{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} "
رواه البخاري رحمه الله تعالى من حديث أبي موسى الأشعري.
ويقول عبده خال:
"كما أن الادعاء هذا سوف يسقط عندما نعلم أن المنطقة تعرضت (وكان المركز المدينة المنورة) لزلزال في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم ونتذكر اهتزاز جبل أحد حينما خاطبه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (قر أحد فإن عليك نبيا وشهيدين) أو بما معناه .. فهل كان أهل المدينة في ذلك الزمان هم أشر أهل الأرض في الجزيرة العربية حتى يقع الزلزال بأرضهم؟ "
وهذا جهل فاضح من الكاتب بالعقل وبالشرع، وهكذا حين يتكلم الإنسان فيما لا يحسنه يأتي بالعجائب.
روى البخاري من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال صلى الله عليه وسلم"
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُمْ
" اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ"
فهذه الهزة من قال إنها هزة زلزالية؟ هل عند الكاتب بينة؟
إنما كانت هزة لتظهر كرامة نبينا صلى الله عليه وسلم فاهتز أحد اهتزاز المحب فهو الجبل الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم "أحد جبل يحبنا ونحبه" ثم ذكر صلى الله عليه وسلم هذه النبوة التي وقعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فقتل عمر شهيدا وقتل عثمان شهيدا رضي الله عن الصحابة أجمعين.
ثم إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أصيبوا يوم أحد وقتل منهم سبعون رجلا فماذا قال الله عنهم وهم أفضل الخلق بعد الرسل؟
قال تبارك وتعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) سورة آل عمران (155)
وقال تبارك وتعالى:
(أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة آل عمران (165)
فالله يقرر أن ما أصابهم هو بسبب كسبهم وهو من عند أنفسهم.
فمن نصدق عبده خال أم نصدق رب العالمين؟
ويقول عبده خال:
"وحدث الزلزال في عهد عمر بن الخطاب، ثم حدث زلزال في عام (في نفس المدينة المنورة) 654 للهجرة"
ليت الكاتب ذكر لنا ماذا قال عمر رضي الله عنه حين اهتزات من المصدر الذي نقل منه اهتزاز المدينة.
قال بن الجوزي في المنتظم:
"وفي هذه السنة: زلزلت المدينة. أخبرنا أحمد بن علي المجلي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قالت: أخبرنا أبو الحسن بن بشران قال: أخبرنا ابن صفوان قال: أخبرنا عبد الله بن محمد القرشي قال: حدَّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه الباهلي قال: حدَثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن صفية قالت: زلزلت المدينة على عهد عمر رضي اللّه عنه، فقال: أيها الناس ما أسرع ما أحدثتم، لئن عادت لا أساكنكم فيها." المنتظم - (ج 2 / ص 34)
فهذا عمر رضي الله عنه ينسب الهزة إلى ما أحدثه الناس من ذنوب. فهل الكاتب أفقه من عمر رضي الله عنه؟
وهل عمر يتألى على الله؟ أم أنه فهم ذلك من نصوص الشريعة وما تعلمه على يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟
ويقول عبده خال:
"وحدثت زلازل قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم،هذا التعاقب الزلزالي في المنطقة هو تعاقب جيولوجي في حركة صفائح الأرض في تلك المنطقة التي تعرف بالحرة، والحرة أو الحرات هي مناطق براكين وزلازل بسبب تكوينات صخورها، ولهذا السبب تعاود الزلازل المنطقة عبر فترات زمنية مختلفة"
وهنا نسأل الكاتب من وراء هذا التعاقب الجيولوجي؟ ولماذا تقع في الوقت الذي وقعت فيه لماذا لا يكون قبل أو بعد؟ ولماذا لا تهتز؟ لماذا لا تبقى ثابته؟
أسئلة لا يدري الكاتب عن إجابتها شيئا لأنه فقط يردد ما يسمع ليس إلا. حتى أصحاب الاختصاص من غير الذين رزقهم الله العلم الشرعي إلى جانب الاختصاص لا يعرفون إجابات. لكن هناك من يعرف ممن جمع بين الأمرين العلم الشرعي وعلم دراسة الظواهر الكونية.
ويقول عبده خال:
¥