ثم إنه لم يبن لي وجه الاطراد في مواضع من الذكر، ومن ذلك قوله تعالى:
[لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة]
وقوله سبحانه:
[ادخلوا هذه القرية فكلوا منها]
فما هو الوجه عندكم في هذا؟
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[27 Jul 2009, 05:46 م]ـ
قد كان ما كتبته لك، ثم إني نظرت في كلام ابن تيمية من جديد، فرأيت ما دللتني عليه من معنى كلامه فيما سلف لم يكن صوابا.
وبيان ذلك: أن نصه الذي نقلته قال فيه:
1/ وَقَالَ فِي آيَةٍ أُخْرَى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ}. فَجَعَلَ الْقُرَى هُمْ السُّكَّانُ. وَقَالَ: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ}. وَهُمْ السُّكَّانُ.
2/ وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}. وَقَالَ تَعَالَى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}. فَهَذَا الْمَكَانُ لَا السُّكَّانُ.
3/ لَكِنْ لَا بُدَّ أَنْ يُلْحَظَ أَنَّهُ كَانَ مَسْكُونًا؛ فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى مَأْخُوذٌ مِنْ الْقُرَى وَهُوَ الْجَمْعُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: قَرَيْت الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إذَا جَمَعْته فِيهِ.اهـ
ففي الفقرة الأولى أتى بآيات فيها لفظ القرية يطلق على السكان. وفسره أبو العباس بذلك.
وفي الفقرة الثانية فسر فيها القرية بالمكان لا بالسكان.
وفي الفقرة الثالثة، ذكر مذهبه في معنى القرية، وهي قوله: فَلَا يُسَمَّى قَرْيَةً إلَّا إذَا كَانَ قَدْ عُمِّرَ لِلسُّكْنَى.
فدلنا هذا الصنيع منه على أن لفظ القرية، يستعمل تارة في المكان وتارة في السكان، وليس أنه كلما أطلقت لفظ القرية فهم منه الأمران معا. وإن كان يستلزمهما استلزام الحال للمحل.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 10:57 م]ـ
أخي عدنان:
هل يُطلق لفظ القرية -عند الشيخ- على الخالية من السكان؟؟
وهل يطلق على سكان في واحة هم فيها بدو رحل؟؟
أم إن دلالة القرية عند الشيخ تشمل السكان والدور جميعاً؟؟
الأخيرة هي مراده ولا شك وهو صريح عبارته في جعله القرية من جنس الإنسان والنفس ...
أما عبارته فهذا المكان دون السكان وعكسه فليس مراده أي سكان خارج دور مجتمعة وليس مراده دور ليس فيها ناس وإنما هو يذكر ما قلنا لك من فصل الأجزاء فصل حكم لا فصل دلالة ..
فأنا لا أنازعك أن من قال هدمتُ القرية يقصد أنه هدم البنيان هذا لم أنازعك فيه ..
وقولي واسأل القرية أي: واسأل من فيها من الناس جميعاً وليس: واسأل البنيان ..
ولكن هذا ليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على البنيان وليس استعمالاً للفظ القرية في الدلالة على الناس = وإلا لزم جواز إطلاق لفظ القرية على سكان في واحة بدو رحل وهذا لا يقع وإلا للزم جواز إطلاق لفظ القرية على مجمع بنيان لا يوجد فيه أحد وهذا لا يقع ..
وراجع مثال المقعد: أنت تقول أن مقعدة المقعد لا تسمى وحدها مقعد ولكن أنت تجلس عليها وتقول جلست على المقعد
وأنت تقول إن ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكن أنت تقول أسندت ظهري للمقعد
فكذا: السكان لا يسمون وحدهم قرية ولكنك تقول واسأل القرية وتعني من فيها من الناس لأن لفظ القرية يتناول السكان والبنيان ..
وكذا: البنيان وحده لا يسمى قرية ولكنك تقول هدمتُ القرية وتعني بنيانها لأن لفظ القرية يتناول البنيان والسكان ..
وكذا: ظهر المقعد لا يسمى مقعد ولكنك تتقول أسندت ظهري للمقعد وتعني ظهره لأن لفظ المقعد يتناول المقعدة والظهر والأرجل ..
فهل يقول فقيه: إنك ما دمت قلتَ أسندت ظهري للمقعد والحال أنك تقصد ظهره = أن ظهره يُطلق عليه اسم المقعد
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2009, 11:13 م]ـ
والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[28 Jul 2009, 12:02 ص]ـ
[والفرق بين مطلق دلالة اللفظ على معنى وبين دلالة اللفظ على معنى هو بعض مسماه =هو حرف المسألة لمن فقهها .. ]
هذا الفرق فقهته في كلام ابن تيمية رحمه الله، وليس خلافنا حوله، وإنما جوهر المسألة بيننا فيما أظن هو فيمن قدر كلمة أهل في: [واسأل القرية] هل لهذا التقدير وجه، أم هو خطأ محض كما زعمت،
فمن هنا كان مبدأ الحديث، ثم كان من أمره ما كان، والحديث ذو شجون كما يقال.
وإذا كانت آي الكتاب، واردة في الموضعين، كان من قدرها له فيها مستند صالح. وهو الحمل على الآيات التي صرح فيها بالأهل والأصحاب.
فهذا هو معقد الحديث، هو وجه التقدير في الآية ومستنده. هل له اعتبار أم لا؟
وشكر الله لكم ما تفضلتم به من البيان.
¥