الذي حمله على ذلك التفسير ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه. " (42)
فاي تخبط من تخبط من يزعم ان اصحاب النبي لم ينهلوا من علمه ويظن نفسه وغيره من الذين ليس عندهم خبر صحيح عن الأئمة نهل من علم اهل البيت!!! فالصحابة خالطوا النبي وتعلموا منه. وامثال الكاشاني بينه وبين أخر امام اكثر من سبع قرون!!! واما من يزعمون انهم اصحاب الأئمة فقد وردت الروايات في الطعن فيهم. فجابر الحعفي يقول عنه الامام لم اره عند ابي الا مرة ويروي اكثر من ستين الف حديث عن المعصوم الميت , والاغرب ما الحاجة لكثرة هذه الروايات مع موجود المعصوم الحي؟؟؟ ثم ان زرارة الآخر يروى عن المعصوم قوله عنه "زرارة شر من اليهود والنصارى" اما اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فان مدحم في محكم القران ومن اقول المعصومين عندهم , فيحق لنا ان نقول لامثال هذا ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم احق بان يقبل التفسير منهم لا كما اراد الفيض الكاشاني ان يطعن فيهم.
وسأبين في الرد ان شاء الله كذب دعوتهم بانهم ينهلوا بالتفسير من اهل البيت ان ابقاني الله لاتمام المبحث فهو وحده الذي تتم بعونه الصالحات وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والغريب ان الفيض الكاشاني بعد عقده لاحد عشرة مقدمة وقبل ان يبدأ في اول اية ليفسرها ينقض غزله في المقدمة الثانية عشرة فيقول:" وبالجملة ما يزيد على شرح اللفظ والمفهوم مما يفتقر إلى السماع من المعصوم فان وجدنا شاهدا من محكمات القرآن يدل عليه أتينا به فان القرآن يفسر بعضه بعضا وقد أمرنا من جهة أئمة الحق (عليهم السلام) أن نرد متشابهات القرآن إلى محكماته" (43) ورد المحكم الى المتشابه هو تفسير بحد ذاته فكيف يفسر وهو يقدم ان الذي يعلم تميز ذلك من محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ هو الامام!! ثم ان قلنا انه رد المتشابه للمحكم نسأله وكيف عرفت تفسير المحكم!!!
ثم يقال له كيف يكون الامام وظيفته تبيان الكتاب للناس ويمضي الرسول واحد عشر اماما وفاطمة رضوان الله عليهم والغائب الذي تنتظرونه موجود ثم لا تجد تفسيرا مرويا بطريقة مقبولة عن احدهم؟!!!
"وإلا فان ظفرنا فيه بحديث معتبر عن أهل البيت (عليهم السلام) في الكتب المعتبرة من طرق أصحابنا (رضوان الله عليهم) أوردناه،"وهنا اذكر بامر هام الشيعة الاثني عشرية بعضهم يعتبر كل ما في الكتب المعتبرة صحيح. ولكن البعض الاخر يشترط شرط شبيه بشرط اهل السنة الا انه يشترط ان يكون ثقة ضابط امامي مع عدم معرفتهم بامر الشذوذ والعلل القادحة. مع انهم يشترطوا ان يكون الخبر قطعي في العقائد.
الا انه يبين قصور مذهب الاثني عشرية عن التفسير الا بعد كونه عالة على مذهب اهل السنة ,وهذه من مفارقات مذهب الامامية , ومن آثار انقطاع علمهم عمن يوجبون اتباعهم فيقول الكاشاني موضحا ذلك:" وإلا أوردنا ما روينا عنهم (عليهم السلام) من طرق العامة لنسبته إلى المعصوم وعدم ما يخالفه، نظيره في الاحكام ما روي عن الصادق (عليه السلام): إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكمها فيما يروى عنا فانظروا إلى ما رووه عن علي (عليه السلام) فعملوا به. رواه الشيخ الطوسي (رضوان الله عليه) في العدة وما لم نظفر فيه بحديث عنهم (عليهم السلام) " (44)
فهو يشترط فيما يأخذه عن طريق العامة (اهل السنة) ان يكون عن علي رضي الله عنه او الأئمة رضوان الله عليهم ,ويشترط فيه ان لا يكون مخالفا لما يرونه.
"أوردنا ما وصل إلينا من غيرهم من علماء التفسير إذا وافق القرآن وفحواه وأشبه أحاديثهم في معناه فإن لم نعتمد عليه من جهة الاستناد اعتمدنا عليه من جهة الموافقة والشبه والسداد " (45). وهذا خلاف ما يذهب اليه الاثني عشرية بان القران لا يعرفه الا المعصومين وان له بواطن , فكيف يقبل التفسير من غيرهم؟ وشرطه عدم مخالفة القران امر مستحيل تحققه الا اذا عرفنا التفسير الذي منع اصلا من غير المعصوم , فكيف نعرض الخبر على ما لم نعرف معناه.
والامر الاكثر خطورة هو قوله في آخر عبارة عن منهجه في قبول الاخبار وقيمة السند الذي في الكتب الى المعصوم فيقول: "ونحن نروي ما أضمره على إضماره وحذفنا الأسانيد في الكل لقلة جدوى المعرفة بها في هذا العصر البعيد العهد عنها مع الاختلاف فيها والاشتباه على أنا إنما نصحح الأخبار بنحو آخر غير الأسانيد إلا قليلا ونستعين في ذلك كله بالله وحده ولا نتخذ إلى غيره سبيلا " (46).وهنا تظهر الاهواء فان كان لا يستطيع معرفة صحة الاسانيد ويحيل معرفة اغلبها فهل يعتمد ما نقله عن من تفسير عن أهل البيت (47)؟؟
...... يتبع تفسير الصافي والاصفى ....
************************************************** *****************************************
41 - تفسير الصافي ج1 ص10 - 11
42 - تفسير الصافي ج1 ص36 - 37
43 - التفسير الصافي ج 1 - ص 75
44 - التفسير الصافي ج 1 - ص 75
45 - التفسير الصافي ج 1 - ص 75
46 - التفسير الصافي ج1 ص 77 - 78
46 - نذكر ما جاء في سبب تسمية التفسير بالصافي. وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير والمتنافي التفسير الصافي - ج 1 - ص 13.فلعل المقدمة الاخيرة تبين خلاف ذلك
¥