ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:21 م]ـ
أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة، والله الهادي إلى سبيل الرشاد
الأخ الفاضل
كل ما ذكرته صحيح، لكن كل الذي ذكرته هو مقارنة.
فلماذا تذكر الفروق بينهما، ثم تقول لا تقارن؟
ثم الأمر كله يدور حول معنى إخبار الله تعالى عن الملائكة بقوله " يؤمنون به" وقد ذكرنا معناه، وهو أنهم يؤمنون به تعالى ويتضمن ذلك: الإيمان بوجوده والإيمان بأسمائه وصفاته في حدود ما علمهم الله، فقد أخبر الله عنهم أنهم قالوا " لا علم لنا إلا ما علمتنا.
فالمسألة ليس فيها إشكال أخانا الكريم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 Jul 2009, 03:19 م]ـ
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
عن هذا التقسيم للإيمان هل هو صحيح أو لا؟ الإيمان خمسة: إيمان مطبوع وهو إيمان الملائكة، وإيمان معصوم وهو إيمان الأنبياء، وإيمان مقبول وهو إيمان المؤمنين، وإيمان مردود وهو إيمان المنافقين، وإيمان موقوف وهو إيمان المبتدعة؟.
فأجاب:
أقول في هذا التقسيم: إنه ليس بصحيح، لا من أجل التقسيم؛ لأن التقسيم قد يكون صحيحاً في أصله، ولا مشاحة في الاصطلاح والتقسيم، لكنه ليس بصحيح في حدِّ ذاته؛ فإن المنافقين قد نفى الله الإيمان عنهم في القرآن، فقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) البقرة/ 8، وإيمان البشر مطبوعون عليه لولا وجود المانع المقاوم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) – رواه البخاري ومسلم -.
صحيح أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، وصحيح أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يمكن أن يرتدوا بعد إيمانهم، ولكن التقسيم الثاني غير صحيح , وهو أنه جعل الملائكة مطبوعين على الإيمان دون البشر، والبشر - كما تقدم - قد طبعوا على الإيمان بالله وتوحيده، وخيرٌ من ذلك: أن نرجع إلى تقسيم السلف الصالح؛ لأنه هو التقسيم الذي يكون مطابقاً للكتاب والسنَّة؛ للإجماع عليه، وهو: أن الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان، واعتقاد بالجنان.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (1/ 29).