ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[19 May 2009, 11:51 ص]ـ
نقلته للاستفادة من كلام أهل العلم بالمنتدى تعليقاً على هذا المقال لا اتباعاً لرأي الكاتب ولا إعجاباً به، ولم أذكر كاتب المقال ومصدره كي يكون النقد موضوعياً دون النظر إلى كاتب المقال.
معرفة كاتب المقال ضرورة لمعرفة المنطلق الذي يكتب منه حتى يكون النقد موضوعياً.
والكاتب هو محمد عابد الجابري والمقال منشور بجريدة الاتحاد الأمارتيه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 May 2009, 01:52 م]ـ
الأخوة الكرام .... السلام عليكم،
1. تعبير (سبب النزول) لا يُقصد به السبب بالمفهوم الأصولي، أي ما يترتب على وجوده الوجود وعلى عدمه العدم. وإنما هو في حقيقته من قبيل التناسب. وسبق أن طرح مقال في هذا المنتدى يقترح تعبير (مناسبة النزول).
2. القرآن الكريم في اللوح المحفوظ قبل نزوله، وبالتالي لا علاقة لسبب النزول بالسياق، لأن السياق موجود قبل حصول الحادثة. ونزول آيات لمناسبة معينة فيه معاني تربوية عدديدة.
3. لم تكن الآيات تنزل متتالية. ومن هنا نجد على سبيل المثال أنّ الآية 281 من سورة البقرة نزلت قبل الآيات 282 ــ 286. والسياق لم يكتمل ولم يتم إلا بعد اكتمال نزول القرآن الكريم. بل إن بعضَ آية قد ينزل بعد حين، كما في الآية 3 من سورة المائدة؛ فقد نزلت الآية الكريم ثم نزل ــ بعد حين ــ بعضها وهو:"الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ ديناً". ومن هنا لم يوفّق الكاتب في نظرته النقدية لأنه لم يلتفت إلى تاريخ نزول القرآن الكريم.
4. قول الله تعالى: يسئلونك ... قل .. " يؤكد وجود مثل هذه التساؤلات التي تنتظر الجواب. أما الجواب فكان ينزل وفق الحكمة الربانية. وقد يأتي الجواب سريعاً وقد يتأخر.
5. السور القرآنية أيضاً لم تنزل وفق ترتيب المصحف، ولم تكن السورة تنزل دفعة واحدة ــ مع وجود سور نزلت دفعة واحدة ــ بل قد تمضي سنوات قبل أن يكتمل نزول سورة بعينها؛ فالبقرة مثلاً من أوائل ما نزل في المدينة وآخر ما اكتمل من السور.
6. نزول آية لسبب بعينه لا يُحتّم أن يكون كل ما ورد في الآية له نسب بسبب النزول. وسبب النزول يساعد على الفهم والسياق أيضاً يساعد على الفهم. فلماذا يُصر الكاتب على تمزيق النص ليجعل الآية مقتصرة في الإجابة على السؤال المطروح أو السبب المناسب؟!!
وأخيراً نلاحظ أن الكاتب ــ ولا يهمني معرفة اسمه ــ في واد والعلم بنزول القرآن الكريم في واد آخر. ولم أرَ تهافتاً في النقد كهذا (لا بل رأيت).
ـ[الغزالي]ــــــــ[19 May 2009, 03:43 م]ـ
أخي عمرو - بارك الله فيكم على الرد الجميل -
هل لديكم مثال يوضح النقطة السادسة؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 May 2009, 07:31 م]ـ
الأخ الكريم الغزالي،
النقاط التي أوردتها هي رد على ما ورد في المقال، بما في ذلك النقطة السادسة، والتي تردّ على ما أورده الكاتب من مثال في النقطة الثانية في مقاله.
ـ[الغزالي]ــــــــ[19 May 2009, 07:54 م]ـ
أقصد - حفظكم الله - هل يوجد مثال لمناسبة نزول لآية؛ المناسبة لأولها وليس لآخرها مناسبة؟
وفيما يتعلق بمناسبة نزول آيات تحريم الخمر، فلم أقف - بحسب علمي القاصر - على حديث صحيح في مناسبة النزول إلا لآية المائدة، فهل صح شيء سواها؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 May 2009, 08:38 م]ـ
الأخ الكريم الغزالي حفظه الله،
أعذرني أخي يبدو أننا لم نفهم بعضنا البعض، فإليك الإجابة كما فهمت:
الآية التي ذكرها كاتب المقال، وهي في سورة النساء:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا"، فالسبب المنصوص عليه يتعلق ببداية الآية ولا يتعلق بباقي المذكورات. وقد نص الترمذي على حسن الحديث وصححه الحاكم.
وردّنا على كاتب المقال لا علاقة له بما صح أو لم يصح، وإنما نناقشه في المنهج الذي سلكه في طرحه.
ـ[الغزالي]ــــــــ[19 May 2009, 10:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي عمرو
الحديث الوارد في مناسبة نزول هذه الآية فيه مقال؛ ومداره على عطاء بن السائب
وقد اختلط، واختلف عليه ثم متن الحديث مضطرب فتارة أمّهم علي وتارة ابن عوف
وتارة رجل إلخ، لذا لم يورده الشيخ مقبل الوادعي في كتابه (الصحيح المسند من أسباب النزول) ونبّه على هذا الشيخ مصطفى العدوي في كتابه التسهيل في تأويل سورة النساء.
وحديث متفق على الاحتجاج به أولى من حديث مختلف في الاحتجاج به كما لا يخفى على شريف علمكم - بارك الله فيكم -.