطلقة، ومنها إجماعات مستقرة بعد خلاف، وغير ذلك.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Aug 2007, 10:20 م]ـ

266

جعل العقول معادن الحكمة ومقتبس الآراء ومستنبط الفهم ومعقل العلم ونور الأبصار، إليها يأوي كل محصول، وبها يستدل على ما أخبر به من علم الغيوب، فبها يقدرون الأعمال قبل كونها ويعرفون عواقبها قبل وجودها وعنها تصدر الجوارح بالفعال بأمرها فتسارع إلى طاعتها أو تزجرها / فتمسك عن مكروهها

269

ونظروا ببصائرهم إلى ما يشبه الشبهات / من سوء الدلايل ومكايد الشيطان وزخرف المبطلين وكشفوا بمنار دلايله ما وارته الظلمات وغطته الشهوات من خفيات الغيوب ومعالم الطريق المضروب على المحاج الواضحات والبرهان النير، فنظروا بنور هداية كلام الرب جل ذكره وواضح دلايله إلى ما خفي عن الغافلين المؤثرين لأهوائهم على استيضاح كتاب ربهم جل مولانا وتعالى فهتكوا بنوره حجاب كل ظلمة وكشفوا بتبيانه غطاء كل ضلالة وبدعة

274

فأمرهم فيه بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح / لهم فيه الشواهد على علم الغيوب وجعل فيه حياة قلوبهم وعزهم وشرفهم والغنى به عن جميع العباد

277

ثم أخبر أن فيه التكرار عن معاني ما قال إن تنحت قلوبهم عند تلاوة ما في سوره عن فهم معانيه تكرر في سورة أخرى ففهموه فقال (مثاني)

288

قال وحدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن معتب عن كعب قال: عليكم بالقرآن؛ فإنه فهم العقل ونور الحكمة وينابيع العلم وأحدث الكتب بالرحمن عز وجل

305

العلم على قدر العالم؛ فأي العلماء أعلم كان طلب علمه أحب إليه من طلب علم من هو دونه في العلم

307

ومن عقل عن الله جل ذكره ما قال فقد استغنى به عن كل شيء وعز به من كل ذل لا يتغير ولا ينقص حلاوته ولا تخلق جدته في قلوب المؤمنين به على كثرة الترداد والتكرار لتلاوته

312

وقد طُبِعنا طبعا؛ لا نعرف ما نتلو دون أن نصغي إليه بأسماعنا، ولا نفهمه -وإن أصغينا إليه حتى نحضر له عقولنا- إلا بقطعها عن النظر في كل شيء سواه، ولا نفهم قوله دون أن نعظم ما قال في قلوبنا ونعظم قدر رضاه وسخطه ولا يعظم ذلك عندنا مع طول موالاتنا بالدنيا والاشتغال بذكرها وذكر أهلها إلا بتكرار التلاوة والدوام على تقصي العقل تقصي ذلك والتيقظ له حتى نفهم ما قال فينتبه العقل من غفلته ويشاهد علم الغيوب ببصره ويتوهم عظيم الجزاء الثواب والعقاب برؤية بصره

319

لأنك إذا لم تشغل جوارحك بشيء غير ذلك ومنع عقلك عن النظر والفكر في غير ذلك اجتمع همك وحضر وإذا حضر عقلك زكا ذهنك وإذا زكا ذهنك قويت على طلب الفهم واستبان فيه اليقين وصفا فيه الذكر وقوي فيه الفكر

321

فاحرص أن لا يكون فيك خلق ذم الله عز وجل به كافرا وإن كنت مؤمنا فإن من كمال الإيمان مخالفة أهل الكفر بالقول والفعل فيما نهى الله عز وجل عنه

326

ومنه ما لا يعرف معناه إلا بالسنة أو بالإجماع

333

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير