في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) القصص.
سحران تظاهرا فسرت بتفاسير كثيرة؛ (التوراة والإنجيل)، أو (الإنجيل والقرآن)، أو (التوراة والقرآن)، على قراءة عاصم، والكسائي، وخلف ويعقوب.
والتفسير الأخير هو الأرجح لارتباط الكتابين بموسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام
والفرق كبير بين الكتابين في زمن النزول، واللسان الذي أنزل بهما، وتأثيرهما على المؤمنين بهما؛ فثبتت لذلك الألف فيها.
وعلى قراءة البقية؛ "ساحران" فالمقصودان هما؛ (موسى وهارون)، وقيل (موسى ومحمد)، عليهم الصلاة والسلام جميعًا،
فسقوط ألف اسم الفاعل (الأولى) منهما علامة على تعادلهما فيما وصفا به من السحر، وأن مراد قولهم الذم فيهما، وقد تظاهرا أي تعاونا على إسناد بعضهما لبعض مما يبين تميز كل منهما عن الآخر، وعلى ذلك أثبتت ألف الاثنين في "ساحران" وفي "تظاهرا"
والله تعالى أعلم.
الكلمة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف السامري
ورد اسم الفاعل "السامريّ" ثلات مرات؛ ثبتت ألف في موضعين، وسقطت في موضع واحد فقط:
في قوله تعالى: (قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ (85) طه.
وفي قوله تعالى: (قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) طه.
وفي قوله تعالى: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ ياسَامِرِيُّ (95) طه.
اسم السامري من مادة "سمر" والسمر هو السهر مع جمع في ظلمة الليل في غير مكانه، خلاف السهر في نفس المكان من ذهاب النوم؛ وذلك مما دلت عليه حروف الكلمتين، والاشتراك بينهما هو في التفلت من النوم وهذا من؛ (سين التفلت)، والتزام الصحو وعدم النوم مع مجيء الليل وهذا من؛ (راء الالتزام).
قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ ءايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67) المؤمنون.
واسمه دال على فعله، فهو قد تفلت وخرج من توحيد الله تعالى؛ ليظل في صحو في ظلمة الكفر والإشراك بالله مع من غواهم من بني إسرائيل.
وثبات ألف السامري في الآية الأولى والثانية لأجل فعله في مد عبادة قومه إلى عبادة غير الله عز وجل؛ فعبدوا العجل، وارتفاع شأنه في قومه، فثبتت ألف المد فيه لأجل ذلك.
وأما حذفها في الموضع الثالث؛ فلأجل أنه في موضع المساءلة على قبح عمله في إضلال قومه، وذلك بعد رجوع موسى عليه السلام إلى قومه، وبيان الضلال الذي وقعوا فيه، فسقطت لذلك الألف في اسمه بعد انكشاف أمره، وانتهاء ضلالته، وسقوط شأنه.
وكذلك سقطت ألف سامرًا؛ لأن هذا الحديث هو في الآخرة عن الدنيا بعد انتهائها، وتذكيرهم بسمرهم الذي أوردهم ما آلوا إليه من الخسران في الآخرة.
الكلمة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف شاهد
ورد اسم الفاعل "شاهد" سبع مرات؛ ثبتت ألف في أربعة مواضع، وسقطت في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنْ الْكَاذِبِينَ (26) يوسف
وفي قوله تعالى: (قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَاءِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) الأحقاف
وفي قوله تعالى: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) البروج
وفي قوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنْ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (17) هود.
شهد شاهد - في سورة يوسف - فأخذ بشهادته على امرأت العزيز.
¥