الأمر الجدير بالتأمل فيه في هذه الآية الكريمة هو عظيم فضل الله على عباده المؤمنين، فهؤلاء حملة العرش والله وحده يعلم عددهم وحقيقتهم وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحدهم فقال:
" أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ" رواه أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
ثم الملائكة الذين حول العرش والله وحده يعلم عددهم،وقد قال الله تعالى في آية أخرى:
(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الشورى (5)
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله"رواه أحمد وغيره من حديث أبي ذر وصححه الألباني.
كل هؤلاء يدعون بتلك الدعوات للمؤمنين:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) سورة غافر
فما أعظم فضل الله على المؤمنين!
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:18 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-
1 - الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.
2 - مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.
3 - طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.
4 - إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.
ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 02:34 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،
وبعد،،،
عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-
1 - الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.
2 - مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.
3 - طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.
4 - إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.
ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
الأخ الفاضل وليد شحاته حفظك الله
ما ذكرتَه من الفروق بين طبيعة الإنسان والملك صحيح.
وهذه الفروق التي تفضلت بالإشارة إليها لا تمنع من فهم آيات القرآن. وليس في محاولة فهم آيات القرآن إقحام للنفس فيما لا قبل لها به.
بل نحن مطالبون بتدبر القرآن وفهم آياته ومراد الله تعالى بخطابه.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[14 Apr 2009, 10:53 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،
وبعد،،،
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على التنبيه بضرورة بذل الجهد لفهم القرآن،
والمتابع لحديث القرآن يلحظ الفرق بين إيمان الملائكة وإيمان البشر،
إيمان الملائكة إيمان مطبوع لا يتجزأ ولا يتفرق ولا يتغير، أما إيمان البشر إن كان يبدأ بالفطرة فهو عرضة للتغير بالتهويد أو التنصير أو غير ذلك كما تخلق البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!
إيمان البشر عرضة للزيادة بالعلم النافع والعمل الصالح وعرضة للنقصان بالعلم الضار والعمل الفاسد، أما إيمان الملائكة فلا يزيد ولا ينقص فهو إيمان مطلق وطاعة مطلقة وهذا الوضع يناسب ما خلقوا له.
إيمان البشر تتدخل فيه عوامل عدة منها حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والتجارة والمساكن يرضونها والآباء وغير ذلك، أما الملائكة فلا علائق لديهم تعوق إيمانهم وهذا لضمان تنفيذ ما وكلوا به بكل دقة وأمانة حتى تتيسر حياة البشر على الأرض.
وهذا ماقصدته بقولي في المشاركة السابقة، ومن ثم من سعى لفهم القرآن لا غبار عليه أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة،
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
¥