تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 11:40 ص]ـ

تيه بني إسرائيل أخي الحبيب عقوبة من الله لهم، والعلل المادية لا أظنها تؤثر في ذلك فمعرفتهم للطريق أو دلالتهم عليها لم تكن لتنفعهم، وكذلك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعاً من الدخول كل هذه المادة لو كان ذلك ممكناً قدراً لهم.

الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن حفظك الله ورعاك

العقوبة التي أوقعها الله على بني اسرائيل هي تحريم الأرض المقدسة عليهم أربعين سنة، وإذا كان الله حرمها عليهم فماذا كان أمامهم أن يفعلوا؟ ليس أمامهم إلا أن تيهوا في الأرض أي يعيشون بلا هدف.

كان يصح أن نقول أن التيه هو العقوبة لو أنهم كانت عندهم الإرادة للدخول فحال عدم معرفتهم للطريق دون ذلك أربعين سنة لكن الأمر على خلاف هذا. وبخاصة أن نبي الله موسى مكث بين أظهرهم حسب بعض الروايات مع أني أشك في ذلك لأن موسى دعا الله أن يفرق بينه وبينهم. ثم أيضا إن صلتهم بالأمصار من حولهم كانت ممكنة ألم يسألوا موسى عليه السلام تبديل الطعام فأجابهم إلى ما سألوا فقال "اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ"؟

أما قولك تفرقهم واختلافهم لا يكفي مانعا ............

فأقول إن تفرق كلمتهم واختلافهم هو جزء من العقوبة إن لم يكن هو العقوبة ذاته، لقد اختلفوا على نبيهم موسى عليه الصلاة والسلام وقالوا له ما قالوا ولهذا حرمت عليهم، ولو اجتمعت كلمتهم فيما بعد فلن يتأتى لهم الدخول بسبب التحريم لا بسب عدم معرفة الطريق.

ولذلك ذهب الجاحظ إلى أن هذا نوعٌ من الصَّرفة لبني إسرائيل عقوبة لهم. بمعنى أن صرفاً قدرياً إلهياً حال بينهم وبين سلوك الطريق، ثم قد تكون العلةُ ما تفضلتم به أو غيره. لكن المؤكد أنهم قد حيل بينهم وبين الهداية للطريق الصحيح المخرج من تيه صحراء سيناء عقوبة لهم. .

وهذا هو محل الخلاف أخي الفاضل

نقول يصح كلام الجاحظ لو أن إرادة الدخول كانت موجودة أو أنها وجدت فيما بعد، ولكن هذا لم يحدث.

وإن كان - في نظري القاصر - لا يسمى الاختلاف في دخول بيت المقدس تيهاً بهذا المعنى الذي ذكره الله بقوله: (يتيهون في الأرض) مما يدل على أنهم يتلمسون الطريق ولكن دون جدوى، وهنا تكمن العقوبة والابتلاء لهم حيث إنهم يشعرون بحسرة السجن في أرض غير مترامية الأطراف ومع ذلك يتيهون فيها.

مع أني لم أستوعب هذا المقطع من كلامك إلا إني أقول:

أين الدليل على أنهم كانوا يتلمسون الطريق؟ وكيف يكون ذلك وهم قد رفضوا الدخول؟ وكيف يكون ذلك وقد قال الله لموسى عليه السلام"فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"؟

ولم يتبين لي مقصدك بالعنوان، وهل تقصد أن الشيخ محمد الأمين لم يتصور المقصود بشكل دقيق فوقع في الوهم في تفسيره الذي تعقبته.

لا شك أن التصور غير الدقيق يوقع في الوهم في التفسير وفي غيره، ولكن هل كان التصور هنا غير دقيقاً يا ترى؟

مع جزيل الشكر لكم أخي محب القرآن الكريم على فوائدك المتتابعة في الملتقى نفع الله بكم.

أما عن مقصدي بالعنوان فهو واضح وهو كما ذكرت وهو أن الشيخ قد بنى كلامه على أقوال سبقت لا تستند إلى دليل صحيح دون تصور كامل للأحداث التي مر بها بنو إسرائيل في تلك الفترة، وهو واضح من تعليله الذي ذكره رحمه الله تعالى في قوله:

وهم في فراسخ قليلة من الأرض، يمشون ليلهم ونهارهم ولم يطلع عليهم الناس حتى انتهى أمد التيه، لأنهم لو اجتمعوا بالناس لبينوا لهم الطريق."

وأعتقد والله أعلم أن هذا الأمر أقصد " التصور غير الدقيق" هو السبب في اختلاف أقوال المفسرين في قضية سد ذي القرنين.

شكر الله سعيك أخانا الفاضل وبارك جهودك وجعل ما تقوم به من خدمة كتاب الله في موازين حسناتك.

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[12 Apr 2009, 12:06 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي محب القرآن جزاكم الله خيرا على فوائدكمالقيمة في الملتقى.

أما ماذكرت أخي -وأتمنى أن أكون قد وفقت في فهم قصدك من العنوان- فأظن والله أعلم أنك لم تتصور بدقة كلام الشيخ. لأن كلامه الذي اقتبسته لم يكن في تفسير الآية المذكورة وإنما في معرض حديثه رحمه الله عن القدح في القياس الاستثنائي أوالشرطي من جهة الشرطية والاستثنائية معا.

ليخلص في الأخير إلى رد زعم منكري تواجد يأجوج ومأجوج وراء السد إلى الآن.

فقاس عدم اطلاع الناس عليهم رغم تطور طرق المواصلات على عدم اطلاع الناس على بني اسرائيل مدة التيه: عقابا لهم.

وهذا أخي الحبيب مبين في السنة كما أشار الشيخ رحمه الله. فيكون عقابا لبني اسرائيل، واختبارا لنا من باب التصديق والتسليم بعد صحة الخبر والنقل عن رسول الله.

ولو أكملت كلام الشيخ رحمه الله بعده لتبين لك مقصد هذا كله:

حيث ختم الفقرة مبينا لنا حقيقة التفويض والتسليم والتصديق بعد تأكد صحة النقل. فقال رحمه الله: وعلى كل حال فربك فعال لما يريد.

الأخ الفاضل يوسف

شكرا على تفضلك بالمداخلة

أما كلام الشيخ رحمه الله فأنا أخذته من الموضع الذي ذكرت أنت وقد أشرت إلى ذلك في مشاركتي.

وهذا ما دفعني للكتابة في الموضوع كمقدمة بين يدي الكلام عن أثر التصور غير الدقيق في أقوال بعض المفسرين في سد يأجوج ومأجوج، ولعلي أطرحه في مشاركة قادمه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير