تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجوز أن يكون جمع مثنى بالفتح مخففاً من التثنية بمعنى التكرير والإعادة كما كان قوله تعالى: {ثُمَّ ارجع البصر كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] بمعنى كرة بعد كرة وكذلك لبيك وسعديك، والمراد أنه جمع لمعنى التكرير والإعادة كما ثنى ما ذكر لذلك لكن استعمال المثنى في هذا المعنى أكثر لأنه أول مراتب التكرار، ويحتمل أن يراد أن مثنى بمعنى التكرير والإعادة كما أن صريح المثنى كذلك في نحو كرتين ثم جمع للمبالغة، وقيل: جمع مثنية لاشتماله آياته على الثناء على الله تعالى أو لأنها تثني ببلاغتها وإعجازها على المتكلم بها. اهـ روح المعاني للآلوسي

ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني)

الصفة الرابعة: كونه مثاني، ومثاني: جمع مُثَنَّى بضم الميم وبتشديد النون جمعاً على غير قياس، أو اسم جمع. ويجوز كونه جمع مَثْنى بفتح الميم وتخفيف النون وهو اسم لِجعل المعدود أزواجاً اثنين، اثنين، وكلا الاحتمالين يطلق على معنى التكرير. كُنِّي عن معنى التكرير بمادة التثنية لأن التثنية أول مراتب التكرير، كما كُني بصيغة التثنية عن التكرير في قوله تعالى:

{ثم ارجع البصر كرتين} [الملك: 4]، وقول العرب: لَبَّيْك وسَعْديك، أي إجابات كثيرة ومساعدات كثيرة.

وقد تقدم بيان معنى {مثاني} في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} في سورة [الحجر: 87]، فالقرآن مثاني لأنه مكرر الأغراض.

وهذا يتضمن امتناناً على الأمة بأن أغراض كتابها مكررة فيه لتكون مقاصده أرسخ في نفوسها، وليسمعها من فاته سماع أمثالها من قبلُ. اهـ التحرير والتنويرلابن عاشور

ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني) ويجوز أن يكون {مَّثَانِيَ} بياناً لكونه متشابهاً؛ لأن القصص المكررة لا تكون إلاّ متشابهة. والمثاني: جمع مثنى بمعنى مردّد مكرّر، ولما ثنى من قصصه وأنبائه، وأحكامه، وأوامره ونواهيه، ووعده ووعيده، ومواعظه. وقيل: لأنه يثنى في التلاوة، فلا يمل كما جاء في وصفه لا يتفه ولا يتشان ولا يخلق على كثرة الرّد. ويجوز أن يكون جمع مثنى مفعل، من التثنية بمعنى التكرير، والإعادة كما كان قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْن} [الملك: 4] بمعنى كرّة بعد كرّة، وكذلك: لبيك و سعديك، وحنانيك.

فإن قلت: كيف وصف الواحد بالجمع؟

قلت: إنما صحّ ذلك لأنّ الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب، ألا أنك تركت الموصوف إلى الصفة؛ وأصله: كتاباً متشابهاً فصولاً مثاني. ويجوز أن يكون كقولك: برمة أعشار، وثوب أخلاق. ويجوز أن لا يكون مثاني صفة، ويكون منتصباً على التمييز من متشابهاً، كما تقول: رأيت رجلاً حسناً شمائل، والمعنى: متشابهة مثانية.

فإن قلت: ما فائدة التثنية والتكرير؟

قلت: النفوس أنفر شيء من حديث الوعظ والنصيحة، فما لم يكرر عليها عوداً عن بدء، لم يرسخ فيها ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح ثلاث مرات وسبعاً ليركزه في قلوبهم ويغرسه في صدورهم. اهـ الكشاف للزمخشري

ـ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني والقرآن العظيم} (سورة الحجر: 87) و {المثاني} من التثنية وهي التكرير؛ لأن الفاتحة مما تكرر قراءتها في الصلاة وغيرها، أو من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله، الواحدة مثناة أو مثنية صفة للآية. وأمّا السور أو الأسباع فلما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد وغير ذلك، ولما فيها من الثناء، كأنها تثني على الله تعالى بأفعاله العظمى وصفاته الحسنى. اهـ اهـ الكشاف للزمخشري.

أرد فأكرر بأن الاقتراح هو:

تسمية (مثناة أو مثاني القرآن الكريم) بديلاً عن قولنا: (التكرار في القرآن الكريم) سواء في الكلمات أو الآيات أو القصص؛ لأنه للوهلة الأولى، يتبادر معنى التكرار المذموم للسامع؟؟

فما رأي الأساتذة الكرام؟؟

ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Nov 2008, 09:07 ص]ـ

لا زلت أنتظر رأي الأساتذة الكرام سلباً أو إيجاباً .............

ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:10 ص]ـ

نرجع أخي إلى كلام ابن قتيبة وقوله: "مثناة ومكررة".

اقتراحك حسن حين طرح الموضوع بعامة، أما عند الشرح والتفصيل فأنت لا تقرأ الآية بل تريد تفسيرها.

في نظري المؤدى واحد، وإن كان لفظ التكرار توضيح لجانب الكلمة العدي أكثر من كونه إيضاحاً لمعناها الذي يشمل التكرار العددي والفائدة منه.

بارك الله فيك.

ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:57 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل محمد كالو حفظه الله تعالى

فكرتك تحيلنا على قضية في غاية الأهمية. وأعتقد أنه ينبغي لنا أن نمتلك قدرا من الشجاعة للاعتراف بأن كثيرا من الألفاظ والمصطلحات تحتل -بغير حق- مواقع في اللسان العربي الإسلامي. ويستوي في ذلك الخطاب القديم والخطاب المعاصر.

وأعتقد أنه لا يوجد نزاع في ضرورة إعادة الاعتبار للألفاظ القرآنية لكونها أحق بالتعبير عن مفاهيم تعبر عنها حاليا ألفاظ أخرى يُدرى أو لا يُدرى مصدرها.

ولا شك أن هذا أحد أهم الوسائل في حفظ شخصية الأمة وخصوصيتها.

وأما بالنسبة للمصطلح المقترح بديلا عن مصطلح التكرار فهو جدير بالتأمل والدراسة التفصيلية، مع استحضار مصطلحات أخرى والمقارنة بينها تلمسا للأدق والأجمع.

وأذكر أني قرأت للأستاذ الدكتور أحمد أبو زيد كلاما لفت انتباهي منذ أكثر من عشر سنوات، اقترح فيه مصطلح "التصريف" وبيّن أنه أحق بالاستعمال من مصطلح التكرار.

فالمسألة فيها وجوه وتحتاج تحرير وتدقيق.

وفقنا الله تعالى إلى الأحب والأرضى له عز وجل.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير