تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل يوجد فارق في المعنى]

ـ[الوداع]ــــــــ[15 Sep 2007, 07:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى الإخوة الكرام أرجوا إفادة عن السؤال التالي:

1_ هل هناك فارق أو تغاير في المعنى بين الكلمات التالية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواضيع متفرقة

وهي (طبع _ ختم _ أقفالها)

وجزاكم الله خيرا ...

ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2007, 04:17 م]ـ

هذه الكلمات تشترك في معنى عام، وهو منع الشيء من الدخول إلى شيء آخر بسبب الختم أو الطبع أو القفل، ثم تنفرد كل كلمة بمعنى خاصٍ بها يمكن استنباطه من استعمالات الكلمات في سياقاتها.

ويلاحظ أن هذه الكلمات الثلاثة قد جاءت مع القلب، ففي الطبع يقول الله تعالى: (وقولهم قلو"بنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم)، وفي الختم قال تعالى: (ختم الله على قلوبهم)، وفي القفل قال تعالى: (أم على قلوب أقفالها).

ومن أكثر العلماء عناية بالفروق الدقيقة بين هذه الكلمات الراغب الاصفهاني، وقد قال في مفرداته:

1 ـ (الطبع: أن تصور الشيء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو أعم من الختم وأخص من النقش والطابع والخاتم: ما يطبع ويختم. والطابع: فاعل ذلك وقيل للطابع طابع وذلك كتسمية الفعل إلى الآلة نحو: سيف قاطع. قال تعالى: {فطبع على قلوبهم} [المنافقون / 3] {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون} [الروم / 59] {كذلك نطبع على قلوب المعتدين} [يونس / 74] وقد تقدم الكلام في قوله: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة / 7] وبه اعتبر الطبع والطبيعة التي هي السجية فإن ذلك هو نقش النفس بصورة ما إما من حيث الخلقة وإما من حيث العادة وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب ولهذا قيل:

- 295 - وتأبى الطباع على الناقل).

2 ـ (الختم والطبع يقال على وجهين: مصدر ختمت وطبعت، وهو تأثير كنقش الخاتم والطابع. والثاني: الأثر الحاصل عن النقش، ويتجوز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة/7]، {ختم على سمعه وقلبه} [الجاثية/23]، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي: انتهيت إلى آخره، فقوله: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة/7]، وقوله تعالى: {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم} [الأنعام/46]، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور - ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق - يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه، وعلى ذلك: {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم} [النحل/108]، وعلى هذا النحو استعارة الإغفال في قوله عز وجل: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} [الكهف/28]، واستعارة الكن في قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} [الأنعام/25]، واستعارة القساوة في قوله تعالى: {وجعلنا قلوبهم قاسية} [المائدة/13]، قال الجبائي (أبو علي الجبائي، شيخ المعتزلة في زمانه توفي سنة 303 ه. انظر: ترجمته في طبقات المفسرين 2/ 191): يجعل الله ختما على قلوب الكفار؛ ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم (وهذا أيضا قول القاضي عبد الجبار من المعتزلة، وقول الحسن البصري. انظر الرازي 2/ 51)، وليس ذلك بشيء فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى: {اليوم نختم على أفواههم} [يس/65]، أي: نمنعهم من الكلام، {وخاتم النبيين} [الأحزاب/40]، لأنه ختم النبوة، أي: تممها بمجيئه. وقوله عزوجل: {ختامه مسك} [المطففين/26]، قيل: ما يختم به، أي: يطبع، وإنما معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي: سؤره في الطيب مسك، وقول من قال يختم بالمسك (وهذا قول قتادة أخرجه عنه عبد الرزاق قال: عاقبته مسك، قوم يمزج لهم بالكافور، ويختم لهم بالمسك. راجع: الدر المنثور 8/ 451) أي: يطبع، فليس بشيء؛ لأن الشراب يجب أن يطيب في نفسه، فأما ختمه بالطيب فليس مما يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه.).

3 ـ (لقفل جمعه: أقفال. يقال: أقفلت الباب وقد جعل ذلك مثلا لكل مانع للإنسان من تعاطي فعل فيقال: فلان مقفل عن كذا. قال تعالى: {أم على قلوب أقفالها} [محمد / 24] وقيل للبخيل: مقفل اليدين كما يقال: مغلول اليدين والقفول: الرجوع من السفر والقافلة: الراجعة من السفر والقفيل: اليابس من الشيء إما لكونه بعضه راجعا إلى بعض في اليبوسة وإما لكونه كالمقفل لصلابته يقال: قفل النبات وقفل الفحل (انظر: الأفعال للسرقسطي 2/ 67) وذلك إذا اشتد هياجه فيبس من ذلك وهزل).

ويمكن استظهار الفرق من هذه النقول عن اللراغب، والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير