وعند تفسير الآيات نجد أن الفيض الكاشاني وضع لنفسه خطا صعبا , فإن الجمع بين الروايات التي نقلت عن أهل البيت كثيرة ومتضاربة , ولا يمكن أن يجمع بينها أنها صدرت من نفس المشكاة , وسأعرض الأن ما أورده عن تفسير ايتين من كتاب الله. الأية الأولى هي قوله تعالى: وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (47).
" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح
وهو الولي الذي يلي عقد نكاحهن.
وفي الفقيه وفي التهذيب عن الصادق (عليه السلام) يعني الأب والذي توكله المرأة وتوليه أمرها من أخ أو قرابة أو غيرهما
. وفي الكافي عنه (عليه السلام) في عدة اخبار هو الأب والأخ والرجل يوصى ليه والرجل يجوز أمره في مال المرأة فيبيع لها ويشتري وإذا عفا فقد جاز.
وفي رواية العياشي فأي هؤلاء عفا فقد جاز قيل أرأيت ان قالت لا أجيز ما يصنع قال ليس لها ذلك أتجيز بيعه فيما لها ولا تجيز هذا.
وفي رواية أبوها إذا عفا جاز وأخوها إذا كان يقيم بها وهو القائم عليها فهو بمنزلة الأب يجوز له فإذا كان الأخ لا يقيم بها ولا يقوم عليها لم يجز له عليها أمر.
وعن الصادق (عليه السلام) الذي بيده عقدة النكاح وهو الولي الذي انكح يأخذ بعضا ويدع بعضا وليس له أن يدع كله. وفي المجمع عنهما (عليهما السلام) الذي بيده عقدة النكاح هو الولي
. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) هو الزوج قال والولي عندنا هو الأب والجد مع وجود الأب الأدنى على البكر غير البالغ فاما من عداهما فلا ولاية له الا بتوليتهما إياه غير أن الأول أظهر (48) وعليه المذهب.
ومعنى عفو الزوج عدم استرداده فإنهم كانوا يسوغون المهر قبل الدخول." (49)
فقد ذكر عدة روايات وأقوال تبين من هو الذي يعفو:
1 - فقال هو (المفسر):وهو الولي الذي يلي عقد نكاحهن. فخصه به دون غيره.
2 - .ذكر بعد ذلك رواية تحدد الولي لها مطلقا دون الالزام بعقد النكاح.
3 - اضاف الى ما ذكر في (2) كل من توليه المرأة امرها كمن توليه البيع والشراء.
4 - انه الزوج.
فلا يمكن ان تكون هذه الاقوال كلها صادرة عن المعصوم ونلاحظ انه عند التفسير خصه بمن يعقد النكاح ولكن لم تكن اي رواية من روايات اهل البيت تخصه بما خصها الكاشاني.ثم يحق لنا ان نسفسر الترجيح الذي وضعه في البداية على اي رواية اعتمد في تخصيص الولي الذي عقد النكاح؟.
"ومثل ذلك عندما تكلم عن قوله جل وعز "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " (50)
" وخلق منها زوجها هي حواء. القمي برأها من أسفل أضلاعه وبث منهما رجالا كثيرا ونساء بنين وبنات كثيرة ورتب الامر بالتقوى على ذلك لما فيه من الدلالة على القدرة القاهرة التي من حقها أن تخشى والنعمة الظاهرة التي توجب طاعة مولاها. العياشي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال خلقت حواء من قصيري جنب آدم والقصير هو الضلع الأصغر فأبدل الله مكانه لحما، وفي رواية خلقت حواء من جنب آدم وهو راقد. وعن الصادق (عليه السلام) أن الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين وان الله خلق حواء من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت. وفي الفقيه والعلل عنه (عليه السلام) انه سئل عن خلق حواء وقيل له أن أناسا عندنا يقولون إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى قال سبحان الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام، أن يقول: إن آدم الكلام يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم ثم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من طين وأمر الملائكة فسجدوا له القى عليه السبات
¥