تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خَطَرَه على أبَوَيْكَ مِن قَبْلُ، إذ هما في الْجَنَّةِ دارِ السلامِ ولم يَسْلَمَا منه ودَلاَّهما بغُرُورٍ، فحاذِرْ منه ولُذْ بِي كلَّمَا ألَمَّ بكَ أو مَسَّكَ طائفٌ منه، وكُنْ كسَلَفِكَ الصالِحِ إذا مَسَّهُمْ طائفٌ مِن الشيطانِ تَذَكَّرُوا فإذا هُمْ مُبْصِرونَ.

وقد عَلِمْتَ عَداوتَه لكَ مِن بَعْدُ، وعداوتُه ناشئةٌ عن الْحَسَدِ.

ولَكَأنَّ ارتباطَ السورتيْنِ لَيُشِيرُ إلى مَنْشَأِ تلكَ العَداوةِ وارتباطِها بِهَا التحذيرِ؛ إذ في الأُولَى: ومِن شَرِّ حاسِدٍ إذا حَسَدَ، فحَسَدَ الشيطانُ آدَمَ على إكرامِ اللَّهِ إيَّاه كما أَسْلَفْنَا.

والعدُوُّ الحاسِدُ لا يُرْضِيهِ إلاَّ زَوَالُ النِّعمةِ عن المحسودِ، ولَئِنْ كانَتْ توبةُ آدَمَ هي سَبيلَ نَجَاتِه؛ كما في قَوْلِه تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: 37].

فنجاتُكَ أيضاً في كَلِمَاتٍ تَستعِيذُ بها مِن عَدُوِّكَ برَبِّ الناسِ مَلِكِ الناسِ إلهِ الناسِ؛ لأنَّ الربَّ هو الذي يَرْحَمُ عِبادَه، ومَلِكَ الناسِ هو الذي يَحْمِيهِم ويَحْفَظُهم ويَحْرُسُهم، وإِلَهَ الناسِ الذي يَتَأَلَّهُونَ إليه ويَتَضَرَّعُونَ ويَلُوذُونَ به سُبحانَه). [تتمة أضواء البيان: 9/ 364 - 368]

قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت: 885هـ) في تفسير سورة الناس: (مَقْصُودُهَا الاعتصامُ بالإِلَهِ الحقِّ مِنْ شَرِّ الخلقِ الباطنِ، وَاسْمُهَا دالٌّ على ذلكَ؛ لأنَّ الإِنسانَ مَطْبُوعٌ على الشَّرِّ، وَأَكْثَرُ شَرِّهِ بالمَكْرِ وَالخِدَاعِ، وَأَحْسَنُ مِنْ هذا أنَّها للاستعاذةِ مِنَ الشَّرِّ البَاطِنِ المَأْنُوسِ بهِ المُسْتَرْوَحِ إِليهِ، فَإِنَّ الوسوسةَ لا تَكُونُ إِلاَّ بِمَا يُشْتَهَى، وَالناسُ مُشْتَقٌّ مِنَ الأَنَسِ فَإِنَّ أَصْلَهُ أُنَاسٌ، وَهوَ أيضاً اضْطِرَابُ الباطنِ المُشِيرُ إِليهِ الاشتقاقُ مِنَ النَّوْسِ.

فَطَابَقَ حينئذٍ الاسمُ المُسَمَّى، وَمَقْصُودُ هذهِ السورةِ مَعْلُولٌ لمقصودِ الفاتحةِ الذي هوَ المُرَاقَبَةُ، وَهيَ شَامِلَةٌ لجميعِ عُلُومِ القرآنِ التي هيَ مُصَادَقَةُ اللَّهِ وَمُعَادَاةُ الشيطانِ بِبَرَاعَةِ الختامِ وَفَذْلَكَةِ النِّظَامِ، كَمَا أنَّ الفاتحةَ شَامِلَةٌ لذلكَ؛ لأنَّها بَرَاعَةُ الاستهلالِ وَرِعَايَةُ الجلالِ وَالجمالِ، فقد اتَّصَلَ الآخرُ بالأوَّلِ اتِّصَالَ العِلَّةِ بالمعلولِ وَالدليلِ بالمدلولِ وَالمثلِ بالمَمْثُولِ، وَاللَّهُ المَسْؤُولُ في تَيْسِيرِ السُّؤْلِ وَتَحْقِيقِ المَأْمُولِ، فإِنَّهُ الجَوَادُ ذو الطَّوْلِ، وَبهِ يُسْتَعَانُ، وَعليهِ التُّكْلانُ). [نظم الدرر: 8/ 611]

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jun 2009, 11:55 م]ـ

ولعلها الحكمة الإلهية أن يتم تخزين أسرار ترتيب سور القرآن وآياته في هاتين السورتين. وهذا - باعتقادي - وجه من وجوه إعجاز القرآن؛ لأن ذلك يعني أن القرآن قد اخبر عن أسرار ترتيبه قبل ان يكتمل نزوله .. ولعل تضارب الآراء في مسألة ترتيب سور القرآن، والاختلاف في عدد آياته تبعا للروايات قد حال دون اكتشاف تلك الحقيقة ..

فالاختلاف في آية البسملة - مثلا - قد حال دون اكتشاف أروع واعظم أسرار

الترتيب القرآني المخزن في هذه الآية ..

كذلك الحال في سورة الفاتحة ..

كذلك الحال في سورة الناس. إن مجيء سورة الناس آخرسور القرآن مؤلفة من 6 آيات هو معجزة قرآنية ..

ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Jun 2009, 12:24 ص]ـ

كذلك الحال في سورة الناس. إن مجيء سورة الناس آخرسور القرآن مؤلفة من 6 آيات هو معجزة قرآنية ..

أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرجو أن تكون بصحة وعافية.

ثانياً:

ما هو وجه الإعجاز في كون سورة الناس مؤلفة من 6 آيات؟

ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[02 Jun 2009, 12:32 م]ـ

أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأرجو أن تكون بصحة وعافية.

ثانياً:

ما هو وجه الإعجاز في كون سورة الناس مؤلفة من 6 آيات؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الحمد لله.

1 - ذكرت سابقا أنه قد تم تخزين إشارات واضحة إلى محاور النظام العددي في القرآن في سورتي الفاتحة والناس، وهي أربعة أعداد: 19 و 13 و 7 و 6.

19: عدد حروف الآية الأولى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير