تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حكم الاستعاذة عند الاستشهاد بآية أثناء الخطب والمواعظ والحديث؟]

ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[07 Aug 2007, 04:16 ص]ـ

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

فكثيراً ما نسمعُ بعض الخطباء، والوعّاظ، والمتحدّثين، وغيرهم يذكرون الاستعاذة قبل استشهادهم بآية من كتاب الله أثناء حديثهم، وخطبهم خصوصاً عندما تكون الآية، أو الآيات في آخر الحديث ويريد المتحدث أو الخطيب أن يختم بها.

وقد كنتُ أتساءل: هل لهذا العمل مستند، وهل لذكر الاستعاذة وجهٌ هاهنا؟

فوفقني الله تعالى للوقوف على فتيا في ورقتين لأحد العلماء المشهورين في هذه المسألة فقمت بتحقيقها وتخريج أحاديثها ووضع دراسة لها. وسوف أضع الرسالة من غير التخريج وقسماً من الدراسة هنا لأستفيد أولاً ويستفيد غيري ثانياً، وأتمنى قبل وضعها أن يذكر الأخوة آرائهم بادي الرأي من غير كثير بحث من باب التشويق والإفادة فقد يذكر الأخوة ما لم يخطر ببالي.

ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[07 Aug 2007, 06:02 ص]ـ

جزاك الله خيراً أخ محمد،،

الذي يظهر أنها داخلة في عموم قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).

والله تعالى أعلم،،

ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[08 Aug 2007, 07:29 م]ـ

شكر الله مرورك أخي يزيد ..

وقبل الدخول في المسألة أذكر تحرير محل النزاع فأقول: لا يخلو من أراد أين يقرأ شيئاً من القرآن من ثلاثة أحوال:

الحالة الأولى: أن يكون ذلك لقصد التلاوة فهنا تشرع الاستعاذة. وهذه الحالة ليست محل البحث.

الحالة الثانية: أن يكون ذلك في قراءة الفاتحة في الصلاة، فإن كان في أول ركعة فالاستعاذة مستحبة عند الجميع، ويروى عن مالك أنه لا يستعيذ في المكتوبة، وإن كان ذلك في الركعات الثانية وما بعدها ففيه خلاف، وهذه الحالة ليست محل البحث.

الحالة الثالثة: أن لا يكون ذلك للتلاوة، ولا في الصلاة وإنما استشهاداً في حديث، أو موعظة، أو خطبة، أو سؤال عن آية، ونحو ذلك فهذه الحالة هي محل البحث.

أما الكلام عن المسألة فالظاهر عموم قوله تعالى: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? لكن جاء في كثير من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة الاستشهاد بآي من القرآن أثناء الحديث والكلام دونما ذكر للاستعاذة، وفعل النبي - ^ - من مخصصات العموم عند جمهور الأصوليين - ولم يذكر الخلاف إلا عن أفراد منهم - كما في المراجع التالية:

الإشارة في معرفة الأصول لأبي الوليد الباجي: ص 202، والمستصفى للغزالي: (2/ 106 - 109)، والمحصول للرازي: (3/ 81)، والإحكام للآمدي: (2/ 354 - 356)، وفواتح الرحموت: (1/ 354)، العدة لأبي يعلى: (2/ 573 - 578)، الواضح لأبي الوفاء: (3/ 394 - 396)، وروضة الناظر: (2/ 732)، و المسودة: (1/ 295)، وشرح الروضة: (2/ 569)، وشرح الكوكب المنير: (3/ 371 - 373)، وإرشاد الفحول: (2/ 689).

ومن نظر نظرةً عابرة في كتاب التفسير من دواوين السنة كالصحيحين وجامع الترمذي وسنن النسائي الكبرى ومجمع الزوائد والمطالب العالية وغيرها، لرأى من الأحاديث والآثار عدداً كثيراً، وسأقتصر هنا على خمسة أحاديث، وخمسة آثار عن الصحابة، مما أخرجه الشيخان، أو أحدهما، من سورة الفاتحة و البقرة فقط:

أولاً: الأحاديث النبوية:

1 - ما أخرجه البخاري رقم: [4703] عن أبي سعيد بن المعلى ? قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله – ? – فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ?) ثم قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)) فذكّرته فقال: ((الحمد لله رب العالمين)) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير