ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[28 Jul 2007, 12:01 م]ـ
بعدما اظهرنا المنطلق الذي ننطلق منه وهو بابراز معاني االولاء لغة وشرعا وبينا ان هذه المعاني قد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم وأن المعنى المتفق عليه بين المفسرين ف معنى الولاء في الآية هو النصرة والمعونة ...
نذكر هنا منطلقا اخر يمليه العمل بمقتضى قواعد الأصول ألا وهو:
أن لفظ الولاء هنا (يتولهم) لفظا مطلقا (يشتمل كل معاني الولاء المذكورة سابقا) وعلى فرض أن السياق أو نص الآيات لم تحدد ايا من هذه المعاني هو المقصود ..
وقد حكم الله سبحانه وتعالى على من يتخذ الكفار أولياءا بالكفر وانه منهم ..
فالأصل ان يكون هذا الحكم على إطلاقه في كل صورة من صور الولاء إلا ما استثنى الشارع نفسه ..
هذا هو الأصل وهو الذي تدل عليه قواعد اصول الفقه واللغة
فإن جاء وقال البعض أنتم تكفرون بكل صور الولاء نقول هذا هو الأصل إلا ما دل الدليل علىإخراجه من هذا الأصل،كمحبة الأب والام الكافرين الفطرية وإكرامهم والانبساط لهم وطاعتهم في الحدود التي ذكر الشرع ...
وكقصة حاطب رضي الله عنه وما روري عن ابي لبابة رضي الله عنهم أجمعين وغير ذلك ....
على تفصيل يرجع كله لهذا الأصل ..
وهذا طرف من كلام اهل العلم:
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:
1 - والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنَّه منهم في التحزّب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان. وقد يجوز أن تكون الآية نزلت في شأن عُبادة بن الصامت وعبد الله بن أبيّ ابن سلول وحلفائهما من اليهود، ويجوز أن تكون نزلت في أبي لُبابة بسبب فعله في بني قريظة، ويجوز أن تكون نزلت في شأن الرجلين اللذين ذكر السدّيّ أن أحدهما همّ باللحاق بدهلك اليهودي والآخر بنصراني بالشأم، ولم يصحّ بواحد من هذه الأقوال الثلاثة خبر يثبت بمثله حجة فيسلم لصحته القول بأنه كما قيل. فإذ كان ذلك كذلك فالصواب أن يُحْكم لظاهر التنزيل بالعموم على ما عمّ، ويجوز ما قاله أهل التأويل فيه من القول الذي لا علم عندنا بخلافه غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهودَ أو نصارى، خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذلك قوله: فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أنْ تُصِيبَنا دَائِرَةٌ ... الآية.
فهذا تفسير صريح من إمام المفسرين لمعنى التولي في هذه الآية بلا شك ..
القول في تأويل قوله تعالى: إنَّ اللّهَ لا يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ.
2 - يعني تعالى ذكره بذلك، أن الله لا يوفق من وضع الولاية في غير موضعها فوالَى اليهود والنصارى مع عداوتهم الله ورسوله والمؤمنين على المؤمنين، وكان لهم ظهيرا ونصيرا، لأن من تولاهم فهو لله ولرسوله وللمؤمنين حرب.
3 - أُولئكَ بعضُهمْ أوْلياءُ بَعْضٍ يقول: هاتان الفرقتان، يعني المهاجرين والأنصار، بعضهم أنصار بعض، وأعوان على من سواهم من المشركين، وأيديهم واحدة على من كفر بالله، وبعضهم إخوان لبعض دون أقربائهم الكفار. وقد قيل: إنما عنى بذلك أن بعضهم أولى بميراث بعض، وأن الله ورَّث بعضهم من بعض بالهجرة والنصرة دون القرابة والأرحام، ...
4 - والَّذِينَ آمَنُوا الذين صدقوا بالله ورسوله، ولَمْ يُهاجِرُوا قومهم الكفار، ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام. ما لَكُمْ أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرضَ الحرب، مِنْ وَلايَتِهِمْ يعني: من نصرتهم وميراثهم. وقد ذكرت قول بعض من قال: معنى الولاية ههنا الميراث،
5 - القول في تأويل قوله تعالى:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ?لأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
يقول تعالى ذكره: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله ورسوله، بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ يقول: بعضهم أعوان بعض وأنصاره، وأحقّ به من المؤمنين بالله ورسوله.
¥