تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أم الأشبال]ــــــــ[15 Jun 2009, 11:53 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

الشيخ الكريم

قال تعالى:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} (الإسراء:23)

أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ "

والخطاب في الآية الكريمة والحديث الشريف موجه للمكلف البالغ العاقل، أيا كان عمره أليس كذلك، فقد يبلغ أحد الوالدين الكبر والابن مراهق لم يبلغ العشرين، فهل يخرج بذلك من الحد الذي حده الخطاب، طبعا وكما هو معروف لا يخرج؟

قال الماوردي:

" {إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما} فيه وجهان:

أحدهما: يبلغن كبرك وكما عقلك.

الثاني: يبلغان كبرهما بالضعف والهرم." أهـ

وما قاله الماوردي يرد عليه ما قلته سابقا من أن الوالدين قد يبلغا الكبر والابن في الثامنة عشر مثلا، وكان ولا زال من هم في السادسة عشر أو السابعة عشر تناط إليهم مهام عظام وتوكل إليهم، وهذه النقطة أشرت إليها للدلالة على كمال العقل، هذا طبعا إن قصد الماوردي من قوله (كبرك) التقدم في السن أكثر.

أما بالنسبة لحالنا اليوم،فحالنا هو الذي يحتاج لمراجعة ووقفة مع بعض جوانبه كالمناهج والإعلام وطريقة التربية التي تقزم الأبناء وتؤخر الثمرة المرجوة منهم، والتي تساعدهم في خدمة أنفسهم ومجتمعهم، فوا أسفي على هذا الجيل إلا من رحم الله فلن تخلوا بإذن الله لأنها لن تخرب كما أراد الله تعالى.

*وفي ما قاله ابن عاشور تأكيد لما قلته وهو فيما يلي والله أعلم وأحكم:

"والخطاب ب {عندك} لكل من يصلح لسماع الكلام فيعم كل مخاطب بقرينة سبق قوله: {ألا تعبدوا إلا إياه}، وقوله اللاحق {ربكم أعلم بما في نفوسكم} [الإسراء: 25].

وقال:

والخطاب لغير معين مثل قوله: {إما يبلغن عندك الكبر} [الإسراء: 23].

والعدول عن الخطاب بالجمع في قوله: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين} [الإسراء: 25] الآية إلى الخطاب بالإفراد بقوله: {وآت ذا القربى} تفنن لتجنب كراهة إعادة الصيغة الواحدة عدة مرات، والمخاطب غير معين فهو في معنى الجمع. والجملة معطوفة على جملة {ألا تعبدوا إلا إياه} [الإسراء: 23] لأنها من جملة ما قضى الله به.

وقال:

{وبالوالدين} متعلق بقوله؛ {إحساناً}، والباء فيه للتعدية يقال: أحسن بفلان كما يقال أحسن إليه، وقد تقدم قوله تعالى: {وقد أحسن بي} في سورة [يوسف: 100]. وتقديمه على متعلقه للاهتمام به، والتعريف في الوالدين للاستغراق باعتبار والدي كل مكلف ممن شملهم الجمع في ألا تعبدوا}." أهـ

ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jun 2009, 02:34 م]ـ

..... فما عنيته من لا يتعمد معصيتهما، وهو في حقيقته بار بهما. وقلبهما عنه راض، ويعتبران هذا سلوكا طارئ فيه تعبير عن تدلل من بهجة نفسهما، وخطأ لا يعزب عن قوله سبحانه (ربنا لا توآخذنا إن نسينا أو اخطأنا .. ). فلا إثم إذا، لأن الإصرار منتف اصلا. والقلب راض قبل كل شيئ. ................................ فقد وجدت من البعض من ينزل أقصى الأحكام الشرعية وهو ليس بفقيه ولا مفتي، على مثل من وقع من الأبناء في مثل هذا السلوك الغير مقصود كما بيناه، غير متأمل لمقاصد الدين، ولا تفاصيل المسألة، فقط كلمة حرام، وهو من أهل النار، وعليه غضب الله ولعنته، كلمات جاهزة للكثير مما يمر على سمعه ويحدث في حياة المسلمين اليومية.

لا أدري يا شيخ محمد لماذا لم أتشرف بالإشراف العلمي على أمثالك، فلو كان الأمر بيدي لمنحتك الدرجة على فقرة مما تكتب فضلا عن موضوع أو موضوعات دون التقيد بشيء علمي آخر.

وبعد استيعاب ما تفضلت به أقول:

لو وُزنَّا بمنطق الأفِّ من كونه يدخل النار مع الفجار ما دخل واحد منا الجنة، ولقيدتُ على رأس المطلوبين إلى النار والعياذ بالله.

كما أنه لا يخال على حصافتكم أنكم أتيتم بالبراهين والحجج التي تبين أن الإصرار وعدم الاكتراث بمقام الوالدين عليهما مدار العقاب.

أما مثل ما أوردتم من " نفخات يومية أو لحظية من غِرّ أو حدث " ففي اليوم قد تحدث ملايين المرات، والسماح حاصل من الأباء وبالتبعية عندما يكون الأبناء آباء فإنهم ـ أيضا ـ يسامحون والله الخالق سبحانه عفو غفور ودود.

ومن وجهة نظري الأمر ينحصر في مقام الترهيب والنذارة حتى لا يشب الصبي لعَّانا أو متبجحا أو متأففا فيتسع الخرق على الراقع.

وبما ان الأف وقعت في حق بشر

وحقوق البشر مدار غفرها العفو ممن حدثت له فلا مشاحة في القضية.

ولعل من يتحدث بالويل والثبور وعظائم الأمور على صاحب الأف قد اصطلى بنارها من عاقل بالغ فاهم تحول حاله إلى عاق كنود.

ولكن يا دكتور محمد ليس كل ما نفصلِّه الآن يقال للعوام لحديث البخاري:" أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ.

قَالَ أَلا أُبَشِّرُ النَّاسَ؟

قَالَ: لا إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَتَّكِلُوا".

كلامك طيب مقنع لكن ـ من وجهة نظري ـ عندما يبتعد عن مفهوم المخالفة ويقترب من مقاصد الشريعة وأصولها الأصيلة.

هذه وجهة فهي ونحن جميعا مع الدليل ندور معه حيث دار.

والله يرعاك ويكتب لك الأجر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير