العرش، وغير ذلك من هذه الخرافات التي لا أصل لها، ومن المفارقات العجيبة أن هنالك كثيراً من المواقع في الانترنت التابعة لأهل الكتاب تحاول التقاط هذه الإسرائيليات من التفاسير فإذا وجدتها احتفت بها احتفاء عظيماً وحذفت وأضافت ثم نسبتها إلى المفسر أولاً ثم حاولت وتحايلت حتى نسبتها إلى القرآن العظيم نفسه؛ وهم أحق بها لأنها منهم اجتلبت وعنهم أخذت.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[12 May 2009, 10:05 م]ـ
2/ عدم التعويل على الأقوال الواهية للأمم الأخرى:-:
سبق الحديث عن دخول الإسرائيليات إلى الفكر الإسلامي والتحذير من محاولة تفسير القرآن بها، وفي هذا المضمار أيضاً يتناول الباحث مشكلة من المشكلات الخارجية التي لها أثر بالغ السوء عند محاولة فهم القرآن بها؛ وهي التأثر بأقوال الأمم الأخرى التي لا دليل عليها؛ وذلك نحو التأثر بأقوال فلاسفة اليونان نحو أفلاطون وأرسطو وسقراط وفيثاغورس وغيرهم ومحاولة قرن ذلك بمعاني القرآن ومضامينه الإلهية. وقد مال بعض الفلاسفة الإسلاميين إلى التأويل ولي أعناق المعاني حتى توافق آراءهم الفلسفية؛ وقد حكَّم هولاء الفلاسفة النظريات الفلسفية في القرآن حتى ذهبوا إلى أن كل ما خالف تلك النظريات من القرآن والسنة فهو قابل للتأويل؛ ولم يزل بعض هولاء الفلاسفة يؤولون حتى زعموا ـ استناداً على رأي أفلاطون ـ أن الحقائق التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هي أمثال خيالية ورموز وإيماءات ومَن لم يقف على معاني رموز الرسل ـ عندهم ـ لم ينل الملكوت الإلهي، و محمد صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يوقف الأعراب الجفاة على أسرار العلم، ولما كانت حقائق الدين ـ عند هولاء الفلاسفة ـ أمثالاً خيالية ورموزاً وإيماءات فقد ذهب ابن سينا والفارابي وغيرهما إلى تأويل ما جاء به القرآن حتى يوافق معطيات الفلسفة اليونانية.
وقد فسر ابن سينا قوله تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ) بأن العرش هو الفلك التاسع الذي هو فلك الأفلاك، والملائكة الثمانية هي الأفلاك الثمانية التي تحت الفلك التاسع.
ومثل ما كان الأخذ من فلاسفة اليونان خطراً فكذلك الأخذ من المنظرين والفلاسفة المعاصرين مما لا دليل عليه من آرائهم وكذلك علماء الإنسانيات والاجتماعيات؛ إلا إذا ثبت قولهم يقيناً، ولا يقف الأمر على ذلك بل يتعداه إلى علماء الطبيعيات أيضاً في فرضياتهم ونظرياتهم، أما ما ثبت حساً من أقوال علماء الطبيعيات وعلماء الإنسانيات والاجتماعيات فإنه يؤخذ بلا ريب.
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[12 May 2009, 10:07 م]ـ
أخيرا أرى أن المشكلة ليست في جزئيات العلم بالمنظور الغربي فحسب بل هنالك مشاكل أكثر ضخامة تتعلق بفلسفة هذا العلم ومنهجيته ونحو ذلك ولأجل ذلك كان له العلم طبيعته التي يجب بيانها قبل بناء الإعجاز العلمي على معطياته الجاهزة ومن ذلك الآتي:
العلم في الغرب تم بناؤه بعيدا عن الوحي ابتداء:-
سبق أنه تم إقصاء الدين والتفكير الديني عن مجالات العلم تماما فنشأ العلم بناء على هذا الأساس في كافة جوانبه ولذلك تم فيه تعميق النزعة المادية وجُعل الإنسان هو مركز الثقل في العالم. ومعلوم أن الحس مصدر للمعرفة، ولكنه ليس المصدر الوحيد الذي تستبعد له المصادر الأخرى، ولكن لما سادت الوضعية انحصر العلم في دراسة المادة، ثم عمم ذلك على كل شيء
الوجود تابع لنظرية المعرفة وليس العكس في الفكر الغربي:-
جعل الفكر الغربي الوجود تابعاً للمعرفة؛ ولذلك ينحصر الوجود لديهم في هذا العالم المشاهد الذي تستطيع الحواس إدراكه ولذلك ذهب بعضهم إلى أن العالم يوجد فقط عندما نتعامل معه
والحق أن الوجود أكبر بكثير من إدراك الإنسان، ولهذا أقسم تعالى بما نبصر وما لا نبصر أي بهذا المحسوس لدينا وما لا نحس من الوجود فهم لا يدركون إلا القليل.
القاعدة المادية لمفاهيم العلم في المنظور الغربي:-
¥