تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عن مجلسه إلا بجائزة سنية، وعطية هنية، ويغايظ الجماعة من الشعراء وغيرهم لأنهم يعلمون أن أبا عيسى لا يقرض مصراعا، ولا يزن بيتا، ولا يذوق عَرُوضا".

ولدينا كذلك أبو العلاء المعرى، الذى اتُّهِم من قِبَل بعض كتاب عصره وما بعده بالزندقة والإلحاد بناء على أشعار منسوبة إليه. إلا أن من الباحثين الكبار من يشككون فى هذه الأشعار مؤكدين أن بعضها قد فُهِم على غير وجهه، وبعضها الآخر، وهو الأخطر، قد نُحِل للرجل نحلا. ويمكن الرجوع فى ذلك إلى ما كتبه د. شوقى ضيف مثلا فى الدفاع عن المعرى فى كتبه: "عصر الدول والإمارات- الشام" و"فصول فى الشعر ونقده" و"الفن ومذاهبه فى الشعر العربى". ولعل فى المثال الواحد التالى الغناء عن التطويل فى ذلك الموضوع، فقد ذكر د. شوقى ضيف (عصر الدول والإمارات- الشام/ دار المعارف/ 1990م/ 174) أن ثم بيتا فى "لزوميات" المعرى يجرى على النحو التالى:

قد ترامت إلى الفساد البرايا واستوت فى الضلالة الأديانُ

"والبيت، على هذا النحو، يلصق تهمة الإلحاد بأبى العلاء" كما يقول الأستاذ الدكتور لولا أن ثم رواية أخرى فى شرح ابن السِّيد البطليوسى للمختار من "اللزوميات" أقدم من غيرها من روايات هذا الديوان، ومن ثم فهى أقمن بالتصديق منها. وهذه الرواية تقول:

قد ترامت إلى الفساد البرايا ونهتْنا، لو ننتهى، الأديانُ

وفضلا عن ذلك فأشعار الرجل وأنثاره مفعمة بما يدل على إيمانه بالله وحبه للإسلام وتمجيده للقرآن الكريم، وذلك رغم حملته على من اتخذوا الدين حرفة لاختلاس الدنيا، وسخطه على تشتت المسلمين فرقا متناحرة.

وفى العقود الأخيرة بالذات شاعت سرقة الكتب العربية والأجنبية. وعلى سبيل المثال تعرض كتابى: "فضيحة العصر- قرآن أمريكى ملفق: الفرقان الحق" لسرقته كله تقريبا بما فيه تنويهى فى المقدمة بالجهد الذى بذلته والوقت الذى أنفقته فى البحث عن كتاب "الفرقان الحق" على المشباك. سرقه شاب لا يزال فى أول الطريق، وحتى الآن لم يصح منى العزم على عمل أى شىء تجاه اللص. ومن الأسماء الرنانة من يشترى أصحابها الكتب ودواوين الشعر من مبدعيها ويضعون أسماءهم عليها بوصفهم هم المؤلفين. أى أن الشعر الجاهلى ليس بدعا فى مسألة الشك والنحل واضطراب النسبة.

ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Apr 2009, 01:45 م]ـ

الأستاذ الدكتور إبراهيم محمود عوض

ما شاء الله عليك

فأنت رائع فيما تكتب وتسطر وتدافع وتنافح بروح إسلامية تذكرنا بالجيل الماضي من عمالقة الكتاب، والله يبارك فيك وفي نفسك الطيب الطويل الماتع الشائق الجذاب ..

وحججك وبراهينك الجاهزة، والتي تطبخها على نار هادئة؛ لكنها تصبح شواظا حارقة كاوية على أعداء العروبة والإسلام ..

أستاذنا الفاضل وشيخنا الفاضل الكريم

هذه قراءة أولية سريعة؛ لكن أتعبني خطها الناعم؛ لذلك حملتها على حاسوبي كي أكبرها؛ ومن ثمة أعود إليها في قراءة متأنية ..

شكرا لك، وبارك الله فيك، وفي عمرك، لاجف قلمك، ولا عدمناك

وجزاك الله خيرا

ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[21 Apr 2009, 08:23 ص]ـ

أستاذي الفاضل

كل الشكر والتقدير لشخصك وقلمك

أسأل الله العظيم أن ينفع بك

ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[04 Jun 2010, 07:54 م]ـ

الزملاء والأصدقاء الكرام، أنا لا أدخل المنتدى إلا على فترات متباعدة عادة، ومن ثم لا أستطيع دائما أن أرد على التعليقات الكريمة التى تتحفوننى بها. وفضلا عن ذلك فإننى بوجه عام أشعر بالخجل من هذا الرد. فأرجو ألا يداخلكم أى شعور غير طيب إذا لم تجدوا منى تعقيبا على التعقيب.

ولكن ما دمت قد كتبت شيئا هنا فلا بد أن أقول هذه المرة بالمرة إننى مدين لكم بالسرور بسبب تعليقاتكم اللطيفة التى أرجو أن أكون مستحقا لها ولو بنسبة واحد فى المائة. بارك الله فيكم.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[05 Jun 2010, 01:06 ص]ـ

مساكم الله بالعافية حضرة الدكتور الفاضل إبراهيم عوض، ثم أما بعد.

فقد قرأت ما كتبتم في هذا الموضوع، وكيف أنكم جعلتم مقولة "الشك في الشعر الجاهلي" منسوبة لابن سلام الجمحي رحمه الله. وأنه أبو بجدتها، وحامل لوائها.

وقد بينت في المقالة دليل ذلك، معتمدا على النظر في ثنايا كلامه، وما ذكره في بساط حديثه من إشارات دالة على هذا المذهب، الذي رأيتم أنه مذهب له، وأنه قائل به.

ولما كان المعهود المتعارف عكس ما ذكرتم، وكان ما أتيتم به فيه جدة وفضل نظر، استوقفني بعض ما لم يبن لي فيه وجه الصواب فيما ذكرتم، فأحببت أن أستفسركم عنه، وأذاكركم بما وقفت عليه، قصد تصويبه وتسديده.

1/ قولكم في التعليق على الفقرة الأولى: "وهو لم يذكر العرب فى هذا الكتاب ولا أتى على ذكر فرسانهم وأشرافهم وأيامهم، ولم يتعرض منهم إلا للشعراء فحسب".

هذا النفي منكم فيه نظر وتوقف. لأنني رأيت الكتاب كله في ذكر العرب، وما يتعلق بهم من أخبار. وأما ذكر فرسان العرب وأيامهم وأشعارهم، فإخال أن ابن سلام قد وفى بشرطه، وحسبنا أنه ذكر جملة من فرسان الشعراء وشجعانهم. كعنترة بن شداد وعمرو بن كلثوم، وحصين بن الحمام المرى الذي وصفه بأنه: فارس شاعر شريف

ونهشل بن حرى قال فيه: شاعر شريف مشهور.

وأما الأشراف فكقوله: وسحيم بن وثيل الرياحي شريف مشهور الأمر في الجاهلية

وقوله: نهشل بن حرى شاعر شريف مشهور. وقوله: وأبو محجن رجل شاعر شريف.

وأما الأيام فنجد فيه ذكرا لخمسين يوما ونيف من أيام العرب، وقد ذكرها في الفهرس محقق الكتاب الأستاذ محمود شاكر رحمه الله.

فعلى هذا يكون ابن سلام قد ذكر الكتاب واصفا محتواه غير متزيد في القول، ولا مدع ما ليس موجودا.

فهذه المسألة الأولى. وقد يقيت لي تساؤلات أخرى أثبتها لاحقا. بعد الفراغ من كل مسألة على حدة.

ودمتم بألف خير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير