[ما أرجح الأقوال في هذه الآيه؟ وما صحة اسناد الروايات]
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Sep 2007, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أرجح الأقوال في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
وما صحة هذا الإسناد في تفسير الطبري:
(حدثنا هناد بن السريّ, قال: حدثنا حفص بن غياث, عن الفضل بن دَلَهْم, عن الحسن في قوله: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: هذا والله أبو بكر وأصحابه.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي, عن الفضل بن دلهم, عن الحسن, مثله.
حدثنا هناد, قال: حدثنا عبد بن سليمان, عن جويبر, عن سهل, عن الحسن في قوله: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: أبو بكر وأصحابه.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا حسين بن عليّ, عن أبي موسى, قال: قرأ الحسن: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: هي والله لأبي بكر وأصحابه.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي, قال: حدثنا أحمد بن بشير, عن هشام, عن الحسن في قوله: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: نزلت في أبي بكر وأصحابه
::::::::
وايضا ما صحة هذا الإسناد الوارد عن سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه في تفسير البغوي
(قال الحسن: علم الله تبارك وتعالى أن قوماً يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخبر أنه يأتي بقوم يحبهم الله ويحبونه. واختلفوا في أولئك القوم من هم؟ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و الحسن و قتادة: هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة ومانعي الزكاة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض ارتد عامة العرب إلا أهل مكة والمدينة والبحرين من عبد القيس، ومنع بعضهم من الزكاة، وهم أبو بكر رضي الله عنه بقتالهم فكرة ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، .... إلى آخر ما قال)
وهل يقصد بالحسن هنا الحسن البصري؟؟
(سواء في الإسناد الأول أو الثاني)
وجزاكم الله كل خير وتقبل طاعاتكم وبارك لكم في شهره الفضيل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 10:33 ص]ـ
[ size=5][align=right] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أرجح الأقوال في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
الصواب إن شاء الله أن هذه الآية عامة ومعناها: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من عباده.
وأمَّا أعيان هؤلاء الذين ارتدوا وأعيان هؤلاء القوم الذين يأتي بهم الله والذين وصفهم بأنه يحبهم ويحبونه وغيرها من الصفات فالظاهر أن هذه أمثلة لما تدل عليه هذه الآية وليس قصراً لمعناها عليهم والله أعلم.
والإمام الطبري يرجح أن المقصود بالقوم الذين يأتي بهم الله هم أهل اليمن، فيقول:
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، ما رُوي به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم أهل اليمن، قوم أبي موسى الأشعري. ولولا الخبر الذي روي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر الذي روي عنه، ما كان القول عندي في ذلك إلا قول من قال:"هم أبو بكر وأصحابه". وذلك أنه لم يقاتل قومًا كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا على أعقابهم كفارًا، غير أبي بكر ومن كان معه ممن قاتل أهل الردة معه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنا تركنا القول في ذلك للخبر الذي رُوي فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنْ كان صلى الله عليه وسلم مَعْدِن البيان عن تأويل ما أنزل الله من وحيه وآيِ كتابه.
والحسن المراد في الأسانيد التي ذكرها الطبري هو الإمام الحسن البصري رضي الله عنه، والذي يبدو أن الأسانيد التي ذكرها الطبري متصلة إلى الحسن البصري وهو يحتاج إلى مراجعة سماع حفص بن غياث من الفضل بن دَلَهْم وسماع الفضل من الحسن البصري. والأمر فيه واسع إن شاء الله.