بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف ظالم
الظالم هو الذي مد نفسه بحق غيره أو حوله إلى غيره، وعلى ذلك فقد ثبتت ألف ظالم في المواضع الخمسة التي ذكر فيها الظالم المفرد المذكر؛
في قوله تعالى: (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا (75) النساء.
وفي قوله تعالى: (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) الكهف.
وفي قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) الفرقان.
وفي قوله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) فاطر.
وفي قوله تعالى: (وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) الصافات.
أما القرى الظالمة فد وردت أربع مرات؛ أثبتت ألفها في ثلاث مواضع؛ وحذفت في موضع واحد؛
وفي قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) هود
وفي قوله تعالى: (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا ءاخَرِينَ (11) الأنبياء
وفي قوله تعالى: (فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) الحج
وفي قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ (48) الحج
وكم من قرية كانت ظالمة أي قائمة بالظلم وكأين من قرية أمليت لها أو أهلكناها وهي ظالمة أي كانت على الظلم فاعلة له أي هي مدت عبادتها إلى غير الله فأشركت به وعصت أمره فأهلكها لذلك ثبتت ألف المد فيها ولولا هذا المد في الظلم لما هلكت.
أما آية هود ففيها شرط إذا أخذ القرى وهي ظالمة فهذه القرى لم تتعين ولا تؤخذ بأخذ أليم شديد حتى تكون ظالمة فقيام الظلم فيها ليس محققًا وإنما هو تمثيل لما يكون بما قد كان فسقطت ألف المد منها في هذا الموضع فقط.
أما الظالمون بصيغة الجمع؛ فقد ورد (33) مرة مرفوعًا، و (91) مرة منصوبًا أو مجرورًا؛ وقد أسقطت الألف على قاعدة تساوي أفراد الجميع، إلا إذا وردت قرينة بخلاف ذلك؛
كما في قوله تعالى: (وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) البقرة
وفي قوله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ (35) البقرة
وأثبتت ألف الظالمين في موضعين وحيدين مضافين؛
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) النساء.
وفي قوله تعالى: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (28) النحل.
والعلة في ثبات الألف؛ أن ظلم الظالمين الذين تتوفاهم الملائكة قائم فيهم وقت الوفاة، وأنه لم يكن هناك تساو بينهم في زمن الوفاة، ولا مكان الوفاة، فكل واحد منهم له زمنه ومكانه الذي يتوفى فيه. فهم متفرقون في أزمنة كثيرة، وأماكن متباعدة كثيرة، وعلى ذلك كان إثبات الألف في هذين الموضعين من صيغ الجمع فقط.
وحذفت الألف في اسم الفاعل بصيغة المبالغة (ظلاَّم) في أربع مواضع،
¥