تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الجكني]ــــــــ[31 Aug 2007, 07:24 م]ـ

أختي الكريمة "مدهامتان" أسعدها الله:

لو تعذرين أهل الملتقى، فالأغلبية لا زالوا في إجازة، وما بقي عليها غير أسبوع ثم يرجع النشاط العلمي للملتقى بحول الله تعالى.

ومن أهم شروط طلب العلم " الصبر " فلربما من عنده الإجابة على السؤال لم يطلع عليه بعد.

أما بخصوص سؤال أهل اللغة فأعدك بأن أسأل من أعرف أنه مظنة للجواب.

وفقك الله.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Oct 2007, 11:43 م]ـ

السؤال هنا عن كلمتين مختلفتين في المعنى وإن كانتا تشتركان في جوانب جزئية في المعنى.

العلو علاقة مكانية، وهذه العلاقة المكانية فيها معنى مجازي، وهذا المعنى المجازي يشترك مع معنى مجازي لكلمة أخرى وهي كلمة عزة.

وهناك كتب المعاني (مثل المخصص) وكتب الفروق اللغوية (مثل كتاب العسكري) علاوة على المعاجم التي يمكن أن تشير إلى أشياء مشتركة ومختلفة بين الكلمتين ...

*ما هي العزة!!؟

العزة هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة. فالله يأمرنا أن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون لله وحده، فالمسلم يعتز بدينه وربه، ويطلب العزة في رضا الله -سبحانه-، وقد قيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.

وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.

قيل: الذلة لرب العباد عزة، والذلة للعباد ذلة.

وقيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.

وصدق الشاعر حين شبه التذلل للعباد بالموت، فقال:

من يَهُنْ يَسْهُلِ الهوان عليه

ما لجُرْحٍ بميِّت إِيلامُ

وقال آخر:

إذا أنت لم تَعْرِفْ لنفسك حقها

هوانًا بها كانت على الناس أهونا

فنفسكَ أكرمها وإن ضاق مسكن

عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا

عزة الله:

الله -سبحانه- هو العزيز الحكيم، يعطي العزة من يشاء ويمنعها عمن يشاء، {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} [آل عمران: 26].

أنواع العزة:

من عزة المسلم ألا يكون مستباحًا لكل طامع، أو غرضًا لكل صاحب هوى، بل عليه أن يدافع عن نفسه وعِرْضِهِ وماله وأهله، والمسلم يرفض إذلال نفسه، حتى لو قتل في سبيل عزته وكرامته، ويبدو ذلك واضحًا في موقف الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فلا تعطِهِ مالك). فقال الرجل: أرأيت إن قاتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (قاتلْه).

فقال الرجل: أرأيتَ إن قتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (فأنت شهيد).

فقال الرجل: أرأيت إن قتلتُه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (هو في النار) [مسلم].

فهكذا يعيش المسلم محتفظًا بكرامته؛ لا يضعف، ولا يلين، ولا يتنازل عن شيء من كرامته وعزته من أجل مالٍ قليل، أو عَرَضٍ دنيوي يزول، وكما جاء في الحديث: (من جلس إلى غني فتضعضع (تذلل) له لدنيا تصيبه، ذهب ثلثا دينه، ودخل النار) [الطبراني].

ولكي يحافظ المسلم على عزته، ويجعل دينه عزيزًا ودولته عزيزة، يجب عليه أن يعمل، ويكد ويتعب؛ حتى تتحقق له القوة، فلا عزة للضعفاء الذين يمدون أيديهم للناس ويأكلون بلا تعب.

تعريف العزة:

? في اللغة تدور حول معاني: الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره.

? في الاصطلاح: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، وهي إحساسٌ يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع.

? وهي ارتباطٌ بالله وارتفاعٌ بالنفس عن مواضع المهانة والتحرر من رِقِّ الأهواء ومن ذُلِّ الطمع وعدم السير إلا وفق ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

? والغاية منها: الرفعة والفخر على الآخرين بلا تكبر وهي نابعةٌ من الخيرية التي ينتج عنها الخير للبشر من مناصرة للفضيلة ومقارعة للرذيلة واحترام للمثل العليا.

? ومن أوصاف الله تعالى وأسمائه [الْعَزِيزُ] أي: الغالب القوي الذي لا يغلبه شيء وهو أيضاً المعز الذي يهب العزة لمن يشاء من عباده. والإيمان بهذا الاسم يعطي المسلم شجاعةً وثقةً كبيرةً به, لأن معناه: أن ربه لا يمانع ولا يرد أمره وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير