ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 12:08 ص]ـ
نعم أبا فهر، ذلك كذلك، وقد ذهب وهلي أثناء النقل، إلى أن ابن تيمية يقصد الاشتراك اللغوي، إلى أن نبهتني مشكورا، على أن الدلالة مركبة عنده من الوجهين معا.
ولكن لا زال الأمر فيه فضل نظر أحب أن أتبينه،
وذلك أن ما ذكرتم من دلالة لفظ القرية على الوجهين معا [الساكن والمساكن] يقتضي أن يكون هذا اللفظ حيثما ذكر في القرآن دل على هذا المعنى، ويقتضي أيضا، أن لا تكون اللفظة دالة على وجه دون وجه.
بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن، فمن ذلك قول الله تعالى:
1/ [واضرب لهم مثلا أصحاب القرية]
2/ [إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا]
3/ [ادخلوا هذه القرية فكلوا منها].
4/ [أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها]
فصنيع القرآن في هذه الآيات، أن تكون القرية هنا مرادا بها المساكن. وليس الساكن.
ثم رجعت إلى مفردات الراغب فإذا به يقول: "القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعا ويستعمل في كل واحد منهما". فدل كلامه على أن القرية تطلق تارة على هذا وتارة على هذا.
هذا وجه من النظر بان لي، وأحببت أن أثبته هنا مدارسة وبحثا.
والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 02:56 ص]ـ
أحسنتَ أحسن الله إليك في بصرك بكلام أبي العباس ..
أما ما أثرتَه من النظر فلعله والله أعلم يظهر لك تأويله إن أعملت أناتك المباركة في هذا الجنس من الدلالات المركبة التي يغفل عنه الناس ...
وأسألك سؤالاً لعل فيه هداية ...
(المقعد) أليس هو اسم لمجموع (الظهر) و (القاعدة) و (الأرجل)
ومع ذلك: هل يُسمى واحد من هذه وحده: مقعد
اللهم لا ..
طيب إذا لم يُسم واحد من هذه وحده مقعد = ما معنى قولك: ظهرُ المقعد؟؟
هل المقعد في عبارة (ظهر المقعد) هو القاعدة والأرجل فقط؟؟
الجواب: لا
وإنما هو الظهر والقاعدة والأرجل .. أيضاً .. وإنما أنت تخص الظهر لتعطيه حكماً لا لتخرجه عن باقي المقعد بحيث يصدق اسم المقعد على القاعدة والأرجل فقط ...
وإذاً:
فليست القرية في قولك أصحاب القرية مثلاً: هي البنيان .. وإنما هي أيضاً البنيان وسكانه .. وإنما تخص الأصحاب بالذكر لتقرير الحكم لا لإخراجهم من اسم القرية وبقاء الاسم للبنيان فقط
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 01:12 م]ـ
نعم أبا فهر، وما ذكرته آنفا كان مني على ذكر، وما ذكرته أيضا إنما هو في المواضع التي جاء فيها ذكر القرية مع ذكر الأهل أو الأصحاب، وبيانك لها فيه حسن وجودة.
لكن لم تعرج على قول ذكرته فيما مضى وهو: [بيد أني نظرت في آي الكتاب، وأنا مستصحب هذا الأصل، فبان لي أنه وإن كان قد اتفق في غالب الآيات، إلا أنه غير مطرد، وأنه لا يمكن تعميم القول بالدلالة على الوجهين معا في كل الآيات. وأن بعض الآيات جاء فيه ذكر القرية وعني به المساكن،]
فما رأيكم في ذلك، وهل ترون أن المعنى الذي ذكرتم للقرية، مطرد في جميع المواضع التي ذكرت فيها في القرآن؟
ودمتم بخير.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 01:35 م]ـ
نعم أراه مطرداً أخانا الكريم ...
وأُعرج معك على آية واحدة يحسبها البعض أبعد ما تكون عن تفسيري للفظ القرية ..
وهي قوله سبحانه: ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ... ))
وهذا الآية جارية في نفس المهيع .. والقرية فيها هي البنيان المجتمع والناس معاً .. غير أن ناس هذه القرية قد ماتوا،وآية ذلك أن السائل يسأل: أنى يحيي هذه الله بعد موتها .. وإحياء القرية هنا، هو إحياء من فيها من الناس فتدب فيها الحياة، وآيته أن الله تبارك وتعالى أماته ثم أحياه ... وليس موتهم بمخرج للقرية عن معناها المذكور فلا تزال بناء مجتمع وناسه إلا أن الناس هاهنا سلب عنهم اسم الحياة وليس حكم الحياة بالذي يشترط في إطلاق اسم القرية ..
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 05:24 م]ـ
شكرا لك اخي الفاضل، على تفاعلك وردك الطيب.
¥