تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[04 Sep 2009, 05:42 م]ـ

الأستاذ الفاضل:

جاء فى تفسير الماتريدى الامام عليه الرحمة ما يعد توضيحا وشرحا وبيانا لمقولته السابقة وذالك بعد ايات فى نفس السورة حيث جاء عند قوله تعالى (فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا) .. ما يلى

(وفى قوله تعالى " وكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا " دلالة القول بعلم العمل على ظاهر الأسباب دون تحقيق العلم به حين قال " ان علمتم فيهم خيرا " وإنما يوصل ما ذكر من الخير بأسباب تكون لهم على نحو ما ذكروا فيه من الحرفة والوفاء وأداء الأمانة وأمثاله. وتلك أسباب توصل الى الخير على أكبر الظن والعلم لا على الحقيقة. وفيه دلالة العمل بالاجتهاد على ما يرى بهم من مظاهر الأسباب. والله أعلم) انتهى

وقوله الأخير: (وفيه دلالة العمل بالاجتهاد على ما يرى بهم من مظاهر الأسباب) يؤكد ما قلتموه فضيلتكم من وجوب التفرقة بين ما يبنى على الظاهر مع وجود قرينة دالة من جهة وما لا قرينة عليه من جهة أخرى .. اذ اجتهاد المجتهد فى الحكم الشرعى لا يكون من الهواء أو اتيا من الفراغ بل لأدلة كثيرة تشبعت بها نفس المجتهد من علم بمقاصد الشرع وتخريج على مسائل اخرى .. الخ

وبناء على ذالك يكون معنى العبارتين: صحة العمل يالظاهر ما توفرت القرائن ..

فما قولكم؟

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 06:06 م]ـ

نعم ذلك كذلك.

وما ذكرته –مشكورا- يفسر ما سبق. وهو اعتماد الأسباب الظاهرة، واعتبار القرائن والأحوال. التي تفضي إلى غلبة الظن ورجحانه.

والظن المعمول به في هذا الباب. هو المبني على الأسباب الحقيقية وليس المتوهمة، وعلى الأسباب التي من شأنها أن يحتج بها في تلك المسألة بخصوصها. وأن يكون النظر فيها صادرا ممن عنده أهلية النظر في الأسباب ومراتبها. فإذا ما اعتبر هذا فإن الحكم المبني على الظن المعتمد على هذه الأسباب، حكم معتبر شرعا. وقد بنوا عليه كثيرا من أبواب الفقه كما تقدم. وفي كلام الماتريدي رحمه الله بعض الأمثلة على الأسباب الموجبة للظن الغالب في باب مكاتبة الأرقاء.

لكن يبقى النظر في الآية المتقدمة (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) فيحمل على محمل التأديب، والإرشاد إلى التثبت والأناة، وعدم التسرع في الأخذ بالظواهر،

ودمتم بخير.

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[04 Sep 2009, 06:11 م]ـ

"وبناء على ذالك يكون معنى العبارتين: صحة العمل يالظاهر ما توفرت القرائن"

نعم، هذا التوجيه صحيح.

حيث يحمل كلام الماتريدي، في تفسير الآية الأولى، القاضي باعتماد الظواهر، وهو كلام عام، يحمل على التفصيل الذي ذكره في آية المكاتبة.

ـ[بديع الزمان الأزهري]ــــــــ[13 Sep 2009, 03:19 ص]ـ

الاستاذ العزيز

ورد كلام فى تفسير الماتريدى استشكل على جدا ولا أدرى حقيقة فى أى اطار يمكن أن يوضع .. أورده لكم هنا للاستفادة منكم

فى تفسر سورة النمل عند قوله تعالى (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) قال:

{وقال فى اية أخرى (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى) .. وقال فى اية أخرى (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)

ذكر على التقديم والتأخير على اختلاف الالفاظ والحروف، والقصة واحدة، والممتحن بذالك موسى لا غيره. فهذا يدل أن ليس على الناس تكلف حفظ الالفاظ والحروف بلا تقديم ولا تأخير ولا تغيير بعد أن أصابوا المعنى المودع فيها، أعنى فى الالفاظ، وحفظوها من غير تغيير يدخل فى المعنى المودع، اذ قصة موسى هذه وغيرها من قصص الأنبياء صلوات الله عليهم ذكرت فى الكتاب على التقديم والتأخير على اختلاف الالفاظ والحروف فى كثير من الاحكام فى الشهادات والاخبار وغيرها، انما عليهم اصابة المعنى} أهـ

ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[13 Sep 2009, 04:17 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله.

ما ذكره الإمام الماتريدي، رحمه الله، هو جواب منه لسؤال وارد على القصة، تقديره: ما وجه إيراد قصة موسى عليه السلام، في مواضع من الكتاب، بعبارات مختلفة، مع أن القصة واحدة؟

وجوابه رحمه الله في محله. وبيان ذلك.

أن الأصل في اللفظ أنه جيء به لغرض الإفهام، فهو سيلة لا غاية. وما دام الأمر كذلك فينبغي أن ينزل عند هذه المنزلة ولا يتعداها.

ومما تقتضيه هذه المنزلة، أن لا يطلب اللفظ لذاته، وأن يكون النظر متوجها إلى المعنى مصروفا إليه، لا يثني الناظر عن المعنى اللفظ الموضوع له، وإلا دخل الضيم على المعنى وذهب من تفهمه مقدار ما انصرف إلى اللفظ من النظر.

وهذه القاعدة معمول بها في مواضع. وقد احتج لها الماتريدي رحمه الله، بقضية التكرار، التي كانت موجبة لاتحاد اللفظ بسبب اتحاد مخرجها. لكن لما جاء الأمر على خلاف ذلك، كان ذلك دليلا على ما ذكره الماتريدي رحمه الله من عدم الاعتداد باللفظ متى ما فهم المعنى.

وقريب من هذا قول الأصوليين: العبرة في العقود للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير