تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

الكلمة الثانية والعشرون

حذف وإثبات ألف أضعافوردت "أضعافاً" مرتين؛ ثبتت الألف في إحداهما، وحذفت في الثانية؛

في قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.

وفي قوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران.

في الأولى يزداد القرض الحسن زيادة كبيرة، وعلى ذلك ثبتت ألف المد فيها.

وفي الثانية يقطع مضاعفتها النهي عنها، وبيان حرمتها، وعدم فلاح صاحبها؛ وعلى ذلك كان حذف ألفها.

ولنفس السبب حذفت ألف مضاعفة كذلك.

ووردت "ضعافاً" مرة واحدة؛ حذفت فيها الألف؛

في قوله تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (9) النساء.

ضعافًا أي ضعفاء عن القيام بقضاء حاجاتهم، والإنفاق على أنفسهم، لعدم بلوغهم مبلغ الرجال، ووجود هؤلاء واقع تحت تحقق "لو" الشرطية؛ فعلى ذلك سقطت الألف منها.

ووردت "ضعفاء" في أربعة مواضع؛ حذفت الألف في موضعين، وثبتت في موضعين؛

في قوله تعالى: (وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ (266) البقرة.

في قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ (91) التوبة.

القاعدة في الرسم ألا تكتب ألفين متتالين لأن المدين المتتاليين يعدان مدًا واحدًا.

ولذلك جرى ترجيح الحذف لصورة الهمزة.

والقاعدة في رسم الكلمات أن يراعى كيفية الابتداء بها، والوقوف عليها.

والقاعدة في كتابة الهمزة المتطرفة في نهاية الكلمة التي يوقف عليها بالسكون؛ أن تكتب بحركة ما قبلها، فإن كان ما قبلها حرف مد، وهو ساكن سكونًا ميتًا؛ أن تكتب الهمزة على السطر، وهذه الهمزة التي تكتب على السطر، أو فوق حروف المد الثلاثة؛ هي من الإضافات على الرسم القرآني.

ولما كانت كتابة الكلمة على أصل الوقف والسكون، وهو يفيد الانقطاع؛ كان ضعف الضعفاء من النوع الذي ينقطع؛

ففي الموضع الأول ضعف الصغار ينقطع ببلوغ مبلغ الرجال، والقدرة على العمل والكسب.

وفي الموضع الثاني ينقطع ضعف الفقراء بحصول الغنى، وانقطاع الفاقة.

أما الضعف في الموضعين الثالث والرابع فهما من النوع الذي لا ينقطع؛

في قوله تعالى: (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاؤا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا (21) إبراهيم.

وفي قوله تعالى: (وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاؤا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنْ النَّارِ (47) غافر.

الهمزة المتطرفة لا تعرف حركتها إلا عند مواصلة القراءة، وهمزة الضعفاء مضمومة في هذين الموضعين، فكتبت الهمزة على الواو على وضعية الاستمرار؛ لأن هؤلاء كانوا ضعفاء في الدنيا، فاستمر ضعفهم في الدنيا والآخرة، وكان الوصف لهم بالضعفاء في الحديث الذي جرى بينهم في الآخرة.

وحذفت الألف الأولى على تساوي هؤلاء الضعفاء في المصير الذي انتهي بهم في نار جهنم،

وزيدت ألف بعد الهمزة علامة أن دركات هؤلاء الضعفاء غير متساوية؛ فكل واحد منهم على حسب أعماله في الدنيا، فقارون مثلاً؛ اقترف من الإثم أكثر بكثير من جنود فرعون، ومن تولى قتل الأطفال بأمر فرعون غير من كان عمله في حراسة فرعون فقط، أو كان يعد طعامه وشرابه.

ورد الفعل "يضاعف" في تسعة مواضع؛ وقد حذفت ألفه في الجميع؛

وكان منها بصيغة المبني للمعلوم (يُضَاعِفُ) في خمسة مواضع، وهي في مضاعفة الحسنات. لأن الخير ينسب إلى الله تعالى؛ وواحدة بصيغة المبني للمجهول للمصدقين الذي يخفون صدقاتهم ولا يجاهرون بها؛

في قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير