تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].

بعد هذا كله جاءت هذه الآية لتقول لنا: إذا كان شأن نهار شهر رمضان عبادة الصيام؛ فإن شأن ليل شهر رمضان عبادة الدعاء، وإذا كان الامتناع عن الطعام والشراب في النهار له غاية؛ فإن أعظم الغايات تقوى الله، وبرهانها التوجه إلى الله بالدعاء والإنابة، وبهذا فإن شهر رمضان قد اكتمل نهاره بليله، وتجمَّل ليله بنهاره، ومن علامات تحقيق التقوى في شهر الصيام انطلاق اللسان بالدعاء، وكما قال ابن عطاء الله السكندري في "حِكَمه": "متى أطلق لسانك بالطلب؛ فاعلم أنه يريد أن يعطيك".

فإنه لا ينطلق اللسان بالطلب من العزيز الكريم إلا بعد أن تُحَلُّ عنه عقدة الصمت، ولا تحل هذه العقدة إلا بتحقيق التقوى؛ فإذا ما بدأ المسلم يدعو ربه بأن يهبه الخير والنعم، وأن يُذهب عنه البلاء والفتن؛ فليعلم حينئذ بأن الله سبحانه وتعالى قد وهبه نعمتين: نعمة الدعاء والتوجه والقيام بحق الربوبية وتحقيق معاني العبودية، ونعمة العطاء من الكريم الرزاق، ولا ينطلق اللسان بالتوجه والدعاء إلا بعد أن يطهر قلبه، وينقي سريرته، ويغسل خطاياه بماء التوبة والإنابة، فمن طُهِّر قلبه فُرِّج كربه، ومن تطلَّع إلى الله بعين الذل والصغار والافتقار؛ نظر إليه ربه نظر الرحمة والمغفرة، وأدخله في دائرة العابدين التائبين، جعلنا الله منهم آمين.

فما أحلاك يا شهر رمضان! وما أروعك يا شهر الكرم والاقتراب؛ فنهارك صيام وافتقار بمعرفة ضعف الأبدان، وليلك دعاء وافتقار بمعرفة ضعف النفوس والأرواح، وأعْظِم به من ربٍّ شرع لعباده شهراً يكون لهم عوناً على بلوغ مراتب العبودية والقيام بواجب الربوبية.

فهذا هو السر في توسُّط آية الدعاء مقطع آيات الصيام، ليعلم الناس أن شهر رمضان ليس هو صيام وحسب وإنما هو صيام يتبعه دعاء وقيام، وبهذا يكتمل هذا، وبانفراد أحدهما عن الآخر فإن العبادة لم تُعطَ حقها، وبالفعل فإن شهر رمضان لا يتسع إلا لنفسه، جعلنا الله ممن يفهم مراده من ترتيبه كتابه. آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد في الأولين والآخرين.

المصدر: مجلة الفرقان - الأردن/ العدد 68

ـ[معن الحيالي]ــــــــ[01 Oct 2007, 12:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اما بعد

يبقى القران الكريم مدار التامل والبحث، ومن نعم الله دوام السؤال عن ايات القران ومنها علم المناسبة التي هي نوع من انواع اعجاز القران الكريم ان ترد اية الدعاء بعد ذكر ايات الصوم ويمكن ان نقف عند معاني الصوم قرانيا حتى نصل الى الاية (واذا سالك عبادي عني) والسؤال البلاغي: لماذا جاء ببلاغة الوصل هنا؟،قررت الايات التي سبقت اية الدعاء امر الايمان الذي اساس عبادة الصوم (تمثل في بلاغة النداء)، وفضل الصوم في ترقية المومنين الى مراتب التقوى (لعلكم تتقون) وكلها عبادة محلها القلب لذا ناسب بينها في مطلع الحديث عن عبادة الصوم بقوله (ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ثم اعقبه الحديث عن نزول القران في شهر رمضان تعظيما للقران وبيانا لمكانة الصيام عند الله تعالى اذ فرض فيه.

ويمكن ان نجد لمسة بلاغية من هذه المعاني التي تعد مدراج لتربية النفس ومجاهدة الهوى وبيان الصراط المستقيم والمنهج القويم لكل انسان بل لاي مجتمع ناجح كما يقال اليوم، فهي من الاسس-الايمان الصوم التقوى القران - التي تجعل العبد سعيدا طيب النفس منشرح الصدر مقبلا الى الله تعالى، ومن علامات ادامة الاقبال والمسارعة الى رضى الله تعالى كثرة الدعاء التي تيبن ذلة العبد الى خالقة وحده فبعد ان تخلق بالولاء صائما واستمع القران راجيا فليكن للدعاء خلقا في سلوكه فاننا نرى والله اعلة ان الدعاء ثمرة من ثمرات عبادة الصوم.

ومن جهة اخرى فان سياق الاية الكريمة يتحدث عن السؤال والقرب والدعاء باب من ابوابه اي فاذا تقرب العباد بالصوم في رمضان وسماع ايات القران فعليهم ان لا يغفلوا عن الدعاء (لعلهم يرشدون) وهنا سر الاية والله اعلم.

لا تنسونا وسائر المسلمين من دعاء الخير

ـ[النجدية]ــــــــ[02 Oct 2007, 02:14 م]ـ

بسم الله ...

رعاكم ربي أساتذتي الكرام

و لا حرمنا من فضلكم ...

و دمتم في حفظ المولى

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير